رئيس التحرير: عادل صبري 10:07 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بـ «سم الحريري» .. هل ينجو لبنان من «جهنم عون»؟

بـ «سم الحريري» .. هل ينجو لبنان من «جهنم عون»؟

العرب والعالم

رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري

بـ «سم الحريري» .. هل ينجو لبنان من «جهنم عون»؟

حسام محمود 24 سبتمبر 2020 15:32

في محاولة لتفادي المسار الخطير الذي وصفه الرئيس اللبناني ميشال عون بالطريق إلى "جهنم" في حال فشلت الكتل السياسية في الاتفاق على تشكيلة الحكومة الجديدة، بادر رئيس الوزراء السابق سعد الحرير باقتراح ينص على تسمية وزير شيعي مستقل لوزارة المالية، ولمرة واحدة "من دون أن يشكل ذلك عرفا لتشكيل حكومات في ​المستقبل"​.

 

الحريري وصف هذا الاقتراح الذي يسعى لإيجاد نقطة التقاء مع الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله)، المُصر على منح وزارة المالية لشخصية شيعية وتسمية كل الوزراء الشيعة في الحكومة، بـ "تجرع كأس السمّ".

 

مبادرة الحريري، أثارت تساؤلات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه في إنقاذ لبنان من فشل المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نهاية الشهر الماضي لإنقاذ لبنان من أزمته السياسية والاقتصادية الحالية، على أن تكون الخطوة الأولى في طريق الإنقاذ هو تشكيل حكومة جديدة لا تعتمد على المحاصصة الطائفية.

 

صحيفة الشرق الأوسط اللندنية رأت أن مبادرة الحريري حركت الجمود في مشاورات تشكيل الحكومة التي كانت عالقة عند تمسك الثنائي الشيعي بالاحتفاظ بوزارة المال.

 

وقالت الصحيفة اليوم الخميس: "في حين اتسمت الجهود والاتصالات التي تكثفت أمس بالسرية، ظهر شبه إجماع بين الأفرقاء السياسيين على أن مبادرة الحريري؛ التي طرح فيها أن يسمي رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب شخصية شيعية لتولي وزارة المالية، فتحت كوّة في حائط المشاورات الذي بقي مسدوداً في الأيام الماضية.".

 

 ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن: "أجواء إيجابية تسود الأوساط السياسية؛ لا سيما منها المعنية بالتأليف"، لافتة إلى أن الحل الذي بدأ يعمل عليه هو أن يقدّم رئيس البرلمان نبيه بري 10 أسماء شيعية إلى رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب ليختار منها وزيراً للمالية.

 

ورأت المصادر أنه إذا نجحت المساعي الأخيرة وسارت الأمور كما هو ظاهر حتى الساعة، فقد يتم الإفراج عن الحكومة بين اليوم وغد بعد لقاء يعقد بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف.

 

كما نقلت عن مصادر "مقربة من الثنائي الشيعي" قولها إن حزب الله و حركة أمل تلقفا الطرح بطريقة إيجابية، وأنه يتم العمل على إيجاد حلول قد يكون أحدها طرح تقديم بري 10 أسماء ليختار منها أديب وزير المال العتيد.

 

في المقابل، قال الكاتب الصحفي حسين عاصي:" أراد كلٌّ من عون والحريري أن يحلّا عقدة ​وزارة المال​، ويمهّدا الطريق أمام الانفراج الحكوميّ، تفادياً لسيناريو نعي المبادرة الفرنسية، وما يمكن أن يجلبه من خراب، بيد أنّ كلّ المؤشّرات لا تزال تدلّ على أنّ الفرج لا يزال بعيداً، وأنّ اللبنانيين أقرب ما يكونون إلى جهنّم والسمّ، سواء شُكّلت حكومة أم لم تُشكَّل".

 

وكان الرئيس عون اعتبر في لقاء مع الصحفيين قبل يومين أن عدم الاتفاق على تشكيلة الحكومة يعني أن لبنان يسير في طريق إلى "جهنم".

 

وفي مقال على موقع "النشرة" اللبناني، قال عاصي إن مبادرة الحريري بدت قابلة للحياة أكثر من تحذير عون، وإن لم تحظَ برضى زملائه في نادي رؤساء الحكومات السابقين، الذين يعتبرون أنها تقوم على مبدأ "غالب ومغلوب"، بموافقته على تكريس "عرف" منح وزارة المال للشيعة.

 

وأشار إلى أن "​الثنائي الشيعي"  يتحفظ على الكثير من "التفاصيل" الواردة في بيان الحريري، وخاصة قوله إنّه "يتجرّع السمّ" بموافقته على مطلب منح وزارة المال للشيعة.

 

 ورأى الكاتب أنه "بين مبادرة الحريري، وتحفّظات الثنائي، شيءٌ واحدٌ يتثبّت أكثر فأكثر، وهو أنّ البلاد ذاهبة بكلّ حزم نحو جهنّم الذي حذّر منه رئيس الجمهورية، بل إنّها باتت في قلبه، كيف لا وثمّة من لا يزال يتغنّج على طائفة وزير من هنا، واسمه من هناك، فيما الواقع الاقتصادي والاجتماعي لا ينبئ سوى بالمآسي، التي لا ينفع برستيج الوزارة في التقليل من وقعها!"

 

أما فيصل عبد الستار، المحلل السياسي اللبناني، فقال إن "العبارات التي طرحها الحريري في بيانه لم تلق ترحيبًا من أي جهة على المستوى العام في لبنان، فالبعض طرح تساؤلات بشأن الحريري نفسه ولماذا أعطى لنفسه الحق في التحدث للرأي العام، ومن أعطاه الحق في أن يظهر نفسه بأنه الذي يمنح وكأنه الرئيس المكلف".

 

وأضاف في تصريحات لوكالة سبوتنيك : "في النهاية مبادرة الحريري ربما فتحت بابًا مواربًا لفتح ثغرة في جدار تشكيل الحكومة، خاصة أن وزارة الخارجية الفرنسية أصدرت بيانًا طالبت فيه المسؤولين اللبنانيين بسرعة الوصول لتشكيل حكومة من شأنها أن تحدث إصلاحات"

 

بدوره قال الناشط السياسي اللبناني، أسامة وهبي، إن "مبادرة سعد الحريري لا يمكن أن يكتب لها النجاح، إلا إذا كان الاسم الذي سيختاره رئيس الحكومة مواليًا للثنائي الشيعي، وبالتالي نكون في نفس المكان الذي نحن فيه الآن".

 

وأضاف في تصريحات لـوكالة "سبوتنيك"، أنه "في حال اختار رئيس الحكومة المكلف اسمًا شيعيًا، هذا الاسم سينكب الثنائي الشيعي على السيرة الذانية له وسيتواصلون معه وسوف يحاولون انتزاع تعهد منه أنه لن يخرج عن رأيهم في السياسة المالية والعامة".

 

وتابع: "في حال تمت المبادرة بنجاح وتشكلت الحكومة يكون الثنائي الشيعي قد نجحا في فرض شروطهما على رئيس الحكومة، بالتالي تعتبر انتكاسة للمبادرة الفرنسية، التي تشترط عدم وجود أي حزبيين في الحكومة وأن يكون جميع الوزراء أصحاب كفاءة ومستقلين تماما عن المنظومة الحاكمة".

 

وكانت فرنسا أيدت اقتراح الحريري لإنهاء أزمة تحول دون تشكيل حكومة تخرج البلاد من أسوأ وضع تمر به منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.

 

وفي وقت سابق صرحت الخارجية الفرنسية أنه على القوى السياسية اللبنانية أن تختار بين تعافي لبنان أو انهياره.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان