رئيس التحرير: عادل صبري 11:39 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

أسير فلسطين «الأخرس» يصارع الموت.. حكاية 84 يومًا من الأمعاء الخاوية

أسير فلسطين «الأخرس» يصارع الموت.. حكاية 84 يومًا من الأمعاء الخاوية

العرب والعالم

الأسير ماهر الأخرس

أسير فلسطين «الأخرس» يصارع الموت.. حكاية 84 يومًا من الأمعاء الخاوية

أيمن الأمين 18 أكتوبر 2020 12:42

84 يومًا بلا طعام، يصارع الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس الموت، على خلفية إعلانه الإضراب عن الطعام اعتراضا على اعتقاله الإداري من قبل السجان الإسرائيلي.

 

ويدخل الأسير ماهر الأخرس اليوم الأحد، يومه الـ 84 في إضراب مفتوح عن الطعام، رفضًا لاعتقاله الإداري، فيما وضعه الصحي يزداد خطورة يومًا بعد يوم.

 

ويرقد الأسير الأخرس في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي وسط ظروف صحية خطيرة للغاية، إذ يعاني من الإعياء والإجهاد الشديدين، وآلام في المفاصل والبطن والمعدة، وصداع دائم في الرأس، إضافة لفقدان حاد في الوزن، وحالة عدم اتزان.

 

كما يعاني من عدم القدرة على الحركة، وفقدان الكثير من السوائل والأملاح، كما تأثرت حاستا السمع والنطق لديه، وهناك تخوفات من أن يؤثر ذلك على وظائف الأعضاء الحيوية في جسده، كالكلى والكبد والقلب، وبالتالي تكون حياته عرضة للخطر المفاجئ وفي أي لحظة.

 

 

وقالت زوجة الأسير الأخرس في تصريح صحفي إن الوضع الصحي لزوجها آخذ بالتدهور "من أسوأ إلى أسوأ باستمرار"، لافتة إلى أنه يعاني من آلام على الصدر والمعدة وصداع مستمر في الرأس وهزال وضعف شديد في الجسم، موضحة أنه لا يتناول سوى الماء.

 

وأضافت "زوجي منذ بدء الإضراب عن الطعام لم يتناول سوى الماء فقط، نشعر بالقلق والخوف الحقيقي على حياته كون وضعه الصحي يتدهور، وأخشى أن أفقده في أي ساعة".

 

في المقابل، تواصل سلطات الاحتلال رفض الإفراج عن الأسير الأخرس وإنهاء اعتقاله الإداري، برغم تحذيرات منظمات حقوقية وجهات سياسية فلسطينية من تعرض الأخرس للموت في أي لحظة في ظل حالة الخطر الشديد الذي وصل إليه وضعه الصحي.

 

وكانت محكمة الاحتلال قد رفضت في 12 أكتوبر الجاري مجددًا طلب الإفراج الفوري عن الأسير الأخرس الذي تقدمت به محاميته.

 

 

وقدمت المحكمة مقترحًا في جوهره ترك الباب مفتوحًا لإمكانية استمرار اعتقاله إداريًا وتجديده ومشروطًا بوقف إضرابه عن الطعام، الأمر الذي رفضه الأسير الأخرس وأعلن استمراره في معركته حتى نيل حريته.

 

وتتواصل الفعاليات التضامنية مع الأسير الأخرس في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط مطالبات بضرورة الإفراج عنه، والتدخل الدولي لتوفير الحماية للأسرى داخل سجون الاحتلال.

 

تجدر الإشارة إلى أن نحو 30 أسيرا في معتقل عوفر، شرعوا قبل أيام بإضراب عن الطعام، حيث تم التنكيل بهم وعزلهم في أحد الأقسام، وهذا الإضراب يأتي أيضًا تضامنا مع الأسير ماهر الأخرس، ورفضًا لسياسة العزل الانفرادي.

 

 

وفي 27 يوليو الماضي، اعتقل الاحتلال الأسير ماهر الأخرس من منزله في بلدة سيلة الظهر في جنين، وجرى نقله بعد اعتقاله إلى مركز معتقل "حوارة" وفيه شرع في إضرابه المفتوح عن الطعام، ثم حولته سلطات الاحتلال إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، ونُقل إلى سجن "عوفر" لاحقاً، وثبتت المحكمة العسكرية للاحتلال مدة اعتقاله الإداري.

 

واستمر احتجازه في سجن "عوفر" إلى أن تدهور وضعه الصحي مع مرور الوقت، ونقلته إدارة سجون الاحتلال إلى سجن "عيادة الرملة"، وبقي فيها حتى بداية شهر سبتمبر المنصرم إلى أن نُقل إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي حيث يُحتجز حتى تاريخ اليوم، بوضع صحي صعب وخطير، ويرفض أخذ المدعمات وإجراء الفحوص الطبية.

 

وفي الـ23 سبتمبر الماضي، أصدرت محكمة الاحتلال العليا قراراً يقضي بتجميد اعتقاله الإداري، واعتبر الأسير الأخرس والمؤسسات الحقوقية أن أمر التجميد خدعة ومحاولة للالتفاف على الإضراب ولا يعني إنهاء اعتقاله الإداري.

 

وفي الأول من أكتوبر الجاري، وبعد أن تقدمت محاميته بطلب جديد بالإفراج عنه، رفضت المحكمة القرار وأبقت على قرار تجميد اعتقاله الإداري.

 

 

واعتقلت إسرائيل منذ العام 1989 الأسير ماهر الأخرس 6 مرات، معظمها إداريا، وقضى بموجبها 5 سنوات في سجون الاحتلال.

 

وهذا الصمود الأسطوري للأسير الأخرس أخرج الشارع الفلسطيني عن طوره حيث شكّل التفافا جماهيريا حوله، وترجم البعض تضامنه عبر احتجاجات داعمة في ميادين المدن الرئيسية، في حين آثر أسرى محررون، وعلى رأسهم الشيخ خضر عدنان، الاعتصام داخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنين ومدن أخرى بالضفة الغربية تضامنا مع الأسير.

 

من جهتها، حملت وزارة الخارجية الفلسطينية "إسرائيل"، السلطة القائمة بالاحتلال، المسؤولية عن حياة الأسير ماهر الأخرس، مؤكدة على رفض سياسة الاعتقال التعسفي.

 

واعتبرت الخارجية، في بيان الأحد، أن تجاهل سلطات الاحتلال لمطالب الأسير العادلة، واحتجاجه على اعتقاله الإداري غير القانوني، تجاهل لحقه بالحياة.

 

وأدانت الممارسات الإسرائيلية المستهجنة وغير القانونية للاعتقال الإداري الذي تستخدمه، كأداة للعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الأطفال والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والبرلمانيين.

 

وأكدت  الخارجية الفلسطينية أن هذه السياسة التمييزية للاحتلال تجاه ابناء شعبنا تأتي من أجل قمعنا وقمع حرية الشعب الفلسطيني.

 

وفي هذا الصدد، شددت الخارجية على أن النظام القانوني الإسرائيلي، بما في ذلك محاكم الاحتلال العسكري، نظام متواطئ وأداة من أدوات الاحتلال في إنفاذ نظامه العنصري ضد أبناء شعبنا.

 

وتعتقل "إسرائيل" أكثر من 4 آلاف أسير فلسطيني، بينهم 350 أسيرا إداريا (ملف الاتهام سري)، علما أن قرار الإفراج عن الأسير الإداري والاعتقال وتمديده يحدده الحاكم العسكري (المخابرات) وليس المحكمة.

 

للتذكير بجرائم الاحتلال بحق الأسرى.. شاهد الفيديوهات التالية:

 

 

 

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان