اعتبر محللون سياسيون أن إطلاق السلطات العراقية سراح، عناصر كتائب حزب الله العراقي، يشكل دليلا على ضعف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أمام الميلشيات الموالية لإيران.
وأعلنت السلطات العراقية، الاثنين الماضي، إطلاق سراح أعضاء ميليشيات كتائب حزب الله العراقي الذين جرى القبض عليهم قبل أيام، ضمن عملية "استعادة هيبة الدولة العراقية".
وفي تعليقه، على الإعلان، قال رمزي مارديني محلل الشئون العراقية في جامعة شيكاغو لراديو "صوت أمريكا" إن:" الميلشيات المسلحة ليست موجودة فقط في العراق، ولكنها متشابكة مع الدولة وتمارس نفوذا سياسيا باسم الدولة، الأمر الذي يلغي الحدود بين الدولة والميليشيا".
وذكرت وسائل إعلام محلية أن القضاء العراقي أطلق سراح أعضاء "اللواء 45 سرايا الدفاع الشعبي"، الذين ينتمون إلى ميليشيات حزب الله، لعدم كفاية الأدلة.
من جانبه حذر مايكل نايتس وهو خبير عراقي في معهد واشنطن لشئون الشرق الأدنى من أن قدرة كتائب حزب الله على اختراق المنطقة الخضراء ( بها مقر الحكومة) في بغداد تمثل عقبة خطيرة أمام قدرة الكاظمي على الحكم.
وشدد على أن "أول مهمة لأي حكومة هو حماية قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة، ولكن حكومة الكاظمي تناضل من أجل العثور على مواقع آمنة يمكن أن تعمل من خلالها دون خوف من اجتياح الميلشيات لها".
وفي مقابلة لاحقة مع الراديو وصف نايتس قرار الكاظمي بملاحقة كتائب حزب الله في العاصمة العراقية بـ" الشجاع وربما يكون منع هجوم او أكثر".
ورأى مارديني أن عدم قدرة الكاظمي على مواجهة الميلشيات المدعومة من إيران بقوة يرجع إلى أنه لا يستطيع الاعتماد طويلا على الدعم الأمريكي.
وأضاف:" المشكلة هي أن الولايات المتحدة تريد من رؤساء الوزراء العراقيين أن يواجهوا النخبة القوية التي يعتمدون عليها سياسيا دون قدرة كافية على تقديم ضمانات"، مشيرا إلى أن تأثير الولايات المتحدة يتراجع "الأمر الذي يجعل من الصعب تصديق تعهداتها".
بدوره قال محمد صالح طالب الدكتورة في جامعة بنسلفانيا الذي غطى نتائج الحرب العراقية كصحفي إن حقيقة أن الكاظمي انتخبه البرلمان الذي يضم كثير من الحلفاء الموالين لإيران يجعله "أضعف بكثير من مواجهة الميلشيات".
وأضاف صالح: "إذا استمر في الضغط ضد الميليشيات الشيعية، فسوف يشهد ردة فعل خطيرة من هذه الميليشيات والكتل السياسية على حد سواء".
وفي أعقاب إعلان قوات الأمن العراقية اعتقال عددا من عناصر كتائب حزب الله، داخل ورشة لتصنيع الصواريخ في منطقة الدورة جنوبي بغداد، توعدت المليشيا باستهداف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حسب تغريدة للمسؤول الأمني لـ"كتائب حزب الله"، أبو علي العسكري.
وعقب عمليات الاعتقال، انتشر مسلحون من الميليشيا في شوارع العاصمة العراقية لوقت وجيز، قبل أن ينسحبوا.
وقالت القوات العراقية إن عملية اعتقال أعضاء ميليشيا كتائب حزب الله، التي نفذها جهاز مكافحة الإرهاب تأتي في إطار استعادة هيبة العراق، مشيرة إلى أنها لن تسمح بجر البلاد نحو الفوضى.
وروجت مصادر قريبة من الميليشيا أخبارا من قبيل مشاركة قوات أمريكية واعتزام رئيس الوزراء، الاعتذار عما حدث.
ولكن نقل مصدر قريب من الكاظمي أكد أن الأخير "لم ولن يقدم اعتذارا" لحزب الله، على العملية التي تندرج ضمن إجراءات برنامجها الحكومي لحصر السلاح بيد الدولة.