تحت عنوان "بالنسبة لنساء الروهينجا.. الزواج رحلة محفوفًا بالمخاطر".. سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على المعاناة التي يعيشها نساء الروهيجنا حيث يخوضون رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر من مخيمات اللاجئين في بنجلاديش إلى ماليزيا للزواج.
وقالت الصحيفة إنه بعد نفيهم من ميانمار واكتظاظهم في مخيمات اللاجئين في بنجلاديش المجاورة، أخذ الآلاف من الروهينجا القارب في رحلة محفوف بالمخاطر إلى ماليزيا، حيث يعمل الكثير من أبناء الأقلية المضطهدة كعمال غير مسجلين.
وأضافت الصحيفة، أنه حاليا، معظم الذين يقومون بالرحلة الآن، هم فتيات وشابات من مخيمات اللاجئين في بنجلاديش، وعدهم آباؤهم بالزواج من رجال روهينجا في ماليزيا، وكان ثلثا الذين وصلوا إلى ماليزيا الشهر الماضي من الإناث.
وتعرضت الأقلية المسلمة، لأعمال عنصرية ومذابح في ميانمار ذات الأغلبية البوذية، على مدى السنوات القليلة الماضية، ودفعت موجات المذابح الروهينجا عبر الحدود إلى بنجلاديش المجاورة، حيث يفترس تجار البشر الشباب اليائسين في مخيمات اللاجئين مع عائلاتهم.
وارتفع تدفق الأشخاص منذ العام 2017 ، عندما فر أكثر من ثلاثة أرباع مليون من الروهينجا من حملة تطهير عرقي في ميانمار، ومع تشديد الحدود مع جائحة فيروس كورونا، أصبحت الرحلة البحرية أكثر صعوبة، وطيلة أشهر من هذا العام، انجرفت قوارب محملة بمئات المهاجرين الروهينجا في البحر، غير قادرة على إيجاد ملاذ آمن، ودفعتهم السلطات في تايلاند وماليزيا مرارًا وتكرارًا.
الصيادون في أتشيه ، على طرف جزيرة سومطرة الإندونيسية، هم من بين القلائل الذين رحبوا بالروهينجا، وهبطت سفينة صيد محطمة تحمل حوالي 100 لاجئ في يونيو ، تبعها القارب الأكبر في 7 سبتمبر.
وقالت إندريكا راتواتي، مديرة منطقة آسيا والمحيط الهادئ في وكالة الأمم المتحدة للاجئين: "السؤال هو كيف تستجيب منطقة جنوب شرق آسيا لهذه الأزمة الإنسانية على أبوابها".
وهددت حكومة بنجلاديش، التي تكافح مع سكانها الضعفاء وسط الوباء، بنقل آلاف الروهينجا من المخيمات إلى جزيرة معرضة للأعاصير في خليج البنغال، وكانت الجزيرة الطينية غير مأهولة بالسكان حتى أجبرت البحرية البنجلاديشية حوالي 300 من الروهينجا - العديد منهم من النساء والأطفال - على اللجوء هناك هذا الصيف، عندما انتهت محاولتهم الإبحار إلى ماليزيا بعد شهور في البحر.
في وقت سابق من هذا الشهر، لقي عدد من الروهينجا مصرعهم في اشتباكات بين عصابات في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في بنجلاديش، والذي يعتبر أكبر تجمع للاجئين في العالم، وتقول بعض النساء إنهن يخرجن قليلا جدا خوفًا من العنف الجنسي.
ورغم أن الموجات السابقة من الروهينجا الذين وصلوا إلى إندونيسيا شقوا طريقهم في الغالب إلى ماليزيا، إلا أن القليل فقط هذا العام تمكنوا من الوصول إلى عائلاتهم أو أزواجهم المستقبليين.
