رئيس التحرير: عادل صبري 08:55 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد شرعنة أمريكا للمستوطنات.. هل يعترف الأوروبي بدولة فلسطين؟

بعد شرعنة أمريكا للمستوطنات.. هل يعترف الأوروبي بدولة فلسطين؟

العرب والعالم

الاعتراف بدولة فلسطين

بعد شرعنة أمريكا للمستوطنات.. هل يعترف الأوروبي بدولة فلسطين؟

إنجي الخولي 21 نوفمبر 2019 04:06

ومع إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اعتبار بلاده المستوطنات الإسرائيلية شرعية وغير مخالفةً للقانون الدولي، وقبل ذلك في 6 ديسمبر  2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،والاستعداد الإسرائيلي لضم غور الأردن ، فرضت دولة الاحتلال واقع جديد يتلاشى معه حلم إقامة دولة فلسطينية حتى لو كانت "مبعثرة" وغير متصلة الأطراف، بمساعدة حليفها التاريخي أمريكا.

 

ومع إعلان أمريكا أن المستوطنات الإسرائيلية لم تعد "غير متسقة مع القانون الدولي"، ما يعتبر تحولا في السياسة الخارجية الأمريكية ، فرض الجانبان واقعا جديدا، يزداد سوءاً، يراد له أن يستمر لوأد حلم الشعب الفلسطيني بالدولة المستقلة، مما رفع الأصوات الداعية للاعتراف بالدولة الفلسطينية لمواجهة التغول الإسرائيلي الهادم لحل"الدولتين".

 

"ليس معروفًا.. أنه حق فلسطين"

ذكر وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن ،الأربعاء، أن على الاتحاد الأوروبي الاعتراف بدولة فلسطينية بعدما عبرت الولايات المتحدة عن دعمها للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

 

وقال أسلبورن لوكالة لرويترز: "الاعتراف بفلسطين دولة ليس معروفا ولا تفويضا مفتوحا وإنما اعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولته... ليس المقصود منه مناهضة إسرائيل"، لكنه إجراء يستهدف تمهيد الطريق لحل الدولتين.

 

 

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن يوم الاثنين تخلي واشنطن عن موقفها بأن المستوطنات "تخالف القانون الدولي، في تراجع عن موقف اتخذه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عام 1978.

 

وعقب الإعلان قال الاتحاد الأوروبي إنه لا يزال يعتقد بأن البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني وفقا للقانون الدولي.

 

ومن جانبها، دعت رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، عضو البرلمان النرويجي ماريا ارينا، دول أوروبا، إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.

 

وقالت ارينا لإذاعة (صوت فلسطين): "إن الإعلان الأمريكي بشرعية الاستيطان في الأرض الفلسطينية، سيزيد الوضع سوءاً ويباعد في تحقيق السلام".

وأضافت: "إن القرار يعد انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي والإنساني"، مشيرة إلى أنه يجري العمل على مواجه هذا القرار أوروبياً ودولياً.

 

كما دعا وزير الخارجيَّة والمغتربين رياض المالكي ، الحكومة اليونانية الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

جاء ذلك خلال استقباله الأمين العام لوزارة الخارجية اليونانية ثيميستوكليس ديميرس في مقر الوزارة بمدينة رام الله، الثلاثاء، بحضور وكيل الوزارة امل جادو والقنصل اليوناني العام في القدس.

 

واكد المالكي ان اعلان بمومبيو "ان المستوطنات لا تتعارض مع القانون الدولي"، انتهاك صارخاً للقانون الدولي، معتبراً انه عدواناً امريكياً على شعبنا وحقوقه وانقلاب امريكي على الشرعية الدولية وقراراتها وعلى القانون الدولي.

 

وحذر من استغلال الحكومة الإسرائيلية هذا الإعلان لضم الضفة الغربية المحتلة وفرض القانون الإسرائيلي عليها لانهاء حل الدولتين. داعيا المجتمع الدولي لحماية القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

 

ولفت الى أن رد الاتحاد الأوروبي على اعلان بومبيو كان دون المطلوب ومخيب الآمال، محذرا من ان الاعلان سيجر المنطقة إلى دوامة عنف.

 

وفي السياق ذاته اشار المالكي الى قرار البرلمان اليوناني عام 2015 بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

 

وأشار إلى ان عقد اجتماع المشاورات السياسية بين البلدين في رام الله رسالة مهمة في تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية معربا عن تطلعه لعقد اجتماع اللجنة الوزارية.

 

فلسطين تدعو لتحرك عربي ودولي

ومن جانبه، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، دول الاتحاد الأوروبي وروسيا إلى سحب جنسياتها من المستوطنين الإسرائيليين الذين يحملونها.

 

وأشار اشتية خلال جلسة طارئة للحكومة الفلسطينية، الأربعاء، إلى أن المستوطنين موجودون "في مناطق مصادرة بشكل غير قانوني ويعيشون في مستوطنات بنيت بشكل غير شرعي".

 

وقال اشتية، إن مجلس الوزراء المنعقد بشكل طارئ وبتوجيه من الرئيس محمود عباس، "يتابع التحرك الدولي والعربي في مجلس الأمن والجمعية العمومية والمحاكم الدولية ومجلس وزراء الخارجية العرب، من الناحية السياسية والقانونية، والعمل على ترجمة البيانات الدولية إلى قرارات قابلة للتنفيذ".

 

وأضاف أن مجلس الوزراء "سيناقش قضايا متعلقة ببضائع المستوطنات، والعمال في المستوطنات، وطلبة جامعة مستوطنة أرئيل وكل ما يتعلق بعدم شرعية الاستيطان ومنتوجاته".

 

وأوضح أن مجلس الوزراء "سيعمل على تفعيل قانون التعاطي مع بضائع المستوطنات بأقصى درجات العقوبة، ونطالب المحكمة الجنائية الدولية البدء الفوري بالتحقيق في الملف المقدم من دولة فلسطين فيما يتعلق بالاستيطان المحال إليها منذ فترة طويلة، والمهم أن يكون الرد العالمي ليس بيانات تنديد فقط، بل الاعتراف فورا بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين".

 

وأشار رئيس الوزراء إلى أن "الاستيطان هو أحد أعراض البلاء الأكبر وهو الاحتلال، والرد على إعلان الإدارة الأميركية حول الاستيطان جاء من كل العالم الذي أدان القرار وأكد تمسكه بأن الاحتلال غير شرعي، والاستيطان غير شرعي، وقرار الإدارة الأميركية غير شرعي وغير قانوني".

 

واعتبر أن الإدارة الأمريكية تحاول "ضرب حل الدولتين وكسر الإطار القانوني للحل السياسي، وترسيخ الأمر الواقع والاعتراف به، وإسرائيل لا تملك أي قوة قانونية أو تاريخية أو سياسية لاحتلالها لأرضنا، أو لبناء المستوطنات عليها".

 

ما تبقى من فلسطين

وتظهر أرقام هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بالسلطة الفلسطينية، عن واقع "صادم"، حيث أن إعلان بومبيو يعني أن 176 مستوطنة يسكنها قرابة 670 ألف مستوطن، حظيت بشرعية أمريكية وباتت جزءاً من إسرائيل، بالإضافة إلى انتشار 128 بؤرة استيطانية و94 موقعاً عسكرياً و25 موقعاً صناعياً و25 موقعاً سياحياً وخدمياً في الضفة الغربية، علماً أن 3458 كيلومتراً مربعاً من أراضي الضفة البالغة 5664 كيلومتراً مربعاً مصنفة كمنطقة "ج" وفق اتفاقية أوسلو، أي تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة.

 

وبحسب تلك المعطيات، فإن 78% من الأراضي "ج" استهدفت بإجراءات الاحتلال العسكرية والاستيطانية، لتقتصر صلاحيات السلطة الفلسطينية على 3332 كيلومتراً مربعاً فقط (2967 كيلومترا في الضفة و365 كيلومتراً في غزة)، أي نحو 12% من مساحة فلسطين التاريخية البالغة نحو 27 ألف كيلومتر مربع ، بحسب " الجزيرة نت".

من جهتها، توضح أرقام منظمة بتسيلم الإسرائيلية أن عمران المستوطنات يمتد اليوم على مساحة تشكّل نحو 10% من مساحة الضفة الغربية، يضاف إليها حوالي مليون و650 ألف دونم (الدونم ألف متر مربع) هي مساحة مناطق نفوذ المجالس الإقليمية للمستوطنات، وتشمل براري شاسعة لا تدخل في منطقة عمران أيّ من المستوطنات.

 

وبذلك تبلغ مساحة الأراضي الواقعة تحت سيطرة المستوطنات مباشرة نحو 40% من مجمل مساحة الضفة الغربية، وتشكّل 63% من مساحة المناطق "ج".

 

وتقول بتسيلم إنه رغم أن الضفة الغربية ليست جزءاً من مناطق السيادة الإسرائيلية، فإن إسرائيل تطبق معظم القانون الإسرائيلي على المستوطنات والمستوطنين.

 

 وأعدم الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل فرص إقامة عاصمة فلسطينية فيها وجعلها كاملة تحت سيادة الاحتلال، ولا يتاح للفلسطينيين العيش والبناء سوى في نحو 9 كيلومترات مربعة ونصف، تشكل 13% من مساحة شرقي القدس الشرقية البالغة قرابة 72 كيلومتراً، و7.5% من مساحة شطري القدس البالغة نحو 126  كيلومترا مربعا.

 

وفور احتلال الضفة في يونيو 1967، ضمّت إسرائيل نحو 70 ألف دونم من أراضي الضفة إلى مسطح نفوذ بلدية القدس، وطبّقت فيها القانون الإسرائيلي مخالفة بذلك القانون الدولي، ويبلغ اليوم عدد السكان الفلسطينيين في المناطق المضمومة للمدينة اليوم نحو 370 ألف فلسطيني على الأقلّ وقرابة 209 آلاف مستوطن يهود، بحسب منظمة بتسيلم.

 

ويقدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عدد الفلسطينيين في الضفة بنحو 2.99 مليون نسمة، بينما يقدر عددهم في قطاع غزة بحوالي 1.99 مليون، ما زالوا يحلمون بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان