يلتقي وفدان من الإمارات العربية المتحدة والبحرين الثلاثاء في واشنطن مع نظرائهما الإسرائيليين للتوقيع على تطبيع تاريخي للعلاقات، ستنضم المملكتان الخليجيتان إلى مصر والأردن.
وفيما تصف إدارة ترامب اللحظة بأنها "تاريخية وجزء من إعادة اصطفاف متزايدة في الشرق الأوسط"، يمثل الانفتاح المتزايد على العلاقات مع إسرائيل انقلاب على القضية الفلسطينية التي كانت في الماضي محور اهتمام العالم العربي، ويخشى البعض أن يأتي يوم ويتم نسيان القضية.
واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التقارب العربي المتزايد خروجًا مهمًا على الإجماع العربي، وطعنًا للمبادرة العربية لعام 2002، حينما ربطت غالبية الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
ولكن بالنسبة للإمارات والبحرين، لم تَعُد القضية الفلسطينية شرطًا مسبقًا للتطبيع، وبالنظر إلى مدى بعد حلّ الدولتين كما كان متصورًا قبل عقدين من الزمن، تنتشر الشائعات بأن بعض البلدان الأخرى، بما في ذلك السودان وعمان والكويت والمغرب، يمكن أن تحذو حذوها.
أكد اجتماع لجامعة الدول العربية الأسبوع الماضي الحقائق الجديدة، وفشل في إدانة الخطوة الإماراتية، ولا يزال المسؤولون العرب، بمن فيهم ممثلون عن دولتي الخليج الذين اجتمعوا مع إسرائيل هذا الأسبوع، يؤكدون مرارًا وتكرارًا على أنهم ملتزمون بمبادرة السلام العربية ومشروع دولة فلسطينية منفصلة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيان "إن الهدف الذي تسعى إليه جميع دولنا العربية دون استثناء هو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967".
وبحسب الصحيفة، فإن حقيقة انضمام البحرين إلى الإمارات هي علامة على أن الداعم الصغير للمملكة، السعودية، يوافق على هذه الانفتاحات على إسرائيل، وسيكون إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع الرياض بمثابة انقلاب أكبر بكثير من تقاربها مع أبو ظبي.
وبحسب الصحيفة، بعدما انضمت البحرين إلى الإمارات في التطبيع مع إسرائيل، لا يمكن أن تكون السعودية بعيدة عن الركب، وهناك تغيير جذري في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، تاركًا القيادة الفلسطينية معزولة.
الرأي السائد بين خبراء الشرق الأوسط في واشنطن وبعض مسؤولي إدارة ترامب هو أن النخب الملكية في دول الخليج لا تهتم بمحنة الفلسطينيين، إنهم أكثر حيوية بكثير من التحدي الجيوسياسي الذي تشكله إيران وينجذبون إلى إغراء التعاون مع قطاع التكنولوجيا المتطورة في إسرائيل.
قال جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره: "القيادة في المنطقة تدرك أن النهج الذي تم اتباعه في الماضي لم ينجح، وهم يدركون أن شعوبهم يريدون رؤية مستقبل أكثر حيوية وإثارة".
ويبدو أن مبيعات الأسلحة جزء من هذا "المستقبل النابض بالحياة والمثير"، حيث أعطت إدارة ترامب الضوء الأخضر للإمارات لشراء عتاد عسكري أمريكي كبير، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز F-35 ، كمكافأة على مبادرات الإمارات مع إسرائيل.