رئيس التحرير: عادل صبري 11:21 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«لن نتراجع».. لماذا تصر تركيا على حصتها في غاز المتوسط؟

«لن نتراجع».. لماذا تصر تركيا على حصتها في غاز المتوسط؟

العرب والعالم

سفينة للبحرية التركية

مع تصاعد التوتر بين أنقرة وأثينا..

«لن نتراجع».. لماذا تصر تركيا على حصتها في غاز المتوسط؟

أيمن الأمين 16 أغسطس 2020 11:31

"لن نتراجع مهما كانت العقوبات والتهديدات".. عبارة ربما ترسم حقيقة الإصرار التركي تجاه عمليات التنقيب عن غاز المتوسط، تلك الخطوة التي أشعلت العلاقات بين أنقرة وأثينا، إلى جانب بعض دول أوروبا، وعلى رأسها فرنسا، التي انحازت صراحة لليونان.

 

الإصرار التركي ظهر جليا في الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي قال فيه أمس السبت، إن تركيا لن تثنيها "العقوبات والتهديدات" عن ممارسة حقها في التنقيب عن مصادر الطاقة في شرق البحر المتوسط حيث احتياطات الغاز واعدة.

 

ويشهد شرق المتوسط توترا منذ أن أرسلت أنقرة الاثنين الماضي سفينة استكشاف ترافقها سفينتان عسكريتان للتنيقب عن الغاز في منطقة متنازع عليها مع اليونان. فيما عززت فرنسا حضورها العسكري في المنطقة دعما لليونان العضو في الاتحاد الأوروبي بسفينة حربية وطائرتين رافال.

 

وصرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في خطاب نقله التلفزيون الوطني أن بلاده "ستدافع عن حقوقها باستعمال جميع الوسائل" في مواصلة عمليات التنقيب عن مصادر الطاقة شرقي البحر المتوسط  في منطقة متنازع عليها مع جارتها اللدودة اليونان وأن تركيا لن تثنيها "العقوبات والتهديدات".

 

 

وفي تصريحات شديدة اللهجة، قال أردوغان خلال لقاء لأعضاء فرع حزب العدالة والتنمية الحاكم بولاية ريزا شمالي البلاد، إن تركيا "لن تطأطئ الرأس للعربدة في جرفها القاري بشرق البحر المتوسط، ولن تخطو أي خطوة للوراء أمام لغة التهديد والعقوبات".

 

وأضاف أن "أولئك الذين أبعدوا تركيا عن موارد الطاقة في حدودها الجنوبية عبر سياسة دقيقة قبل 100 عام، لن ينجحوا في تحقيق ذلك شرقي المتوسط".

 

وأكد الرئيس التركي أن سفينة الأبحاث "عروج ريّس" ستواصل أنشطتها للتنقيب عن النفط والغاز شرقي المتوسط حسب مهمتها المحددة حتى 23 أغسطس الجاري، وتابع "لن نتردد أبدا في القيام بالرد اللازم إذا تعرضت لأدنى مضايقة".

 

وأضاف: "مثلما مزقنا معاهدة سيفر الهادفة إلى تقسيم وطننا قبل قرن، سوف نحمي الوطن الأزرق اليوم وبالحزم نفسه".

 

وأكد أردوغان أن بلاده ستحمي حقوقها في شرق المتوسط وفي بحر إيجه "حتى النهاية".

 

 

ونشرت أنقرة الاثنين سفينة استكشاف للغاز، ترافقها سفينتان عسكريتان، في منطقة تطالب بها اليونان، ما أثار غضب أثينا. واجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الجمعة لإظهار تضامنهم مع اليونان، ودعوا إلى خفض التصعيد.

 

وفيما دعت الحكومة اليونانية إلى اتخاذ تدابير ملموسة ضد أنقرة، اتفق الوزراء على مواصلة مناقشة الوضع في شرق المتوسط خلال اجتماع نهاية أغسطس. أما فرنسا التي تشهد علاقتها مع تركيا توترا في الأشهر الأخيرة، فقد عززت الخميس حضورها العسكري شرق المتوسط لدعم أثينا.

