رئيس التحرير: عادل صبري 07:34 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«الجمهورية والسنك» جسران محرّمان على المتظاهرين في بغداد.. لماذا؟

«الجمهورية والسنك» جسران محرّمان على المتظاهرين في بغداد.. لماذا؟

العرب والعالم

معركة الجسور في العراق

«الجمهورية والسنك» جسران محرّمان على المتظاهرين في بغداد.. لماذا؟

إنجي الخولي 07 نوفمبر 2019 04:51

الجمهورية والسنك.. جسران أصبحا من أبرز معالم الحراك العراقي، شهدا مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، في إطار الانتفاضة الشعبية المتواصلة منذ أكتوبر الماضي.

 

وظهرت في الآونة الأخيرة عدة صور لتجمهر المتظاهرين العراقيين قرب الجسرين اللذين أصبحا خطان محرمان على المحتجين العراقيين، وباتا مركزا للاحتجاجات إضافة إلى المنطقة الخضراء التي يقودان إليها، والتي تختزل حالة السلطة في البلاد منذ بدايات الغزو الأمريكي عام 2003.

 

ويربط "جسر الجمهورية" وجاره التاريخي "جسر السنك" على نهر دجلة، جانبي الكرخ والرصافة في بغداد، وسجل الجسران أطول فترة إغلاق لهما منذ عقود، باعتبارهما أقرب ممرين للوصول إلى "المنطقة الخضراء"، والتي تضم مقار الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية وعدداً من الوزارات، والمؤسسات الأمنية والعسكرية والمالية الرئيسية في البلاد.

 

وأنشئ جسر الجمهورية، الذي يربط مركز الكرخ بمركز الرصافة والمنطقة الخضراء، عام 1954، من قبل شركة ألمانية، وافتتحه ملك العراق السابق فيصل الثاني عام 1957، في حين يعود تاريخ إنشاء جسر السنك (جسر الرشيد سابقاً) والذي يربط بين الصالحية في الكرخ ومنطقة السنك في الرصافة، إلى عام 1985، وهما من بين 12 جسراً على نهر دجلة في العاصمة بغداد.

وفي كل محاولة للمتظاهرين لعبور أي من الجسرين يسقط ضحايا وجرحى برصاص قوات الأمن، رغم أن المتظاهرين لا يحملون سوى أعلام ولافتات غاضبة.

 

ووفقا لمصادر طبية وحقوقية وناشطين في التظاهرات، فإن أكثر من 42 متظاهرا قتلوا، وأصيب نحو ألفين آخرين على جسري الجمهورية والسنك منذ انطلاق التظاهرات في الأول من أكتوبر ، قبل أن تقطعه قوات الأمن ليصل عدد الجسور المغلقة على دجلة التي تربط الكرخ بالرصافة إلى 5 جسور هي الجمهورية والسنك والاحرار والشهداء والجسر المعلق.

وطلب من المرضى وكبار السن المتوجهين إلى مدينة الطب عبر جسر الشهداء من الجانب الثاني (الكرخ) الترجل من السيارات والعبور مشيا إلى الرصافة، حيث تقع مستشفى مدينة الطب على الجانب الثاني.

 

وعلى مر السنوات الماضية، عمدت الحكومات العراقية إلى غلق الجسرين تماما خلال الاحتجاجات الناقمة على مسئولي الدولة.

وتظهر طبيعة الإجراءات الأمنية المتخذة من قبل السلطات العراقية  أهمية الجسرين بالنسبة لها لإبقاء المحتجين الغاضبين بعيدين عن أسوار المنطقة الخضراء.

 

وشهدت العاصمة العراقية بغداد دخول مناطق تظاهر جديدة مع اتساع رقعة المتظاهرين، أبرزها منطقة حافظ القاضي وتقاطع جسر الشهداء وساحة الوثبة وسط بغداد، والتي يربط بينها وبين ساحة التحرير شارع الرشيد، الذي يقع فيه مبنى البنك المركزي العراقي ومصرف الرافدين الحكومي، وهو ما دفع السلطات الأمنية إلى إغلاق البنك احتياطا بعد اقتراب التظاهرات وتوجه قوات الأمن لفضها بقنابل الغاز والرصاص الحي.

وكان المحتجون قد بدأوا محاولة إغلاق الجسور في وقت سابق هذا الأسبوع في إطار مساع لشل الحركة في البلاد، مع انضمام الآلاف للمظاهرات المناهضة للحكومة في بغداد والمحافظات الجنوبية.

 

ويوم الأربعاء كانت معظم الشوارع المحيطة خاوية رغم ازدحامها عادة، وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها.

 

ولقي أكثر من 260 عراقيا حتفهم في مظاهرات تخرج منذ بداية أكتوبر  رفضا لطبقة سياسية يصفها المحتجون بالفاسدة والأسيرة للمصالح الأجنبية.

وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة؛ إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.

ومنذ بدء الاحتجاجات، تبنت حكومة عادل عبدالمهدي عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة، لكنها لم ترض المحتجين، الذين يصرون على إسقاط الحكومة.

 

ويسود استياء واسع في البلاد من تعامل الحكومة العنيف مع الاحتجاجات، فيما يعتقد مراقبون أن موجة الاحتجاجات الجديدة ستشكل ضغوطا متزايدة على حكومة عبد المهدي، وقد تؤدي في النهاية إلى الإطاحة بها.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان