لم تتوقف النزاعات داخل الأراضي الليبية والتي تحولت مؤخرا من مواجهات داخلية، إلى خارجية بين الدول الكبرى غربية وعربية، ما يزيد من تأزم الساحة الليبية.
آخر النزاعات كانت عبر تصريحات للإدارة الأمريكية تتهم فيها موسكو بإرسال معدات عسكرية لدعم قوات الجنرال خليفة حفتر.
وقالت الولايات المتحدة إن روسيا أرسلت المزيد من المعدات العسكرية إلى ليبيا، وذلك في انتهاك لحظر الأسلحة المفروض على البلد.
وتدعم روسيا، بالإضافة إلى عدة دول عربية، قوات شرق ليبيا، المعروفة باسم (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.
وعلى الجانب الآخر، تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً، ومقرها في طرابلس.
وفي السابق، نفت روسيا، وكذلك قوات شرق ليبيا، مزاعم أمريكية بأنّ موسكو أرسلت طائرات مقاتلة لدعم قوات مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة هناك.
وقبل ساعات، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنّ الأسلحة التي أرسلتها روسيا تضمنت طائرات مقاتلة وصواريخ دفاع جوي وألغاما أرضية وسيارات مدرعة.
ونشرت الوزارة صوراً ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية، قالت إنها تُظهر معدات عسكرية أرسلتها مجموعة فاغنر إلى "الخطوط الأمامية" للنزاع في مدينة سرت.
هذا، وتُظهر الصور طائرة روسية لشحن الأسلحة من طراز اليوشن "ايل-76 اس"، وطائرات مقاتلة، ومنصات إطلاق صواريخ سا-22، وشاحنات ثقيلة، وعربات مصفحة مضادة للألغام، في سرت وقاعدة الخادم الجوية في شرق بنغازي، بحسب البنتاجون.
وقال الجنرال برادفور غيرينغ، مدير العمليات في القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، إنّ الصور دليل على أنّ "موسكو تبني وجودها في ليبيا إلى جانب الرجل القوي في شرق ليبيا المشير خليفة حفتر، الذي يشن عملية عسكرية للاستيلاء على السلطة من حكومة الوفاق التي تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس".
وأضاف غيرينغ في بيان أن "نوع وحجم المعدات يظهران نية لبناء قدرات لعمل عسكري هجومي طويل الأمد وليس مساعدات إنسانية، ويشيران إلى أنّ وزارة الدفاع الروسية تدعم هذه العمليات".
وتقول أفريكوم إنها وثّقت إرسال روسيا 14 طائرة من طراز ميغ-29 وسو-24 إلى ليبيا من خلال مجموعة فاغنر.
واتهمت "أفريكوم" الأسبوع الماضي المجموعة بزرع ألغام في طرابلس وحولها.
وتقول واشنطن إنّ أنشطة روسيا تنتهك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا.
وقالت "أفريكوم" في بيان إن "روسيا الاتحادية تواصل انتهاك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1970 من خلال الانخراط في توفير معدات عسكرية ومقاتلين إلى خطوط النزاع الأمامية في ليبيا".
في المقابل، قال المتحدث الرسمي باسم "الجيش الليبي" اللواء أحمد المسماري، قبل يوم، إن الجيش وثق "توجه دفعات جديدة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا".
وأضاف أحمد المسماري أن تركيا تنقل دفعات جديدة من "المرتزقة السوريين لمدينة مصراتة الليبية في تحد صارخ للمطالب الدولية للتهدئة ووقف النار"، قائلا إن العملية تتم عبر إحدى طائرات شركة الإفريقية الليبية.
واعتبر أن ما تقوم به أنقرة "خرق للقرارات العربية والدولية التي تمنع نقل المرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا".
وذكر في تدوينة على "فيسبوك" أن "تركيا تدعم الإرهاب والجريمة في ليبيا وتعمل لتحقيق أحلامها في السيطرة على إقليم ليبيا الجغرافي وعلى مقدرات وثروات الشعب الليبي".
وختم الناطق الرسمي باسم "الجيش الليبي" تدوينته قائلا: "العالم يتفرج.. وتركيا تتمدد".
وتعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي في 2011، وأصبح شرقها تحت سيطرة قوات حفتر، وغربها في أيدي حكومة الوفاق الوطني.
ولم ينجح الهجوم الذي شنته قوات حفتر للسيطرة على طرابلس في تحقيق الغرض منه، حيث تراجعت قوات الجنرال الليبي في الآونة الأخيرة، بعدما خسرت العديد من المناطق الحيوية، لعل أهمها قاعدة الوطية العسكرية، ومدينة ترهونة وبعض المناطق الأخرى.
وتعيش تخوم مدينة سرت الليبية حالة من التوتر والقلق بعد تزايد الحشد العسكري من قبل فرقاء ليبيا، وبعض الدول العربية والغربية.