 

من جهة أخرى، أكد أردوغان انفتاح بلده على الحوار، لكنه هاجم أيضا اليونان السبت، متهما أثينا بإساءة معاملة الأقليات المسلمة والناطقين بالتركية على أراضيها.

 

وقال إن على السلطات اليونانية أن "تضع على الفور حدا للتدابير التي تبدو كإرهاب دولة. هناك هجمات على مساجدنا ومدارسنا"، بدون أن يقدم مزيد من التوضيحات.

 

رئيس وزراء اليونان

 

وتأتي هذه التصريحات بعدما أفادت تقارير صحفية بوقوع احتكاك يوم الأربعاء الماضي بين سفينة حربية يونانية وأخرى تركية.

 

ووصف المسؤولون اليونانيون ما جرى بأنه حادث في حين وصفته أنقرة بالاستفزاز، وقال الرئيس التركي إن بلاده ردت على ما حدث.

 

وقالت وسائل إعلام تركية آنذاك إن فرقاطة يونانية تدعى "ليمونوس" حاولت التحرش بـ"عروج ريس" إلا أن القوات البحرية التركية تدخلت بواسطة السفينة الحربية "كمال ريس" وأجبرت الفرقاطة على الابتعاد من المنطقة بعد أن تعرضت لأضرار.

 

 

من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية في تغريدة على تويتر ردا على الموقف الأوروبي من التوتر في شرق المتوسط، إن "تركيا تؤيد الحوار والتفاوض، وهي مصممة على حماية حقوقها المشروعة ومصالحها".

 

وأضافت الوزارة أن الدعوة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي يجب أن توجه إلى أولئك "الذين يقومون بخطوات أحادية وتصعيدية، ولا يحترمون حقوق تركيا والقبارصة الأتراك، وليس إلى تركيا".

 

وفي السياق نفسه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن تصريحات حليف أوروبي "لا علاقة له بمنطقة شرق المتوسط، والآتية من بعد آلاف الكيلومترات" بأنهم سيعززون وجودهم العسكري في المنطقة "تخالف روح التحالف ولا تخدم حل المشكلات بالحوار"، وذلك في إشارة إلى إعلان فرنسا إرسال طائرتي رافال وسفينة حربية إلى المنطقة.

 

وأكد الوزير التركي أن "أي تدخل ضد سفننا وفعالياتنا في منطقة شرق المتوسط، لن يترك دون رد. نريد أن يعرف الجميع أننا مصممون وعازمون على حماية حقوقنا ومصالحنا في مناطقنا البحرية من الآن فصاعدا، والقيام بما هو ضروري ونحن قادرون على ذلك".

 

 

ميدانيا، وفي ظل التوتر المتزايد بالمنطقة، باتت فرضية المواجهات التركية- اليونانية أبرز الاحتمالات الصعبة، كما أنها ستضع حلف الناتو في مأزق، لكون أنقرة وأثينا أعضاء بالحلف.

 

وعن احتمالية المواجهة العسكرية في منطقة شرق المتوسط، إزاء التصعيد الحالي، قال الدبلوماسي الليبي، السفير رمضان البحباح في تصريحات لـ "مصر العربية"، إن التصعيد التركي اليوناني ليس حديثا وإنما "تصعيد قديم" له أسبابه ومبرراته الدينية والأيديولوجية، لكن لا يمكن أن يصل إلى الصدام المباشر، فكلا الدولتين أعضاء في حلف شمال الأطلسي ولا يمكن أن يسمح الحلف لأي تصعيد بين أعضائه.

 

ولفت الدبلوماسي الليبي إلى أنه إن حدثت مواجهة عسكرية، فستقف الدول الأوربية لصالح اليونان، لهذا لن تتجرأ تركيا على أي مواجهة عسكرية مع اليونان مهما كانت حدة الخلاف بينها، وبالتالي فإن أي اتفاقية في منطقة البحر المتوسط لن يكتب لها النجاح إلا بتوافق دولي.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان