رئيس التحرير: عادل صبري 04:08 صباحاً | الأربعاء 08 أكتوبر 2025 م | 15 ربيع الثاني 1447 هـ | الـقـاهـره °

إسرائيل تدعو بن زايد لزيارة القدس.. فمتى يذهب ولي عهد أبو ظبي؟

إسرائيل تدعو بن زايد لزيارة القدس.. فمتى يذهب ولي عهد أبو ظبي؟

العرب والعالم

محمد بن زايد

إسرائيل تدعو بن زايد لزيارة القدس.. فمتى يذهب ولي عهد أبو ظبي؟

أيمن الأمين 17 أغسطس 2020 13:57

في خضم المستجدات التي طرأت مؤخرا بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ودولة الإمارات العربية المتحدة، بعد إعلان الأخيرة التطبيع الكامل مع الصهاينة، وجه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلن دعوة رسمية إلى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان لزيارة القدس المحتلة.

 

وتأتي تلك الدعوة بعد أيام من الإعلان عن تطبيع العلاقات الكاملة بين البلدين، وما أعقبه من تطورات حميمة بين تل أبيب وأبو ظبي.

 

وقال "ريفيلن"، على حسابه الرسمي في "تويتر"، اليوم الاثنين، إنه وجه الدعوة إلى "بن زايد"، الذي يُنظر إليه على أنه الحاكم الفعلي للإمارات، من أجل زيارة القدس.

 

وأعرب عن أمله في أن يساعد الاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي "في بناء وتعزيز الثقة بيننا وبين شعوب المنطقة"، فضلاً عن "تحقيق مكاسب اقتصادية واستقرار إقليمي".

 

 

وكان ريفلين قد هنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومحمد بن زايد، على تطبيع العلاقات بين الطرفين، واصفاً إياه بـ"الإنجاز المهم والمثير للإعجاب".

 

والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي توصل الإمارات و"إسرائيل" إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفاً إياه بـ"التاريخي"، متوقعاً حضور ولي عهد أبوظبي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، لمراسم توقيع معاهدة السلام بين البلدين، في الأسابيع القليلة المقبلة.

 

ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين، في حين قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة.

 

 

وأبدى مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون ثقة كبيرة في إقدام دول عربية أخرى على تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، فيما تشير تقارير صحفية غربية إلى أن البحرين ستكون الدولة التالية التي تقدم على تلك الخطوة.

 

والإمارات هي أول دولة خليجية تطبع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، في خطوة "صادمة"، جاءت في أعقاب مؤشرات تقارب في السنوات الأخيرة شملت استقبال فرق رياضية إسرائيلية والسماح لوزراء بالتحدث في مؤتمرات والتجول في الدولة الثرية بغرض السياحة.

 

العلاقات الاستخباراتية كانت نقطة اتصال مبكرة بين الإمارات ودولة الاحتلال، ويعود تاريخها إلى سبعينيات القرن المنصرم، بحسب يوسي ميلمان، الكاتب في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

 

ومنذ ذلك الحين، كان لكل رئيس في وكالة المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، علاقة مع نظيره الإماراتي، ومع مغادرة مسؤولي المخابرات الإسرائيلية للخدمة، عمل الكثيرون منهم في شركات أمنية، وجدت طرقًا لبيع السلع والخدمات للإمارات، وإنشاء بعض العلاقات التجارية الأولى والأكثر أهمية بين البلدين، وتسارعت وتيرة هذه الاتصالات بعد توقيع إسرائيل والفلسطينيين على اتفاقيات أوسلو للسلام العام 1994.

 

 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن العلاقات الأمنية كانت تتطور في السنوات الأولى، وقبل عقد من تأسيس جولد وزملائه الإسرائيليين موطئ قدم في الإمارات، بدأ جون ميدفيد، الرئيس التنفيذي لصندوق استثماري في القدس، السفر إلى الإمارات باستخدام جواز سفره الأمريكي.

 

وخلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، كان المسؤولون الإسرائيليون الذين يزورون واشنطن يعقدون اجتماعات سرية في غرفة الفندق مع السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، بحسب دان شابيرو، الذي أصبح لاحقًا سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل.

 

وعمل شابيرو في مجلس الأمن القومي التابع للرئيس باراك أوباما، وقال إن البيت الأبيض في ذلك الوقت كان على اطلاع.

 

في أوائل العام 2010، توقفت الاتصالات عندما اتهمت الإمارات إسرائيل باغتيال محمود المبحوح، زعيم حركة حماس الفلسطينية في غرفة فندق بدبي، وقال شابيرو إن ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان قطع معظم الاتصالات إلى أن اطمئن أن مثل هذا العملية، لن تحدث مرة أخرى، ووافقت إسرائيل على بيع تكنولوجيا أسلحة كانت تحجم عن تقديمها للإمارات.

 

 

وفي السنوات الأخيرة، كان الإسرائيليون ضيوفًا علنًا في بعض أكثر التجمعات العامة في الإمارات، لكن قبل عشر سنوات، كان أي إسرائيلي يشارك في مؤتمر مقام بأبوظبي، يظهر عبر تقنية الفيديو كونفرانس، ولا يمكنه الحضور، ولكن في العام الماضي، تحدث مستثمر إسرائيلي من المنصة في مؤتمر أقيم برعاية صندوق الثروة السيادية الإماراتي في أبو ظبي.

 

كذلك تمت دعوة إسرائيل لأول مرة لبناء جناح في معرض إكسبو 2020 في دبي، وهو احتفال تجاري رفيع المستوى يجذب مسؤولي التجارة والصناعة من جميع أنحاء العالم.

 

وانتقد الفلسطينيون بشدة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وقالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات.

 

ووصفت السلطة الفلسطينية الاتفاق الإماراتي بأنه "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة أنه "لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني".

 

وأصدرت منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والعديد من المجالس الوطنية والمؤسسات والكتاب والفنانين والمنظمات الأهلية والمجالس الإسلامية والمسيحية بيانات شجب واستنكار للاتفاق، ونظم فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات ومسيرات للتعبير عن رفضهم للخطوة الإماراتية.

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان