نفت حكومة الشرق الليبي (مؤقتة وغير معترف بها دولياً)، المدعومة من قبل اللواء متقاعد خليفة حفتر، تقريراً أوردته صحيفة إسرائيلية قالت إنها أجرت مقابلة مع وزير الخارجية بها عبد الهادي الحويج، أكد فيها رغبة حكومته إقامة علاقات مع طبيعية تل أبيب، وهو النفي "غير المقنع" بحسب مراقبين.
ومساء أمس الأحد، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إنها أجرت مقابلة مع الحويج الذي كان يزور العاصمة الفرنسية باريس أعرب فيها عن أمله في أن تتمكن بلاده من إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل إذا ما حُلت القضية الفلسطينية.
إلا أن وزارة الخارجية بحكومة الشرق التي تتخذ من طبرق مقراً لها، قالت في بيان لها إنها تنفي جملة وتفصيلاً هذا النبأ، معتبرة إياه "محاولة يائسة من حكومة الوفاق (معترف بها دولياً) غير الدستورية والمليشيات المتطرفة الداعمة لها لتأليب الرأي العام على ما تحققه الحكومة الليبية المؤقتة من خطوات إيجابية وداعمة لخيارات الشعب الليبي".
وأوقعت الحكومة المدعومة من حفتر نفسها في خطأ كبير بالزج باسم خصمها حكومة الوفاق ومقرها طرابلس لدى نفيها خبر مقابلة وزير خارجيتها مع "معاريف" الإسرائيلية.
وكان بيان حكومة طبرق سيكون مقنعاً بشكل أكبر حال كذب ما أورده المصدر الإسرائيلي وليس المواقع التي نقلت عنه، وإن طالب "معاريف" مثلاً بإظهار التسجيل الذي يوثق المقابلة.
ومنذ أيام يجري الحويح زيارة إلى فرنسا المتهمة بدعم قوات حفتر في هجومها الذي تشنه على طرابلس منذ أبريل الماضي.
وتقول "معاريف" إن مراسلها "جدعون كوتس" أجرى المقابلة مع الحويج خلال زيارته للعاصمة الفرنسية.
و"كوتس" المولود في 12 يوليو 1948 في بولندا هو صحفي إسرائيلي ومؤرخ إعلامي، عُرف لسنوات كمراسل خاص ومبعوث للشؤون الخارجية في إذاعة "صوت إسرائيل" وفي صحف مطبوعة أخرى.
وقال الحويج لـ "كوتس" خلال اللقاء الذي نشرته "معاريف":نحن دولة عضو بجامعة الدول العربية وملتزمون بقراراتها والقرارات الأممية. نحن ندعم حقوق الشعوب، بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني. لكننا ندعم السلام الإقليمي، ونعارض الإرهاب ونقاتله نحن أيضاً في ليبيا".
وأدان المسؤول بحكومة طبرق النشاطات التركية في شرق المتوسط وتوقيع رئيسها رجب طيب أردوغان مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" اتفاقين أحدهما لترسيم الحدود البحرية شرقي البحر المتوسط، والآخر يخص التعاون الأمني بين الطرفين.
وأضاف "هذا الاتفاق منحه من لا يملك أي حق لمن نقاتل ضده".
رابط المقابلة التي نشرتها "معاريف" مع الحويج.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدور فيها الحديث عن لقاءات بين إسرائيليين ومسؤولين مقربين من حفتر، ففي 7 أغسطس الماضي، نشر معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، يوسي ميلمان، تغريدة بموقع "تويتر" قال فيها إن حفتر نفسه "على علاقة بالموساد".
وسبق أن فجرت صحيفة "ذا جلوب أند ميل" الكندية، في 27 يونيو 2019 قضية استعانة قادة وزعماء عرب من بينهم حفتر بشركة علاقات عامة يديرها ضابط مخابرات إسرائيلي سابق.
وقالت الصحيفة آنذاك إن شركة "دينكنز أند مادسون" (Dickens and Madson)، ومقرها كندا، التي يديرها ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق وتاجر السلاح آري بن ميناشي عملت على مساندة خليفة حفتر ورجل الأعمال التونسي نبيل القروي الذي سبق وخسر في الانتخابات الرئاسية مؤخرا، إضافة إلى عضو المجلس السيادي السوداني، الجنرال، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، فضلا عن نظام الديكتاتور روبرت موجابي في زيمبابوي.