رئيس التحرير: عادل صبري 06:05 صباحاً | الجمعة 04 يوليو 2025 م | 08 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

إيكونومست: هذه هي الأسباب الخفية لتحويل آيا صوفيا لمسجد

إيكونومست: هذه هي الأسباب الخفية لتحويل آيا صوفيا لمسجد

العرب والعالم

أردوغان يوقع على مرسوم بتحويل متحف آيا صوفيا لمسجد

إيكونومست: هذه هي الأسباب الخفية لتحويل آيا صوفيا لمسجد

حسام محمود 11 يوليو 2020 11:40

اعتبرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن تحويل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متحف "آيا صوفيا" في إسطنبول إلى مسجد، نابع من استغلال الدين في قضايا سياسية.

 

جاء هذا في تقرير نشرته المجلة على موقعها الإلكتروني تحت عنوان: "بتحويل آيا صوفيا.. الرئيس التركي يلعب سياسة دينية".

 

وقبل ساعات وقع الرئيس التركي، مرسوما يقضي بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، وذلك بعد فترة وجيزة من إبطال محكمة تركية يوم الجمعة وضع الموقع الأثري، الشهير عالميا، في مدينة إسطنبول.

 

وقالت المجلة إن: أردوغان بحاجة إلى تحويل الانتباه من الاقتصاد، في الوقت الذي يستعد فيه حاليا لثاني ركود خلال عدة سنوات، ولزيادة الدعم الضعيف إلى حزبه "العدالة والتنمية" في استطلاعات الرأي.   

 

وعن هذا يقول سولي أوزيل الأستاذ بجامعة قادر هاس: "نحن نعيش مع حكومة تدور في فراغ، الشيء الوحيد الذي في جعبتهم هو استدعاء الدين والقومية".

 

وتشير الدراسات إلى غالبية واسعة من الأتراك سيؤيدون تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، لكن الكثيرين أيضا يعتقدون أن الحكومة تستغل القضية لصرفهم عن القضايا الأكثر إلحاحا، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن البعض يشك في أن أردوغان يمهد الطريق بهذه القضية لإجراء انتخابات مبكرة بعد عامين فقط من الانتخابات السابقة.

 

ورأت المجلة أن هذا الشك يفسر زيادة القمع الذي جاء بعد فترة توقف حيث كانت تركيا منشغلة بالتعامل مع أزمة فيروس كورونا.

 

فخلال الشهور الثلاثة الماضية، أُلقي القبض على 3 من أعضاء البرلمان واثنين من الصحفيين المعارضين بتهم التجسس والإرهاب، بينما صدرت أحكام بالسجن تتراوح بين عامين و6 أعوام على 4 نشطاء حقوقيين من بينهم اثنان في منظمة العفو الدولية.

 

ورأت المجلة أن أردوغان بتحويله آيا صوفيا إلى مسجد يكشف عن أن لديه إرث في حاجة إلى أن يترسخ.

 

فيقول سليم كورو الباحث في مركز "تباف" في أنقرة إن الحكومة ومؤيديها المتدينين يرون أن الحقبة التي أعلنها مصطفى كمال أتاتورك في العشرينيات من القرن الماضي فترة فاصلة في التاريخ التركي.

 

ويضيف: "تحويل آيا صوفيا سوف يعني إغلاق هذه الفترة".

 

أما سونير كجاباتي الباحث في معهد واشنطن وهو مركز أبحاث آخر فيقو إن "أتاتورك ألغى مسجد آيا صوفيا ليؤكد التزامه بالعلمانية، واستبعاد الدين من الحياة العامة.. أما أردوغان فيفعل العكس تقريبا".

 

واعتبرت المجلة أن هذا النهج ستكون له كلفة كبيرة على سمعة تركيا في الخارج باعتبارها دولة ذات مجتمع مسلم منفتح نسبيا، وعلى علاقاتها بحلفائها.

 

وفي هذا الصدد، أشارت المجلة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حث بالفعل أردوغان على إبقاء "آيا صوفيا" كمتحف.

 

كما حذر بطريرك القسطنطينية المسكوني، بارثولوميو الأول ، القائد الروحي للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية من مقعده في إسطنبول، من أن تحويل آيا صوفيا "سوف يحول ملايين المسيحيين في أنحاء العالم ضد الإسلام".

 

وفي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، قال مسئول رفيع إن هذه الخطوة ستشير إلى "العودة إلى القرون الوسطى".

 

ولطالما شعر الروس بعلاقة عميقة مع اسطنبول "روما الثانية"، وقد اعتاد سكان موسكو على تسمية مدينتهم بـ "روما الثالثة".

 

لكن المجلة رأت أن ردود الفعل هذه قد تكون جزءا من خطة أردوغان، فإثارة الغبار مع القوى الخارجية يلعب دورا جيدا داخل تركيا في هذه الأيام، مشيرة إلى أن ذلك ينعش الروح القومية لدى الأتراك والالتفاف حول حكومتهم.

 

يذكر أن مبنى آيا صوفيا شُيد قبل خمسة عشر قرنا ليكون كاتدرائية، وحوله العثمانيون فيما بعد إلى مسجد.. وفي عام 1934 تم تحويله إلى متحف.

 

والمتحف مدرج لدى منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) في قائمة مواقع التراث العالمي. وكانت المنظمة قد حثت تركيا على عدم تغيير وضعه دون طرح الأمر للنقاش.

 

ومنذ زمن بعيد، يطالب إسلاميون في تركيا بإعادة آيا صوفيا إلى مسجد، إلا أن المعارضة العلمانية عارضت تلك الخطوة.. وأثار اقتراح التغيير انتقادات من جانب قيادات دينية وسياسية في شتى أنحاء العالم.

 

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان