أكثر من شهر ولم تتوقف الاحتجاجات العراقية المطالبة بإقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، وسط حالة من الإصرار على إسقاط تلك الحكومة، مثلما حدث قبل أسبوع في لبنان، بإجبار المتظاهرين رئيس وزراء لبنان سعد الحريري على تقديم استقالته.
الشارع العراقي الغاضب، رغم محاولات السلطة الحاكمة قمع تظاهراته مرات عديدة، فقد استطاع أن يستمر في احتجاجاته رغم التهديدات التي تلقاها، بحسب تقارير إعلامية.
وفي صباح اليوم، تجمع آلاف المحتجين المناهضين للحكومة العراقية في وسط العاصمة بغداد، متحدين مناشدة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إنهاء الاحتجاجات التي يقول إنها تكلف الاقتصاد العراقي مليارات الدولارات وتعطل الحياة اليومية.
وفي آخر تصريحاته، ناشد عبد المهدي المتظاهرين مساء أمس الأحد تعليق حركتهم التي قال إنها حققت أهدافها لكنها تضر بالاقتصاد.
وأبدى استعداده للاستقالة إذا اتفق الساسة على بديل ووعد بعدد من الإصلاحات، لكن المتظاهرين يقولون إن هذا ليس كافيًا وإن على النخبة السياسية بالكامل أن ترحل.
وينصب الغضب من المصاعب الاقتصادية والفساد على نظام الحكم القائم على تقاسم السلطة على أسس طائفية والذي بدأ العمل به في العراق بعد 2003. كما يستهدف الغضب النخب السياسية المنتفعة من هذا النظام.
وينظر كثيرون إلى النخبة السياسية على أنها تابعة إما للولايات المتحدة أو لإيران، الحليفين الرئيسيين لبغداد، واللذين يستخدمان العراق ساحة بالوكالة للصراع على الهيمنة في المنطقة.
وتجمع مئات المتظاهرين خلال الليل أمام القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء وحاولوا إضرام النار فيها.
هذا، واستعادت قوات الأمن العراقي اليوم الاثنين السيطرة على محيط مبنى القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء، بعد مواجهات مع محتجين حاولوا اقتحامها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر طبية أن ثلاثة متظاهرين قتلوا بالرصاص خلال الاحتجاجات التي تخللها أعمال عنف بمحيط القنصلية، وأن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي باتجاه متظاهرين حاولوا أحراق مبنى القنصلية.
من جهة أخرى، قال مصدر أمني إن قوات مكافحة الشغب والشرطة استعادت السيطرة على الأوضاع، مشيرا إلى أن 12 جريحا من المتظاهرين نقلوا إلى المستشفى ليلة الأحد/الاثنين.
واندلعت الاحتجاجات في أول أكتوبر بعد قرابة عامين من الاستقرار النسبي في العراق، وقتل خلالها أكثر من 260 شخصًا.
وعلى الرغم من الثروة النفطية التي يتمتع بها العراق، يعيش كثيرون في فقر ولا يحصلون على ما يكفيهم من المياه النظيفة والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم.