أثار انسحاب القوات السودانية من المشاركة ضمن قوات التحالف في حرب اليمن العديد من التساؤلات والدوافع، خاصة أن هذه الخطوة جاءت بعد انسحاب مماثل للقوات الإمارتية من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
وكان السودان قد أعلن مؤخرًا عن سحب 10 آلاف جندي كانوا يقاتلون ضمن قوات التحالف في حرب اليمن التي تقودها السعودية 2015، دعما لحكومة اليمن المعترف بها دوليا.
وجاء انسحاب القوات السودانية عقب انسحاب جزئي للقوات الإماراتية من الساحل الغربي، بعد عملية توزيع جديدة لقواتها في بعض المناطق اليمنية.
إعادة تموضع
وقالت الإمارات العربية المتحدة إن قواتها العاملة في عدن عادت إلى أرض الوطن بعد "تحرير (المدينة) وتأمينها وتسليمها للقوات السعودية".
وجاء في بيان نشرته الوكالة الرسمية أن الإمارات ستواصل حربها على "التنظيمات الإرهابية" في المحافظات اليمنية الجنوبية الأخرى.
ويرى مراقبون أن الانسحاب الإماراتي هو إعادة لتموضعها من جديد خاصة بعد تمكين المجلس الانتقالي الجنوبي من عدن بعد إعلانه السيطرة عسكريا على العاصمة المؤقتة.
ودعمت الإمارات وهى الشريك الأساسي في حرب اليمن، المجلس الانتقالي الجنوبي بالمال السلاح من أجل قيام دولة الجنوب من جديد وهو أمر مرفوض للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية الأمر الذي تسبب في إحراج كبير للرياض.
جدل بالشارع السوداني
أما بخصوص السودان فقد كشف إعلام جماعة الحوثي المنقلبة على السلطة عن قتل المئات من القوات السودانية المشاركة مع التحالف في مناطق المعارك الأمر الذي أثار الجدل في الشارع السوداني.
ولا توجد حصيلة رسمية عن عدد القوات السودانية المشاركة في اليمن لكن بعض المصادر تشير إلى ما بين 30-40 ألفا وغالبيتها من قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في دارفور غربي السودان.
وخلال السنوات المنصرمة، حشد نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، محمد حمدان دقلو، الآلاف من هذه القوات للقتال في اليمن، نيابة عن السعودية والإمارات اللتين تمثلان الركيزة الأساسية في التحالف الذي تشكل عام 2015 لوقف تقدم المتمردين الحوثيين بعد استيلائهم على العاصمة صنعاء والمحافظات الشمالية عام 2014 وطردوا الحكومة المعترف بها دوليا.
تسوية محتملة
بدوره قال الصحفي اليمني قاسم الجوفي، إن انسحاب القوات السودانية من التحالف العربي الذي تقوده السعودية يشير إلى أن هناك احتمالية لإنهاء الحرب أو التوصل لتسوية.
وأضاف لـ"مصر العربية" أن هناك فراغ بين القوات التي تقودها السعودية بعد الانسحاب الجزئي للإمارات ثم السودان وربما يؤثر ذلك على أي مسار تفاوضي مستقبلاً لأن جماعة الحوثي ستعتبر أنها هزمت التحالف فستفرض عليه شروط لن يقبلها.
وأوضح أن على التحالف إعادة ترتيب صفوفه ليظهر بنفس القوة الذي بدأ بها على الأقل ليس لاستمرار الحرب ولكن ليكون أي تفاوض مستقبلي مبني على قوة تدعم نجاحه.
وأكد أن الشعب اليمن لم يعد يحتمل تلك الرب التي دمرت الأخضر واليابس وحولت اليمن السعيد إلى تعيس وحزين.
وأسفرت حرب اليمن التي أشعل فتيلها استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء عام 2014، عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت بالملايين إلى حافة المجاعة وخلقت أكبر ازمة إنسانية يشهدها العالم.
ورقة السعودية الأخيرة
فيما قال المحلل السياسي السوداني محمد إدريس إن خروج السودان من اليمن أمر متوقع خاصة بعد التغييرات السياسية التي حدثت في السودان بعد الثورة فضلا هم الضغوط الدولية على الرياض وأيضا السودان.
وأضاف لـ"مصر العربية" أن السودان يمر بمرحلة انتقالية مازالت بها خطورة على من يقودون البلاد وهم بالطبع لا يريدون استقرار لحسابات مختلفة ربما يكون أهمها الحفاظ على المكتسبات.
وأوضح أن السودان هو الورقة الأخيرة للسعودية في اليمن خاصة بعد انسحاب القوات الإماراتية وهذا يشير إلى احتمالية إنهاء الحرب أو اقتراب التوصل لتسوية سياسية .