رئيس التحرير: عادل صبري 12:37 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

تنحية مفوض عام الأونروا.. توقيت بريء أم جزء من مؤامرة؟

تنحية مفوض عام الأونروا.. توقيت بريء أم جزء من مؤامرة؟

العرب والعالم

السويسري بير كرينبول

تنحية مفوض عام الأونروا.. توقيت بريء أم جزء من مؤامرة؟

معتز بالله محمد 07 نوفمبر 2019 00:16

يلقي الإعلان عن استقالة المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) السويسري بيار كرانبول بظلاله على مستقبل الوكالة الأممية التي تقدم خدماتها لنحو 5.3 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمسة، لاسيما أنه يأتي قبل أيام من تصويت مرتقب للأمم المتحدة على تجديد ولاية الوكالة.

 

وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، أعلنت الأمم المتحدة، أن مفوض عام الأونروا السويسري بير كرينبول، قدم استقالته في خطاب رسمي للأمين العام أنطونيو غوتيريش، لافتة إلى أن غوتيريش قبلها.

 

استقالة "كرينبول" تأتي في توقيت حاسم، في وقت يتوقع أن تتخذ الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار حول تجديدة ولاية الأونروا لثلاث سنوات برغم المعارضة الشديدة التي تبديها واشنطن التي جمدت مساعداتها للوكالة  واعتبرت أنها أصبحت غير ملائمة.

 

استقالة كرينبول الذي يخضع لتحقيق داخلي حول إساءة استخدام السلطة، تأتي وسط تخوفات فلسطينية من مساع أمريكية إسرائيلية لتصفية قضية اللاجئين.

 

وفي وقت سابق الأربعاء قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان إنه تلقى تقريرًا خاصًا من مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، بشأن التحقيق الجاري مع المفوض العام كرينبول.

 

وكشف البيان، أن "النتائج الأولية لهذا التقرير تستبعد الاحتيال أو اختلاس أموال التشغيل من قبل المفوض العام"، مستدركاً "مع ذلك، هناك قضايا إدارية تحتاج إلى مساءلة"، دون مزيد من التوضيح.

 

وأضاف "قرر الأمين العام، منح المفوض العام إجازة إدارية لحين توضيح هذه المسائل وحتى يمكن اتخاذ قرار نهائي".

 

وتابع البيان أن غوتيريش قرر اعتبارًا من الأربعاء، تعيين كريستيان سوندرز (القائم بأعمال نائب مفوض الأونروا) ليكون المسؤول عن الوكالة في هذه المرحلة الفاصلة.

 

وجرى تسريب تقرير سري في يوليو الماضي صادر عن مكتب الأخلاقيات في الأونروا يفيد بأن "أعضاء بالإدارة العليا للوكالة أساؤوا استغلال سلطتهم، وسط ممارسات تشمل المحسوبية والتمييز، وسوء السلوك الجنسي".

 

وذكر التقرير، أن كرينبول الذي يتولى منذ 2014 منصب مفوض الأونروا طالب على سبيل المثال بالحصول على بدَلات يومية (مبالغ مالية) في أوقات لم يكن موجودًا فيها بمقر الوكالة في القدس.

 

"حماس" تعلق

من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأربعاء، التطورات الأخيرة في الأونروا، وفي مقدمتها تنحي "كرينبول" عن منصبه، بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة على خلفية التحقيقات التي لم تصدر نتائجها بعد، "مقلقة".

 

وحذر باسم نعيم، عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة "حماس"، في بيان من أن هذه الإجراءات "تعزز التخوفات الموجودة عند الكثيرين حول المؤامرة التي تستهدف الوكالة، والتفويض الممنوح لها بضغط أمريكي- صهيوني".

 

واعتبر أن التنحية "جاءت في وقت حساس جدًا، وهو المداولات الجارية في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتمديد التفويض للأونروا لثلاث سنوات جديدة"، مؤكداً أن  "التوقيت غير بريء".

 

وشدد على أن الفلسطينيين "لن يقبلوا بنكبة ثانية بعد التهجير القسري في عام ١٩٤٨، ورفع الغطاء القانوني والسياسي عن اللاجئين من خلال فكفكة الأونروا أو تغيير تفويضها".

 

في المقابل، شدد نعيم على أن هذا "ليس مبررًا أو غطاءً لأي فساد، بل نحن الأحرص على الشفافية والإدارة الرشيدة في الوكالة وغيرها من المواقع".

 

منظمات صهيونية

والإثنين الماضي كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية المقربة من حزب "الليكود" في إسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو أن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، طلب منذ نحو 18 شهراً، من منظمات غير حكومية مؤيدة لإسرائيل، طرح مقترحات بديلة لطريقة عمل وكالة الأونروا.

 

وقالت الصحيفة إن غوتيريش، التقى مسؤولين اثنين من مركزي أبحاث إسرائيلي وأمريكي، معروفين بتأييدهما لتل أبيب، وانتقادهما الدائم للأونروا.

 

وأضافت أنه بعد النقاش طلب غوتيريش، من أحد مستشاريه الاستمرار في التواصل معهما من أجل "بحث الفكرة".

 

ولفتت الصحيفة إلى أن هذين المسؤولين هما، دافيد بدين، وأبراهام كوبر، موضحة أن الأول هو رئيس "مركز دراسات سياسات الشرق الأوسط" الإسرائيلي، والمعروف بهجومه الدائم على الأونروا، فيما الآخر هو  أحد قادة مركز "سيمون وايزنتال" في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، وهو معروف بدعمه لإسرائيل، واتهام منتقديها بمعاداة السامية، ويعمل على قضايا تخص الأونروا، منذ سنوات طويلة.

 

أزمة تمويل

وتواجه "الأونروا" أزمة تمويل شديدة، تزايدت وتيرتها منذ 2018 عقب إيقاف واشنطن دعمها المالي المقدر سنويًا بـ 360 مليون دولار للوكالة بعد تقديمها مبلغ 60 مليونا مطلع العام ذاته.

 

وفي سبتمبر الماضي استضافة القاهرة مؤتمراً عربياَ يدعو لحشد دولي لدعم تجديد تفويض الأونروا.

 

وأدان الاجتماع حملة الاستهداف والتشكيك التي تتعرض لها الأونروا خاصة من الإدارة الأمريكية والتي تتزامن مع اقتراب التصويت على قرار تجديد التفويض الممنوح لها منتصف الشهر الجاري.

.

وتأسست الوكالة بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وتقدم خدماتها حاليا لما مجموعه 5.4 ملايين لاجئ.

 

المؤامرة

وبخلاف إيقاف واشنطن التي كانت الداعم الأكبر للأونروا كامل دعمها للوكالة، والبالغ نحو 360 مليون دولار؛ ما تسبب بأزمة كبيرة للوكالة، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإسرائيل إلى إلغاء الوكالة الأممية عبر إنهاء تفويضها.

 

وفي يونيو 2017 دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إلى "تفكيك أونروا، ودمج أجزائها في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين".

 

وسبق وذكرت وسائل إعلام أمريكية، من بينها صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "سي إن إن"، أن الإدارة الأمريكية، تسعى لتغيير تعريف "لاجئ" لتقليل أعداد الفلسطينيين الذين يحملون هذه الصفة، والتركيز على نحو 700 ألف فقط، من بين 5.4 ملايين لاجئ.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان