رئيس التحرير: عادل صبري 06:56 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

راشد الغنوشي.. رحلة فيلسوف من المنفى لرئاسة البرلمان التونسي

راشد الغنوشي.. رحلة  فيلسوف من المنفى  لرئاسة البرلمان التونسي

العرب والعالم

راشد الغنوشي

راشد الغنوشي.. رحلة فيلسوف من المنفى لرئاسة البرلمان التونسي

سارة نور 15 نوفمبر 2019 20:29

"من المنفى الاختياري إلى رئاسة برلمان تونس الثاني بعد ثورة الياسيمين".. هكذا يمكن تلخيص رحلة راشد الغنوشي السياسية بعدما تنقل بين الأفكار المختلفة من الناصرية حتى أصبح رئيسا لحركة النهضة الإسلامية في تونس.

 

بعد دعم حركة قلب تونس التي يترأسها رجل الأعمال نبيل القروي الذي رفض سابقا التحالف مع حركة النهضة، انتخب البرلمان التونسي الشيخ راشد الغنوشي بواقع 123 صوتا من أصل 217 صوت برلماني، ليصبح أول منصب يتولاه رسميا بعد عودته عقب الثورة التونسية.

 

تعود أصول الغنوشي المولود في عام 1941 إلى أسرة فقيرة تعيش على العمل في الزراعة وجراء ضيق ذات اليد انقطع عن الدراسة لمدة عام، بسبب تعثر الأب في توفير المصروفات الدراسية، لكنه حصل على شهادة في أصول الدين من جامعة الزيتونة في العاصمة تونس.

الغنوشي الذي تجاوز الثمانين من العمر اتجه لدراسة الزراعة في مصر لكن التوتر السياسي بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة حال دون استكمال دراسته، فانتقل إلى العاصمة السورية دمشق وحصل على شهادة في الفلسفة في 1968، واستكمل دراساته العليا في جامعة السوربون بفرنسا

  

بدأت رحلة الغنوشي السياسية خلال إقامته في مصر، إذ أُعجبه الفكر الناصري فكان  قوميا ناصريا بداية الستينات لكن بحسب موقع الغنوشي الرسمي فأن هذا الإعجاب لم يدم سوى عام، ثم نأى بنفسه عن الانتماء لأي تيار سياسي، غير أنه عاد إلى تونس في الفترة التي كان يدعم فيها الحبيب بورقيبة الإسلاميين في مواجهة الماركسيين.

 

وفي مطلع السبعينيات تحديدا في 1970، انضم الغنوشي إلى جمعية المحافظة على القرآن التي اعتادت تقديم دروس في المدارس والجامعات والمساجد، بجانب الدكتور عبدالفتاح مورو وعدد من الشخصيات التي أصبحت رموزا سياسية في حركة النهضة لاحقا.

وكتطور طبيعي آنذاك، انتقل الغنوشي  في عام 1972من جمعية المحافظة على القرآن إلى الجماعة الإسلامية في تونس  والتي تغير اسمها إلى حركة الاتجاه الإسلامي ثم أصبحت حركة النهضة الإسلامية في عام 1989.

 

وفي عهد بورقيبة، حوكم الغنوشي مرتين على خلفية اتهامه بالتورط في أعمال إرهابية، الأولى عام 1981 وخكم عليه بالسجن 11 عاما، قضى منها ثلاثة ثم خرج عام 1984 في عفو رئاسي، أما المرة الثانية فكانت في 1987 حيث حُكم عليه بالسجن المؤبد، ثم طلب بورقيبة تغليظ العقوبة إلى الإعدام.

 

ومع وصول زين العابدين بن علي إلى سدة الحكم في نوفمبر من العام  ذاته أنقذ الغنوشي من الإعدام، إذ أمر بن علي بإطلاق سراح الغنوشي، الذي حاول الاندماج في المشهد السياسي الجديد، وتقدم بطلب لتقنين أوضاع حركة النهضة في مطلع عام 1989.

 

لكن نظام بن علي رفض دمج الإسلاميين في العمل السياسي وضيق على حركة النهضة ورفض طلب تقنين أوضاع حركة النهضة ورفض ترشح أعضائها في البرلمان، ولذلك اختار الغنوشي المنفى في إبريل 1989 وظل نحو عقدين خارج تونس.

وبعدما غادر الغنوشي تونس صدر بحقه حكمان بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر ضد رئيس الدولة، لكن لحسن حظه كان خارج البلاد وتنقل خلال المنفى إلى الجزائر، ثم إلى السودان، حتى حصل على اللجوء السياسي في بريطانيا في 1993، لكن في 30 يناير 2011، استقبل الغنوشي بعد سقوط نظام بن علي مئات من مؤيديه بعد عودته لتونس.

 

"يدرك جيدا أنه لن يترشح لأي انتخابات ولن يترشح لأي منصب سياسي".. هكذا رد الناطق الرسمي باسم الغنوشي على المتخوفين من أن يلعب الشيخ دورا في العملية السياسية عقب الثورة، كما أنه أعلن تسليم قيادة الحركة إلى جيل الشباب.

 

غير أن الغنوشي صار واحدا من أهم اللاعبين في المشهد السياسي التونسي ورقما صعبا لمنافسيه، وتحالفت النهضة مع اللاعبيين الرئيسين في المشهد التونسي حتى المنتمين للنظام السابق، إذ تحالف مع حزب نداء تونس لصياغة الدستور الجديد.

الغنوشي ليس سياسيا فحسب، إذ ألف عدد من الكتب من أبرزها تجربة الحركة الإسلامية في تونس، ومقاربات في العلمانية والمجتمع المدني، والحركة الإسلامية ومسألة التغيير، والمرأة بين القرآن وواقع المسلمين، وكتب سيرته الذاتيه بعنوان: " الغنوشي وأطوار من نشأة الحركة الإسلامية في تونس".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان