رئيس التحرير: عادل صبري 10:07 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد سحب الباتريوت من المملكة.. ما خيارات السعودية تجاه أمريكا؟

بعد سحب الباتريوت من المملكة.. ما خيارات السعودية تجاه أمريكا؟

العرب والعالم

الملك سلمان وترامب

بعد سحب الباتريوت من المملكة.. ما خيارات السعودية تجاه أمريكا؟

أيمن الأمين 10 مايو 2020 16:15

سيناريوهات كثيرة، ربما تسير عليها ملامح العلاقات السعودية –الأمريكية، بعد إعلان الأخيرة سحب جنود لها من الرياض، وكذلك بطاريات باتريوت الدفاعية.

 

وبدت العلاقات السعودية الأمريكية ليست على ما يُرام في الأسابيع الأخيرة، بعد أزمة أسعار النفط، والحديث عن سحب أنظمة دفاع جوي في ظل حساسية الموقف من إيران؛ الأمر الذي يدفع إلى التساؤل عن حدود هذه الخلافات أم أنها مجرد تباينات مصالح طبيعية؟

 

فالبعض يرى أن توقيت سحب الباتريوت الأمريكي من السعودية بمثابة ضربة للرياض، وتهديد لأمن المملكة.

 

في حين يرى آخرون أن مثل تلك القرارات الأمريكية تأتي بشكل عادي، وهذا متعارف عليه داخل القوات الأمريكية، بتغيير القادة والجنود وبعض الآليات العسكرية.

 

 

لكن بين هذا وذاك، يأتي الموقف السعودي أكثر حذرا، فالملك السعودي قبل يوم، اتصل هاتفيا بالرئيس الأمريكي، وطمأن الأخير قيادة المملكة بوقوف واشنطن إلى جانب الرياض، ضد التهديدات الإيرانية.

 

وهو ما أكده أيضا، المبعوث الأمريكي المكلف بالملف الإيراني براين هوك، والذي قال، إن التزام بلاده أمن دول الخليج الحليفة لم يتغير على الإطلاق.

 

جاء تصريح هوك، في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، وسط توقعات بتحول موقف القوات الأمريكية في المنطقة بعد قرار واشنطن سحب بطاريات صواريخ "باتريوت" وجنود لها من السعودية.

 

 

وأوضح المبعوث الأمريكي أن "هذا القرار لا يعني أن إيران لم تعد تشكل تهديداً، فنسبة وجود قواتنا تزيد وتقل حسب الظروف، لكن مهامنا ثابتة، ولم تتغير على الإطلاق".

 

وأضاف: "نقف مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة، ونقوم بكل ما في وسعنا لحماية المصالح الأمريكية، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعاد درعاً عسكرية يمكن الاعتماد عليها في الدفاع عن الذات".

 

وأشار هوك إلى أن واشنطن أبرمت عدداً من صفقات الأسلحة مع السعودية، "وسنستمر في دعم أمنها".

 

ورأى المبعوث الأمريكي أن "ما يقوم به الرئيس ترامب هو تعزيز قدرات السعودية حتى تكون في وضع أفضل؛ لتقاسم أعباء التصدي لما وصفه بالعدوان الإيراني".

 

 

وقال: "السعودية تحظى بدعم كبير من دول حول العالم، من ضمنها الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما من الدول التي فعلت ما في وسعها بعد هجوم إيران على السعودية الذي استهدف أكبر منشأة في العالم لتكرير النفط".

 

والخميس الماضي، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن "واشنطن ستسحب بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ من السعودية".

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، قولهم: إن واشنطن "قررت إزالة 4 بطاريات باتريوت، وسحب عشرات العسكريين الذين أرسلتهم بعد الهجمات على منشآت النفط السعودية، العام الماضي".

 

وأضافت أن سربين من الطائرات المقاتلة الأمريكية غادرا المنطقة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس أيضاً خفض الوجود البحري الأمريكي في الخليج العربي قريباً.

 

 

وذكرت أن تلك القرارات تستند إلى أن إيران "لم تعد تشكل تهديداً مباشراً للمصالح الاستراتيجية الأمريكية".

 

ففي مايو 2019، تعرض خط أنابيب قرب العاصمة الرياض لهجوم بطائرات مسيَّرة، أعقبه آخر في أغسطس من العام نفسه، استهدف حقل الشيبة شرقي المملكة، وهجوم ثالث استهدف منشآت "أرامكو" النفطية في بقيق وخريص شرقي المملكة، في سبتمبر من العام نفسه.

 

وتعتقد مصادر أمريكية أن الهجمات على منشآت "أرامكو" نفذتها طائرات مسيَّرة وصواريخ باليستية يمكن التحكم فيها عن بُعد، ذكر مسؤولون سعوديون في التحالف العربي أن الكشف الأوَّلي على أجزاء من حطام الصواريخ يشير إلى أنها إيرانية الصنع، في حين تنفي طهران تلك الاتهامات.

 

الخيارات السعودية بحسب مراقبين ليست بالإمكان الآن، فالإدارة الأمريكية متمكنة إلى حد كبير داخل القرار السعودي.

 

كما أن الرياض في الوقت الراهن، وفي ظل أزمة كورونا العالمية، لا تستطيع البحث عن بديل للأمريكان، سواء من الجانب الروسي أو الصيني، رغم أنها أحد الخيارات للرياض.

 

 

ووفق وسائل إعلام عربية، يُرجع المحلل مفيد مصطفى سحب "الباتريوت" إلى أن "ترامب قرر القصاص من السعودية على هيئة إنذار بسحب بطاريات الباتريوت، وإشارةٍ مفادها ألا تعبث معه تحديداً بإيذاء الاقتصاد الأمريكي، وكانت الرسالة واضحة: أنتم آذيتمونا بالنفط الصخري ونحن لن نحمي نفطكم بعد الآن".

 

ويبدو أن واشنطن -وفق مصطفى- ليست خائفة على مصالحها حالياً بالخليج، خصوصاً في ظل انشغال إيران بفيروس كورونا، وتخمة النفط وعدم الخوف من تدفقه عبر مضيق هرمز.

 

وبيَّن أنه "لا شك في أن السعودية باتت مكشوفة بعد سحب الباتريوت، وأكثر عرضة لخطر الصواريخ الباليستية الإيرانية والحوثية، لكن هل تلجأ إلى نظام حماية روسي، هذا مستبعد، لأنها ستجلب عليها مزيداً من الغضب الأمريكي".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان