رئيس التحرير: عادل صبري 04:19 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

تركيا توسع التنقيب في المتوسط.. هل اقترب الصدام مع أوروبا؟

تركيا توسع التنقيب في المتوسط.. هل اقترب الصدام مع أوروبا؟

العرب والعالم

سفن حربية في المتوسط

تركيا توسع التنقيب في المتوسط.. هل اقترب الصدام مع أوروبا؟

أيمن الأمين 17 أغسطس 2020 10:34

صدام جديد ربما يكون أحد الخيارات المطروحة على الساحة بين أوروبا وتركيا، على خلفية تصريحات لأنقرة أعلنت فيها توسيع البحث عن حصتها من غاز البحر المتوسط.

 

التصعيد الأخير بين الأتراك وأوروبا، كشفته التصريحات الأوروبية ضد أنقرة، عقب موجة من التهديدات ضد تركيا، أعقبت اجتماع الاتحاد الأوربي الأخير.

 

وفي أحدث حلقات الصراع من أجل غاز المتوسط، أعلنت تركيا أمس الأحد أنها ستوسّع نطاق عملياتها لاستكشاف حقول الغاز شرقي البحر الأبيض المتوسط بالتزامن مع إجراء أنقرة تدريبات عسكرية، في حين قال الاتحاد الأوروبي إن ذلك يزيد التوتر في المنطقة.

 

وذكرت البحرية التركية في مذكرة نشرت الليلة الماضية، أن سفينة "يافوز" للتنقيب عن الغاز المنتشرة قبالة سواحل قبرص منذ أشهر ستقوم بأنشطتها من 18 أغسطس إلى 15 سبتمبر المقبل جنوب غرب الجزيرة، مضيفة "ننصح بشدة بعدم التوجه إلى منطقة التنقيب".

 

 

كما أعلنت وزارة الدفاع التركية في تغريدة عبر حسابها في تويتر، أن الفرقاطة "كمال ريس" التي شاركت في عملية درع المتوسط، والسفينة الحربية "باندرما" المشاركة في قوات الأمم المتحدة بلبنان، تنفذان حاليا مهمة شرقي المتوسط.

 

ونشرت الوزارة صورا لمناورات بحرية أظهرت سفنا حربية تواكب سفينة المسح الزلزالي "برباروس خير الدين باشا" التركية.

 

ويأتي إعلان أنقرة توسيع أنشطتها في أجواء من التوتر المتنامي شرقي المتوسط، حيث أثار اكتشاف حقول كبيرة من الغاز في السنوات الماضية اهتمام تركيا، في حين لاقت خطواتها استهجانا من اليونان وقبرص والاتحاد الأوروبي.

 

من جهتهم، وصف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي التحركات التركية بأنها عدائية وخطيرة، بعد اجتماع عقد بطلب من أثينا، التي دعت إلى اتخاذ تدابير ملموسة لردع أنقرة.

 

وأقر الاجتماع عقد لقاء آخر في نهاية الشهر الجاري لمتابعة الوضع وتطوراته.

 

 

وقال الاتحاد في بيان قبل ساعات، إن إعلان تركيا استمرار عمليات التنقيب في المنطقة البحرية التي تم تحديدها من قبل مصر وقبرص، يزيد التوتر وحالة عدم الاستقرار في شرق المتوسط.

 

وأضاف البيان الذي أصدره المفوض الأعلى للسياسات الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، أن ذلك يؤثر على استئناف الحوار والمفاوضات، وهو الحل الوحيد حسب ما اتفق عليه وزراء الخارجية في اجتماعهم الأخير يوم الجمعة الماضي.

 

وتقول مصادر يونانية، إن ما أسمته استفزازات تركيا في المتوسط عقدت علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، وعلقت إلى أجل غير مسمى مساعيها بالانضمام للمجموعة الأوروبية.

 

مراقبون يرون أن احتمالية المواجهة الأوروبية التركية "مستبعدة"، لكن في حال المواجهة بين أنقرة وأثينا، ستقف أوروبا في مواجهة الأتراك.

 

وعن احتمالية المواجهة العسكرية في منطقة شرق المتوسط، إزاء التصعيد الحالي، قال الدبلوماسي الليبي، السفير رمضان البحباح في تصريحات لـ "مصر العربية"، إن التصعيد التركي اليوناني ليس حديثا وإنما "تصعيد قديم" له أسبابه ومبرراته الدينية والأيديولوجية، لكن لا يمكن أن يصل إلى الصدام المباشر، فكلا الدولتين أعضاء في حلف شمال الأطلسي ولا يمكن أن يسمح الحلف لأي تصعيد بين أعضائه.

 

 

ولفت الدبلوماسي الليبي إلى أنه إن حدثت مواجهة عسكرية، فستقف الدول الأوربية لصالح اليونان، لهذا لن تتجرأ تركيا على أي مواجهة عسكرية مع اليونان مهما كانت حدة الخلاف بينها، وبالتالي فإن أي اتفاقية في منطقة البحر المتوسط لن يكتب لها النجاح إلا بتوافق دولي.

 

والأسبوع الماضي، أرسلت أنقرة سفينة المسح الزلزالي "عروج ريس" ترافقها سفينتان عسكريتان قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في جنوب شرق بحر إيجه، مما أثار غضب اليونان وقلق الاتحاد الأوروبي.

 

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد قبل يومين أن سفينة "عروج ريس" ستواصل أنشطتها للتنقيب عن الطاقة شرقي المتوسط حتى 23 أغسطس الجاري، مضيفا "لن نتردد أبدا في الرد اللازم إذا تعرضت لأدنى مضايقة".

 

ويأتي تصريح أردوغان بعد الإعلان عن دخول اتفاقية بين قبرص اليونانية وفرنسا حيز التنفيذ أول أغسطس الجاري، نشرت بموجبها فرنسا طائرات عسكرية في قاعدة "أندريه باباندرو" القبرصية، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة من أنقرة.

 

 

في الغضون، أكد فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي، أمس الأحد، رفض بلاده القاطع لنشر فرنسا طائرات عسكرية فيما أسماها "إدارة جنوب قبرص الرومية" (قبرص اليونانية) بخلاف اتفاقيات عام 1960.

 

وشدد أقطاي على ضرورة تجنب فرنسا "للمغامرات" فيما يخص المسألة القبرصية والتصرف بمسؤولية أكبر، داعيا المجتمع الدولي وبالأخص الاتحاد الأوروبي لوضع حد "للتصرفات الفرنسية العدائية والمنتهكة للقوانين" في المنطقة.

 

ومع تصاعد التوتر في شرق المتوسط حديثا، وضعت اليونان قواتها في حالة تأهب، وأرسلت سفنا حربية، وطلبت رحيل سفينة التنقيب التركية "عروج ريّس" والسفن العسكرية التي تحميها.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان