رئيس التحرير: عادل صبري 11:49 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

نائب رئيس «الائتلاف السوري المعارض» يتحدث عن سنوات الدمار في سوريا (حوار)

نائب رئيس «الائتلاف السوري المعارض» يتحدث عن سنوات الدمار في سوريا (حوار)

العرب والعالم

ائب رئيس الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة عقاب يحيى

وسيناريوهات إدلب..

نائب رئيس «الائتلاف السوري المعارض» يتحدث عن سنوات الدمار في سوريا (حوار)

في 18 مارس  تدخل الثورة السورية عامها العاشر ولا أفق للحل السياسي، لأن القوى العظمى أمريكا وروسيا لم تحسما بعد الصراع في سوريا، هل لغياب البديل للنظام السوري؟ وهل لضعف المعارضة السورية بتشتتها؟ هناك من يراهن على انتهاء عهدة الرئيس بشار الأسد في يوليو 2021، حيث تجري انتخابات وفق قرار 2254 بإشراف الأمم المتحدة لا يترشح لها الأسد.

 

في هذا الحوار مع نائب رئيس الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة، عقاب يحيى نسلط الضوء على الأزمة السورية.

 

بداية.. رهان الثورة السورية  كيف ترى مآلاته بعد نحو 9 سنوات على اندلاع الثورة السورية؟

 

عرفت الثورة  تعقيدات كثيرة،  جزء منها ذاتي  والجزء الأكبر يرتبط بالعوامل الخارجية ، تبين عبر سنوات  أن القوى صاحبة القرار في الشأن السوري لا تريد تغيراً جذرياً في سورية ،لأن نظاماً ديموقراطياً حقيقياً  قد يكون بمثابة الزلزال في هذه المنطقة الحيوية ، لهذا راوغوا كثيراً على مجموعة من  الوعود التي لم تنفذ ، وتبين منذ ثلاثة أعوام أنهم يرفضون الحل العسكري لا بالنسبة لقوى المعارضة ولا بالنسبة للنظام .

 

وبالنسبة للحل السياسي لا يوجد لحد الآن قرار دولي واضح يفرض الحل السياسي،  لأن النظام هو الجهة المعنية بالدرجة الأولى  لقبول الحل السياسي بدءاً من  " بيان جنييف 1 "  وانتهاءً بقرار الأمم المتحدة  2254، فعبر هذه المسافة الزمنية الطويلة عرفت الثورة العديد من التعقيدات والتراجعات على الأرض، في فترة سابقة  كان ما يعرف بالمناطق المحررة وصلت إلى 70% تحت سيطرة المعارضة، ثم حدثت تراجعات كبيرة كان بفعل رفع الدعم الأمريكي  والخارجي  عن الفصائل العسكرية، وتركها وحيدة خاصة بعد الاحتلال الروسي الذي بدأ في 15 سبتمبر2015 ، وقاموا بممارسة الأرض المحروقة،  تماماً كما حد ث في غروزني  بالشيشان..

 

وهذا أخلّ بميزان القوى وبدأت التراجعات ، ثم جاء ما يعرف بمؤتمرات أستانة وخفض التصعيد  على أمل إيقاف  ما أمكن العمليات العسكرية ضد المدنيين في مناطق عديدة،  فتبين فيما بعد أن مناطق" خفض التصعيد "  كانت مرحلة مؤقتة لكي  يعود النظام إليها ،وفعلا عاد  بدعم روسي ، وانحسرت الثورة الآن في مناطق محدودة جداً ، في مناطق ما يعرف بدرع الفرات وغصن الزيتون وإدلب والأن حول مايعرف بنبع السلام ، التي قامت بين تل أبيض ورأس العين.

 

على صعيد الحل السياسي للأسف الشديد كل الجولات السابقة كانت تدور في فراغ ، النظام رفض باستمرار التنازل عن أي خطوة بما في ذلك المسائل الإنسانية ، كنا  اعتبرنا قبل سنوات أننا نجحنا في عزل بعضها  ، كموضوع  الإفراج عن المعتقلين  والكشف عن المفقودين وموضوع الإغاثة ، لأن هذه المسائل ليست محل  حوار ، والأمم المتحدة وافقت على ذلك بأنه يجب أن تطبقها قبل أي عملية سياسية،  لكن على الأرض لم يحدث شيء في  ذلك ، وأقحمونا في مسألة السلال الأربع، ثم تحولت إلى واحدة ، ويمكن أن نأتي لاحقاً على الحل السياسي ولجنة الدستورية وغيرها .

 

عقاب يحيى نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض

 

 

تتحدثون عن مناطق الثورة " درع الفرات " و" غصن الزيتون " و" نبع السلام " ، ينظر إليها بتدخل عسكري  تركي  لشمال سوريا على ظهير المعارضة الموالية لتركيا " الجيش الحر"، التي توصف " المحتل" ماردكم؟

 

الأمر يبدو محرجاً في بعض الجوانب أو غير مفهوم ، نحن منذ سنوات طويلة والثورة في سنوات عزها كانت تطالب بالمنطقة الآمنة وبسلاح جوي من أجل مواجهة طائرات النظام، للأسف لم يحدث ذلك ولو حدث كنا وفرنا الكثير من الشهداء في ثورتنا.

هناك إشكال بالنسبة لتركيا نتفهمه وهو خط أحمر ، وهو لا يمكن أن تقبل بوجود كردي على حدود سوريا من أقصاها إلى أقصاها وهي تصل إلى مسافة 450 كيلومتر ، للأسف قبل سنوات جاؤونا الأمريكان إلى الائتلاف للمشاركة فيما يعرف بالحرب ضد الإرهاب، نحن رفضنا ليس لأننا نقاتل ضد الإرهاب فقط ، قلنا لهم  أن الإرهاب لا يتمثل في داعش والقاعدة هناك النظام والميليشيات  التابعة له فإن أردتم مقاومة الجميع فنحن معكم ، فراح الأمريكان وتبنوا فيما PYD وهو جزء من حزب العمال الكردستاني التركي PKK   المصنف عالمياً أنه تنظيم إرهابي ، للأسف ضمن هذا الدعم سكت الأمريكان والعالم.

 

قد تفهم أن هناك مناطق كردية سيطر عليها الأمريكان ، لكن أن تصل إلى أن يتواجد في الرقة ودير الزور ، هذا أمر غير مقبول فهي مناطق عربية ، وفي الوقت نفسه تركيا تعتبر أن هذا يخل بأمنها وخط أحمر لا يمكن القبول به، فحدث نوع من التوافق بين الموقف التركي والائتلاف أن تكون هذه المناطق لسكانها،  كان تمازج كردي أشوري عربي تركماني أو مناطق عربية بالخالص..

 

ونحن رفعنا شعار منذ سنوات قبل موضوع غصن الزيتون وغيرها ، أن يحكم  المنطقة من سكانها ، وأنا مسؤول عن لجنة مهمة في الائتلاف هي" لجنة الجزيرة والفرات" المعنية في المنطقة ورفعنا هذا الشعار وقمنا بالعديد من المحاولات ووضعنا برنامج عمل، فجاءت عملية نبع السلام بتوافق مع الولايات المتحدة وضمن تفاهمات مع روسيا ، نحن مطالبين ومدعويين الآن ونطالب الحكومة التركية أن تكون كل الإدارات والمسؤوليات للسوريين، وتشكيل مجلس محلي في تل أبيض وأيضاً في رأس العين لكن هناك عمليات كثيرة لأن PYD له نفوذ وعنده  تنظيم وخلايا نائمة وتحدث تفجيرات يومية_، قسد( قوات سوريا الديموقراطية ).

 

هي الأوسع وقواتها تتشكل  من قوات كرد وعرب. وحزب PYD  الحزب الديموقراطي في سورية تابع إلى الحزب الكردي التركي  PKK ، قياداته في قنديلي ، هنا الإشكالية وعلاقاته مع النظام لم تنقطع ، كانوا ينسقون مع النظام أيضا، التقينا بهم في مؤتر القاهرة 2012 طويلاً ، والإشكالية مع هذا الحزب أنه ليس كردياً سورياً بل يتبع بقيادته  لحزب PKK.

 

 

انحصرت المواجهات بين الفصائل المسلحة والنظام وحليفته روسيا في إدلب ، تسبب بفرار مئات الآلاف من أتون الحرب . ما هي المآلات برأييكم لإدلب؟

 

أصبحت إدلب محطة لقبول العديد من المهجرين ، ويصل العدد في إدلب إلى نحو 4 مليون ، وكان هذا عبء ثقيل على المدينة وأريافها ، ومعظم المهجرين الذين هجروا من الغوطة من درعا من حمص وغيرها ، جاؤوا مضطرين إلى هذه المنطقة ، للأسف الشديد عندما نفتح ملف الإرهاب نعرف أن الثورة هي  أكثر من تضررت..

 

أما موضوع النصرة أو القاعدة وقبلها داعش أيضا ،  وجهت ضربات مؤذية للجيش الحر منذ  كان وليداً وثم نما وتموضوع ، وأكثر الحروب التي خاضتها القاعدة كانت  ضد تواجد الجيش الحر ، هم تمكنوا في إدلب من التغلل داخل  المدينة وأصبحوا قوة مسيطرة ، ونجحوا في إبعاد هذه الفصائل التابعة للمعارضة .

 

كان السؤال المطروح عبر أستانة ومناطق خفض التصعيد ما هو الحل؟  تركيا  تعهدت كما يقال في حينها على أنها قادرة على  إيجاد حل لهذا الوضع ، وأعطيت مهلة كما لتجد مخرجاً ما، ونحن  نتساءل  ما هو هذا المخرج؟  هناك احتمالان ، الأول: أن يجري كما جرى في حمص وحلب والغوطة وغيرها ، يعني حرب إبادة شاملة لأن جبهة النصرة و هيئة تحرير الشام  متغلغلة جداً بين الأهالي ولديها العديد من الأنفاق والتحصينات الكبيرة وبين السكان ، بحيث أن  إخراجها لا يكون إلا بحرب ضروس أو محرقة شاملة ،الأتراك لم يتحملوا هذا العبء، وراهنوا على مسألة التفكيك ، هناك في جبهة النصرة نوعين: نوع مايسمى بالقوات الأجنبية جاءت من باكستان وغيرها ، كان مطروح أن تخرج هذه القوى  وتعود إلى بلادها .

 

 من يخرج المقاتلين الأجانب  من إدلب؟  وكيف؟

 

كان  تعهد  تركي - روسي  بالضغط ، وبعض الاشتباكات ، واستمرار عملية التفكيك في بنية  جبهة  تحرير الشام وتحولها إلى قوة سياسية ، هذا كان الأفق المطروح  من قبل الأتراك ،وهذا  لم يحدث حتى الآن ،  في إدلب تشهد عمليات كر وفر – بتقديري-  اتفاق تركي- روسي في مسألة خفض التصعيد ،وهذا طرح قبل أربع سنوات،  والفصائل رفضته لإن روسيا مع النظام السوري ستفتح الطرق السريعة الموجودة ، مثلاً طريق اللاذقية- دمشق ، وطريق الجهة الشرقية ، وطريق دمشق –حلب..

لأن هذه المناطق ذات أهمية يجب أن تكون مفتوحة ، هذه المنطقة ستكون  بالحصيلة  تحت السيطرة الروسية ، بقية المنطقة كما أعتقد  ستبقى للمعارضة، لكن  ماهو مستقبلها في ظل الاشتباكات اليومية  بين الجيش الوطني الحر وبين هيئة تحرير الشام ؟ عمليات كر وفر لم تحسم لجهة بعد..

 

 

سوريا الآن تخضع  لاحتلال  متعدد الجنسيات أمريكي روسي إيراني تركي فرنسي، في هذا الواقع  كيف تتلمسون مخرجاً  للأزمة السورية؟

 

الشيء المؤسف والمؤلم الأزمة  السورية منذ سنوات تدّولت ، وأصبحت القوى  الكبرى هي صاحبة القرار ، كان هذا بدءاً من استدعاء النظام لقوى خارجية ، بدأت بإيران ، وإيران تفتخر بأنها  من حمى النظام السوري من السقوط في نهاية  2012، ثم جاءت المليشيات الطائفية ، ثم فتح الباب لروسيا، ثم أصبح الباب مفتوحاً لكل القوى الإقليمية والخارجية ، الآن في سوريا هناك العديد من التواجدات والقواعـد ،  حاليا أكثر من 22 قاعدة أجنبية في سورية ، تتشابك المصالح  بين تناغم  وتناقض ، لكن في النتيجة  إذا  كان هناك حل سياسي لا يمكن أن يتم بوجود أي  قوى أجنبية ، لابد من خروج كل القوات الأجنبية من سورية ، وهذا ما نطرحه ونلح عليه.

 

 

ليس خافيا على أحد أن كلا من المعارضة والنظام  يدعمهما حلفاء ، المعارضة خلفها تركيا وأمريكا وفرنسا ، والنظام  خلفه إيران وروسيا والصين، والحالة هذه هل الحل السياسي  ممكنا؟

 

أكيد الصورة معقدة جداً،  لكن في النهاية وكما تلوح بعض الآفاق لابد من  حل سياسي، يقال في 2021 يجب أن يحدث شيء ، تنتهي ولاية هذا المجرم  بشار الأسد، وهناك شيء "ما "سيحدث وهناك تغيرات ، نحن لا نراهن كثيرا عليها،  ولكن يجب أن نرصدها ، الروس كأنهم ضاقوا ذرعاً بهذا النظام،  وبالمقابل إذا تم حل سياسي وفق قرار  2254 ، لكن الأطراف المختلفة المصالح تكون عائقا أمام الحل السياسي ،  إيران  لها مشروعها الخاص المختلف عن  مصالح روسيا، التي  تريد نفوذاً في سورية،  قواعد لها..

 

 أما إيران فقد أحدثت اختراقات في المجتمع السوري،  ولها مشاريع إستراتيجية في المنطقة . باعتقادي إذا ماتم الحل السياسي وهو صعب وطويل لابد أن يتم اتفاق مابين الدول صاحبة القرار الأساسي ، أما ما يسمى بأصدقاء الشعب السوري ليسو فاعلين وليسو قادرين على عمل الكثير،  خلاف المحسوبين على النظام ، إيران قدمت في كل  المجالات خدمات كبيرة ودعم كبير للنظام ، روسيا تقصف يومياً في سورية ، بينما نحن ليس لدينا هذا الجانب..

 

الولايات المتحدة  تعرفين سياستها وتصريحات  الرئيس ترامب،  "مرة على الحافر ومرة على المسمار" كما يقال،  فهناك تناقض ، ولا تضع سورية في مقدمة اهتماماتها وكأنها تخلت عن ذلك،  في حين هي  تهتم بمحاولة تحجيم الوجود الإيراني بالمنطقة ، ودون أن ننسى مصلحة إسرائيل ودورها  في المنطقة ومستقبلها ، وإسرائيل أعلنت مراراً صراحة أنها تريد بقاء هذا النظام،  لكن ضعيفا، بمعنى أن هذا النظام ضمن لها أمنها،  وكان - كما صرحت بذلك مراراً -  صادق التعهد بالإلتزامات، تخشى من التغيرات في سورية إذا جاءت قوى أخرى ولذلك هي في النتيجة تدعم بقاء هذا النظام .

 

 

تنتهي عهدة الرئيس بشار الأسد في يوليو 2021 ، هل يمكن التعويل على الانتخابات بمرحلة الانتقال الديموقراطي بانتخابات لا يترشح لها بشار ، ثم تطبيق باقي قرار 2254 ؟ 

 

وفق معلوماتي  معظم أطراف المعارضة لا تقبل النظام ، نحن للآن وفي " بيان الرياض 2 "  الذي قامت على أساسه هيئة المفاوضات،  نحن أكدنا التزامنا على ما نعتبره ثوابت ،لأن  لا مكان لهذا المجرم  في أي حل سياسي قادم ، هذا يحتاج إلى جهد كبير، نسمع الآن في هذه الفترة بعض الحكايات الروسية بأن هناك تململا داخل القيادة الروسية من هذا النظام، لكن أن يعود هذا النظام ويترشح بشار الأسد المجرم الكبير أعتقد أننا كمعارضة،  وبإجماع كبير، أنها لن تدخل أي عملية انتخابية،  تملك المعارضة الآن قوة مهمة، هي أنها تستطيع أن تقلب الطاولة ، قد تكون ضعيفة على الأرض ضعيفة التأثير لكن هم بحاجة إليها، وهذه الحاجة يجب استخدامها في أي عملية لا تحقق الحل السياسي المنشود.

 

أعتقد أننا متفقان أن القرار السوري الآن ليس بيد النظام ولا المعارضة ، وإنما في يد قوى خارجية ، تحديدا أمريكا وروسيا ، ما رأيكم ؟

 

أكيد هناك تأثيرات خارجية، نحن لا نستطيع ، ولو أنا من دعاة القرار الوطني أو استعادة القرار الوطني ، ويحتاج إلى الكثير من المستلزمات، بعضها نحن قصرنا فيها وبعضها صعب المنال ويحتاج إلى جهود كبيرة ، نحن نسعى  منذ أشهر طويلة إلى بناء علاقات مع الشارع السوري بكل فئاته، ورفعنا شعار-  أعتقد أنه مهم – "  المناطق المحررة  يجب أن تدار من قبل أبنائها"،  خاصة الآن منطقة شرق الفرات ،ونعمل حثيثاً في هذا المجال ، لكن أن يتم حل سياسي في سورية دون موافقة دولية ، وديمستورا مبعوث الأمم المتحدة السابق لسورية قالها  صراحة أن دون قرار دولي لا حل سياسي شامل في سوريا ، هذا أمر يجب تفهمه. 

 

من حيث الشكل السوريون معنيون الآن  للتوصل إلى  حل ، لكن قرار الحل وأن يسود هذا الحل بالواقع يحتاج لموافقة دولية ، نحن نطرح أن يتم  تحت رعاية الأمم المتحدة ، لأن جبروت هذا النظام والأجهزة الأمنية والقوى العسكرية والداعمين الإيرانيين وغيرها لا يمكن وقوف المعارضة بوجهه وحيدة.

 

 

الوضع السوري حالياً  مأساوي جدا، تردي الخدمات، تدهور مستوى المعيشة، بالمخيمات الصورة صادمة حقا. ما تفسيركم للصمت الدولي إزاء المقتلة السورية منذ 2011 وحتى اليوم ؟

 

مرة كان هناك مؤتمر في تركيا لما يسمى أصدقاء الشعب السوري وكان عدد كبير وكانت الشعارات أيضاً إيجابية ، لي صديق شاب سأل وقتها كانت هيلاري  كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ، أوقفها وسألها سؤالاً محرجاً كم عدد الشهداء الذين تريدون حتى تتخذوا موقفا من سورية ؟  فلم تجب.

 

فللأسف الشديد أنا تقديري أن استمرار  المقتلة السورية لم يكن يهم عديد الدول المعنية في الشأن السوري،  فتركت الأمر في حين حلفاء النظام يقومون بدور فاعل،  وهذه معلومات وليست تقديرات،  كان النظام على وشك السقوط فأنقذته إيران 2013 ، ومرة أخرى أنقذته روسيا 2015 . توجد محاولات محتشمة لإيقاف المقتلة اليومية ، لكن مشاريع القوى الدولية  المتعددة في سورية تتصارع أحياناً وتتناغم أحياناً والشعب السوري هو الذي يدفع الثمن في كل هذا،.نحن نحاول ما أمكن بالوسائل المحدودة لنا وسائل الاحتجاج وسائل التركيز عل  توثيق الانتهاكات والجرائم التي يقوم بها النظام،  ولدينا اتصالات لا بأس بها من أجل تقديم رأس النظام  إلى محكمة العدل الدولية كمجرم حرب ، عندنا ملفات مهمة في هذا الجانب موثقة بنسبة كبيرة .

 

 المعارضة تتحمل  مسؤولية تشتت صوتها بانقسامات مستمرة ، وبمسميات جديدة أليس كذلك؟

 

لاشك أن المعارضة تتحمل جزء كبير من المسؤولية منذ بداية الثورة، أشرفت  على  ورشة عمل في 2016 لتقييم سنوات الثورة الخمس و وضعنا بعض النقاط على حروف أزمتنا الداخلية،  يعني طبيعة المعارضة ودورها،  الحراك الثوري ودوره،  الفصائلية ودورها،  الإسلاماوية ومافعلت ، مجموعة من الإشكالات التي حصلت مهمة وأصدرنا كتابا بهذا الشأن ، لاشك أنها تتحمل مسؤولية .

 

الثورة إحدى معضلاتها كانت في البداية ليس لها قيادة ولم تنتج قيادة من صلبها ، هذا النظام كان خبيثاً وذكياً لأنه  قام منذ البداية  بتصفية الناشطين من الصف الأول ، وسمح  لقسم منهم بالهروب والهجرة،  والبعض  كنت أسمع لهم قصصاً ويعتبر نفسه شاطراً أنه خرج من سورية، النظام سهّل  للكثير خروجهم كي يفرغ البلاد من هؤلاء ، ويأتي أناس من الصفوف الثالثة والرابعة والخامسة وهذا ما حصل .

 

والمعارضة في سورية كانت  سورية مغلقة ، كان النظام حقق السيطرة كاملة على الوضع السياسي ، فخلق مايعرف  بالتصحر السياسي ، وقوى المعارضة كانت ضعيفة وغير قادرة على التأثير الكبير،  وفي الوقت نفسه كان عليها أن تساهم في الثورة ، فحدث نوع من الخلط بين المعارضة التقليدية والجديدة ، هذه تحمل تعقيدات الثورة السورية وسنوات التعقيد ، التي حملت الكثير من الأخطاء والقصور .

 

منذ البداية المجلس الوطني السوري وهي إحدى ملاحظاتي كان الرهان على الخارج  بعد ما حدث في ليبيا وفي مصر وفي حدود ما في تونس واليمن ، راهن البعض على  أن التدخل الخارجي قادم بعد فترة قصيرة ،فأتجه العديد من قيادات المجلس الوطني  وحتى في المعارضة نحو الخارج ، لأن الحل سيأتي منه قريباً ، تبين أن هذا كلاما ولن يأتي هذا الحل،  وكان لهذا انعكاس..

 

حيث أصبحت الفجوة كبيرة بين المعارضة وبين الشارع ،  وزاد الطين بلة انه عندما انتشرت  الفصائلية بتلك الطريقة  العجائبية حاولت أن تقزم وتسخر من السياسي لأنها هي  صاحبة الرأي والقرار،  فتهمش أيضاً دور المؤسسات السياسية وأحتاج  الأمر سنوات حتى يحدث نوغ من التوازن ،  للأسف هذا التوازن حصل بعد تراجع دور و قوة هذه الفصائل وإقتناع عديدها في أن تشارك المؤسسات السياسية فيما هو حاصل في الإئتلاف .

 

الاختلاف هو ظاهرة في الحياة تعدد الأراء ، لكن الظاهرة  السورية عجائبية ، عدم قبول الأخر،  وهذا التوصيف لكل آخر، كثير السوريين يصفون بعضهم بصفات سيئة جداً، وهي جزء من أزمة اللاحل أو تعقيد الوضع السوري، عندما  لا نجد حلاً نلقي المسؤولية على الآخر في شيء صحيح وفي شيء مبالغ .

 

دعم الفصائل  المسلحة إقليميا وعربيا ودوليا دون المرور على الائتلاف ألم يساهم في شرعنة هؤلاء كأطراف مستقلة ، أين دوركم هنا؟

 

يتحملون  مسؤولية كبيرة ،من خلال تجربتنا كان  ممنوع أن تتوحد هذه الفصائل، حاولنا كثيرا ، الدور الإقليمي كل دولة تريد أن يكون لها شيء ما لحسابها  على الأرض للأسف الشديد ، والكثير منهم أوجد كتائب ، وأحيانا  أكثر من كتيبة،  ويُمنع عليهم أن يجتمعوا أو يتحدوا ، حاولنا كثيراً وبُذلت جهود ومبالغ مالية كبيرة من أجل وحدة العمل العسكري ، غالباً ما اصطدمت بقرارات خارجية،  فغالباً  كنا نفشل في اللحظات الأخيرة..

 

للأسف هذا جزء من تاريخ و واقع الثورة،  فتغولت الفكرة الفصائلية ودخلت تلك "الإسلاماوية" وأيضا نهضت تلك التنظيمات الإرهابية ، تعرفين في البداية  لم تكن هناك لا داعش ولا النصرة ولا غيرها ، والثورة السورية لأشهر طويلة كانت سلمية وذات طابع عام وعريض،  وتطرح أن الشعب السوري واحد بكل تنوعه ، للأسف في مرحلة ما حدثت  تغيرات جزء منها قد يفهم وجزء منها كان  يتوافق مع المسارات والتداخلات الموجودة .

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان