لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمارس جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، عبر تنفيذ مخططات استيطانية جديدة تلتهم كل ما تبقى من أرض الزيتون.
المدن الفلسطينية باتت أحد أهم الأهداف "الإسرائيلية"، ففزاعة الضم تعالت رحاها مؤخرا، تزامنا مع إعلان الإدارة الأمريكية ما يسمى بصفقة القرن المشؤومة قبل عام.
وقبل ساعات، أقرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة إقامة مجمع تشغيل استيطاني جديد على مساحة 90 ألف متر شرقي حي العيسوية شرقي المدينة المقدسة.
وتعهد رئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه لييؤن بالاستمرار في المشاريع الاستيطانية التشغيلية لخلق فرص عمل للمستوطنين.
والمشروع التشغيلي الاستيطاني الضخم يشمل مشروعًا "استراتيجيًا" لإنشاء وادي السيليكون، والذي من المقرر أن يضم مساحات قطاع المال والأعمال ومحال تجارية وغرف الفندقية بحجم كبير في شرقي القدس المحتلة.
وفي إطار المشروع الاستيطاني سيتم بناء 200 ألف متر مربع للمصالح التجارية ومراكز تشغيل في الصناعات التقنية الراقية هايتيك، بالإضافة الى 50 ألف متر مربع لمحلات تجارية، و50 ألف متر للفنادق، على الأرض الفلسطينية.
وقال رئيس بلدية الاحتلال في القدس إن المشروع يهدف لإيجاد أكثر من 10 آلاف فرصة عمل للمستوطنين.
ويعتبر المجتمع الدولي شرقي القدس أرضًا فلسطينية تحتلها "إسرائيل"، وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية في أي تسوية سياسية وفق قرارات "الشرعية الدولية".
من جهتها، أدانت فلسطين، تصديق "إسرائيل" على خطة لبناء مجمع تشغيل استيطاني شمالي مدينة القدس المحتلة، في ظل تسريع عملية الاستيطان التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية -في بيان- إن المجمع يأتي في سياق محاولات تكريس ضم القدس، وتغيير واقعها وتشويه تاريخها وهويتها وفصلها عن محيطها الفلسطيني.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه "التصعيد الاستيطاني الخطير"، كما دعت المحكمةَ الجنائية الدولية إلى سرعة فتح تحقيق في جرائم الاحتلال، وصولا إلى محاسبة المسؤولين الإسرائيليين المتورطين فيها.
وكانت قناة "كان" العبرية الرسمية أفادت أمس بأن بلدية القدس وافقت على خطة إقامة مجمع التشغيل بعد أن طرحتها وزارة شؤون القدس بالحكومة الإسرائيلية.
ومجمع التشغيل هو منطقة صناعية تتضمن محلات تجارية وصناعية ومهنية، وسيبنى المجمع على مساحة 90 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) في الجانب الشرقي لبلدة العيسوية (شمالي القدس).
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن رئيس بلدية القدس موشيه ليؤن تعهد بالاستمرار في المشاريع الاستيطانية بالمدينة.
وفي السنوات الأخيرة، سرعت الحكومة الإسرائيلية عمليات الاستيطان في مدينة القدس، إضافة إلى تكثيف الاعتداءات على الفلسطينيين المقدسيين والمسجد الأقصى.
وكان الفلسطينيون رفضوا خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط المعروفة "بصفقة القرن"، التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في يناير الماضي. وتعتبر الخطة الأميركية القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.
ويصر الفلسطينيون على أن القدس الشرقية -التي احتلتها إسرائيل عام 1967- عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية.
ويعاني الشعب الفلسطيني غطرسة الاحتلال الصهيوني ضد مقدساته الإسلامية وما تبقى من مدنه وأرضه التي احتلت عام 1948.