"الفلسطينيون يتعرضون للخيانة والبيع حقًا، وعلى الرغم من أنهم يشكلون غالبية السكان بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن، إلا أنّهم أكبر الخاسرين من تطبيع الإمارات والبحرين العلاقات مع إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد للفلسطينيين حلفاء في واشنطن، وبالتالي، فإنَّ الآخرين هم الذين يقرّرون مستقبلهم حاليًا"... كلمات وردت على لسان الخبير الألماني مايكل لودرس، أستاذ جامعة برلين الحرة، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الألماني "زي دي اف".
وأشار لودرس إلى أنَّ تركيا وإيران اعتبرتا اتفاقيتي السلام من قبل الإمارات وإسرائيل مع إسرائيل بمثابة خيانة للفلسطينيين، مضيفًا أن الفلسطينيين أنفسهم يرون الأمر على هذا النحو، لأن إسرائيل لم تقدم أي شيء مقابل التطبيعين، فلم تعلن على الأقل عن تخليها عن أنشطتها الاستيطانية أو عن خططها لضم أجزاء من الضفة الغربية.
وعلى الرغم من الفرحة الإسرائيلية باتفاقيتي السلام، إلا أن هناك سببًا يدعو للقلق، وهو زيادة استعداد الدوائر الراديكالية للسعي إلى مواجهة مع إيران في البلدان المعنية نتيجة لهذا التطور، وفقًا للخبير الألماني.
ولفت لودرس إلى أن الاتفاق بين إسرائيل والإمارات والبحرين، الذي تم توقيعه في واشنطن اليوم، يهدد باحتمال نشوب صراعات.
وعلى وجه التحديد، يعني هذا الاتفاق الجديد أن البحرين والإمارات العربية المتحدة سترسلان سفيرين إلى إسرائيل، ويمكن تبادل الزيارات بينهم والسفر إلى الدول الأخرى.
وأضاف لودرس: "على الرغم من الترحيب بوجود اتفاق سلام من هذا النوع ، يجب الاعتراف بواقعية بأن هذا سلام أبرمته نخب السلطة ".
وعن رد فعل الإسرائليين تجاه الاتفاقية المبرمة في واشنطن، قال الخبير الألماني إن الإسرائيليين يرحبون بالطبع بالتطبيعين، لأنهم سيتمكنون من السفر إلى دبي في المستقبل، ولكن بالنظر إلى المشاكل الداخلية في إسرائيل، فإن هذا الأمر يعتبر عاديًا بالنسبة لهم وليس إنجازًا من نتنياهو.
.
ورأى لودرس أن العلاقات الوثيقة بين البحرين والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والولايات المتحدة ستعني أن الحركات الديمقراطية في هذه البلدان ستجد صعوبة كبيرة في إيجاد صوت لها في المستقبل، فلن يُنظر إلى أي حركة ديمقراطية هناك بشكل إيجابي في الغرب.
الخبير الألماني توقع إقدام دول عربية أخرى إلى معاهدات مماثلة مع إسرائيل، وهذه الدول هي دول الخليج الأصغر "الكويت وقطر وعمان"، مرجحًا أيضًا أن يحذو السودان حذوها، لأنه بلد فقير يحتاج إلى المساعدة من الخارج من خلال إبرامه معاهدة سلام مع إسرائيل.
وفي ذات السياق، قالت صحيفة واتسون السويسرية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصور نفسه على أنه صانع صفقات كبيرة بعد نجاحه في إقامة علاقات دبلوماسية مع دولتين عربيتين، واصفًا الاتفاقية بأنها "نجاح تاريخي"، لكن النقاد رأو أن احتفال ترامب اليوم الثلاثاء ما هو سوى مناورة انتخابية يريد ترامب من خلالها تسجيل نقاط مع الناخبين الإنجيليين، المؤيدين بشدة لإسرائيل، بالإضافة إلى ذلك ، سيتم تعزيز "الجبهة ضد عدو أمريكا اللدود إيران.