تسببت تصريحات أدلت بها المستشارة أنجيلا ميركل في مقابلة مع صحيفة "زوددويتشه" الألمانية حول تمويل الاتحاد الأوروبي خلال أزمة كورونا، في إثارة ضجة في إيطاليا.
وبحسب الصحيفة، اتهم رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، المستشارة الألمانية بالتدخل في السياسة الداخلية لبلده، وقال: "لم يتغير شيء فيما يتعلق بآلية الاستقرار الأوروبي ESM "، مضيفًا أن حكومة روما هي المسؤولة فقط عن الشؤون المالية في إيطاليا، وليست دولًا خارجية".
وقالت ميركل في غضون مقابلة مع الصحيفة الألمانية: " هناك العديد من أدوات الاتحاد الأوروبي الاقتصادية التي تخفف من أضرار كورونا، ويمكن للجميع استخدامها، وفيما يتعلق بآلية الاستقرار الأوروبي ESM لم نوفرها خشية عدم استخدمها."
.PNG)
يشار إلى أن آلية الاستقرار الأوروبي هي منظمة حكومية دولية تقع في مدينة لوكسمبورج وتعمل بموجب القانون الدولي العام لجميع الدول الأعضاء في منطقة اليورو، التي صدقت على معاهدة حكومية دولية خاصة للإدارة السليمة بيئياً.
وأكدت ميركل، على استخدام آلية (إيه إس إم) ، بيد أن بعض وسائل الإعلام الإيطالية تحدثت عن نزاع بين كونتي وميركل.
وأشارت الصحيفة إلىأنّ آلية الاستقرار الأوروبي (إيه إس إم) تعتبر مثيرة للجدل بشكل خاص في إيطاليا، حيث يعتبرها السياسيون المعارضون اليمينيون على وجه الخصوص خطرًا بسبب مخاوف من سيطرة بروكسل على إيطاليا.
وعن صندوق إعادة الإعمار الذي اقترحته ميركل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أوضحت الصحيفة أن مفوضية الاتحاد الأوروبي اقترحت أن يتلقى هذا الصندوق 750 مليار يورو، لكن النزاع الآن يدور حول التوزيع وما إذا كان ينبغي أن يتم السداد كمنح خالصة أم قروض.
وأعلنت ميركل أن تحدي كورونا يتطلب نهجًا خاصًا، وبالنسبة للبلدان التي لديها بالفعل إجمالي دين مرتفع جدًا ، فإن القروض ستكون أقل فائدة.
وتعمل ميركل الآن على إقناع الدول التي وافقت على القروض ولكنها ترفض المنح.
ومع حجم أزمة كورونا الراهنة ، تبرر ميركل أيضًا التحول الدراماتيكي في السياسة الأوروبية الألمانية، حيث رفضت المستشارة في السابق الديون الأوروبية المشتركة.
وقالت ميركل: "في غضون أزمة كهذه ، يجب على الجميع فعل ما هو ضروري وغير عادي."
ولفتت الصحيفة إلى أن ألمانيا لديها معدل مديونية منخفض و لذلك يمكنها السماح لنفسها بمديونية أعلى في هذه الحالة الاستثنائية.
وشَكَّلَ وباء كورونا ضغطاً هائلاً على دول مثل إيطاليا أو إسبانيا اقتصاديًا وطبيًا بسبب الوفيات العديدة، ومن الضروري ألا تفكر ألمانيا في نفسها فحسب، ولكنها مستعدة للقيام بعمل تضامني استثنائي، وفق الصحيفة.
