رئيس التحرير: عادل صبري 12:35 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

واشنطن تعلن وفاة مبادرة السلام العربية.. هل أصبحت «صفقة القرن» مسارا إجباريا؟

واشنطن تعلن وفاة مبادرة السلام العربية.. هل أصبحت «صفقة القرن» مسارا إجباريا؟

العرب والعالم

وفاة مباردة السلام العربية مع إسرائيل

واشنطن تعلن وفاة مبادرة السلام العربية.. هل أصبحت «صفقة القرن» مسارا إجباريا؟

أيمن الأمين 27 أكتوبر 2020 11:02

تزامنا مع تزايد الهرولة العربية تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي عبر بوابة "التطبيع"، أعلنت واشنطن وفاة مبادرة السلام العربية مع "الإسرائيليين".

 

وقبل ساعات، قالت الولايات المتحدة الأمريكية إن مبادرة السلام العربية التي اقترحتها السعودية عام 2002 "لم تعد ضرورية"، في ظل تصاعد موجة التطبيع العربي مع "إسرائيل".

 

وأعلنت كيلي كرافت، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مساء أمس الاثنين، في جلسة استماع لمجلس الأمن بشأن وضع السلام في الشرق الأوسط، أن "مبادرة السلام العربية لم تعد ضرورية".

 

خطة السلام

 

وقالت كرافت: "تجربة ترامب أدت إلى السلام، ورؤيتنا ممكنة، وقمنا بالكثير من العمل لتقديم خطة السلام، وهي مليئة بالتفاصيل".

 

 

وأضافت: "لم تعد هناك حاجة للمبادرة العربية لعام 2002. صفقة القرن فتحت آفاقا جديدة أمام الفلسطينيين".

 

وكانت السعودية قد جددت، أواخر أغسطس الماضي، تمسكها بمبادرة السلام التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز، عام 2002.

 

وفي سبتمبر الماضي، أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن مساندته للجهود الأمريكية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، معتبراً أن مبادرة السلام العربية لعام 2002 هي أساس "حل شامل وعادل" يضمن حصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

بنود المبادرة العربية

 

و"خطة السلام العربية" أو "مبادرة السلام العربية" هي مبادرة أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز (كان حينها ولياً للعهد) وتهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية، وعودة اللاجئين، والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل التطبيع مع "إسرائيل".

 

 

وجاء في نص المبادرة، وفق ما ورد عبر موقع الجامعة العربية، أن مجلس الجامعة يطلب من "إسرائيل" إعادة النظر فـي سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي.

 

من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "إن القضية الفلسطينية قضية مقدسة وعلى رأسها المقدسات الإسلامية والمسيحية وثوابتنا التاريخية راسخة لا تنازل عنها والقدس ليست للبيع".

 

وأضاف أبو ردينة، أن "القيادة واثقة من شعبنا ومن أحرار العالم، مؤكدا أن القضية الفلسطينية قضية مقدسة وعلى رأسها المقدسات الإسلامية والمسيحية وثوابتنا التاريخية راسخة لا تنازل عنها والقدس ليست للبيع "لا بالذهب ولا بالفضة"، لا بأمر "إسرائيل" أو الإدارة الأمريكية أو من أي إدارة أخرى، وعنواننا القيادة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس".

 

 

وأكد أبو ردينة، رفض القيادة الفلسطينية التطبيع وصفقة القرن الأمريكية ومخطط الضم الإسرائيلي، مؤكدا أن "أيا من هذه الخطط لن يمر على حساب الشعب الفلسطيني".

 

فرض صفقة القرن

 

وقال أبو ردينة في حديث لإذاعة صوت فلسطين، أمس الإثنين، إن "التطبيع وصفقة القرن وخطة الضم جميعها مرفوضة، ولن يمر أو ينفذ شيء على حساب الشعب الفلسطيني، والقيادة ستتخذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب وتتحرك على كافة الصعد".

 

وتابع أبو ردينة: "التطبيع غير مقبول ومرفوض ومدان، ليس فقط لأنه مخالف للقوانين العربية والشرعية الدولية، بل لأنه يتجاوز الشعب الفلسطيني".

 

وأكد أبو ردينة أن الرسالة الفلسطينية الدائمة، أنه "لا يحق لأحد التحدث باسم الشعب الفلسطينية".

 

 

وفيما يخص الاستيطان قال أبو ردينة إن "السلاح الوحيد هو صمود الشعب الفلسطيني، ولن يبقى حجر على حجر لأي مستوطنة في الأراضي الفلسطينية، وكما أزيلت المستوطنات من غزة ستزال تماما أيضا من الضفة، وعلى "إسرائيل" وأمريكا والمجتمع الدولي أن يفهموا أن الطريق الوحيد هو فقط الشرعية الفلسطينية والدولية".

 

في الغضون، رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط أصبحت حقائق على الأرض، وإن فاز بايدن في الانتخابات فإن عملية التطبيع التي تمت مع البحرين والإمارات ستخدمه أكثر إذا تمّ إعادة إيران من العزلة.

 

 

كما رأت الصحيفة، أن بعض عناصر خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، المسمّى "صفقة القرن"، أصبحت حقائق على الأرض بغضّ النظر عمّن سيفوز في الانتخابات الأميركية في الأسبوع المقبل.

 

هرولة عربية للتطبيع

 

وقالت الصحيفة إن قرار  الإمارات والبحرين بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" الآن، والضوء الأخضر الذي تلقتاه بوضوح من السعوديين للقيام بذلك، يشير إلى أنهما لا تريدان المخاطرة، وأنهما تريدان جعل الحقائق الجديدة ملموسة قبل التغيير المحتمل للحارس في واشنطن.

 

ورأت الصحيفة أن خطوات كل من الإمارات والبحرين للتطبيع مع "إسرائيل" قبل الانتخابات الأميركية تضمن أنه حتى لو أراد منافس ترامب المرشح الديمقراطي جو بايدن العودة إلى عقيدة الرئيس السابق باراك أوباما بشأن الشرق الأوسط، ومصالح الولايات المتحدة، فسوف يتم خدمتهما بشكل أفضل إذا تمّ إعادة إيران من العزلة.

 

وتابعت: "تمّ بالفعل تشييد بنية دبلوماسية جديدة أمنية تتكون من "إسرائيل" وبعض الدول العربية، التي ستكون قادرة على تحدّي إيران، حتى لو تمّ تليين السياسة الأميركية تجاه الجمهورية الإسلامية".

 

 

ووقَّعت الإمارات والبحرين في العاصمة الأمريكية واشنطن اتفاقيتي تطبيع مع "إسرائيل"، منتصف سبتمبر الماضي، بحضور ورعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

وعاد ترامب ليعلن، في 23 أكتوبر الجاري، انضمام السودان، ثالث دولة عربية، إلى قطار التطبيع مع "إسرائيل"، عقب إزالة واشنطن اسم الخرطوم من لائحة الدول الراعية للإرهاب.

 

وقبل أيام، حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع الماضي السعودية على "تطبيع علاقاتها" مع إسرائيل، لكن رغم ضغوط إدارة ترامب عليها طوال أشهر، أكدت المملكة ربط التطبيع مع إسرائيل بتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

 

وعلى هامش إعلان التطبيع السوداني توقَّع ترامب التحاق 5 دول أخرى بعملية التطبيع مع "تل أبيب"، مؤكداً أن السعودية ستطبع قريباً علاقاتها مع الدولة العبرية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان