رئيس التحرير: عادل صبري 05:20 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الأردن و«إسرائيل».. معركة تكسير عظام هل تنتهي بـ«صفقة تبادل»؟

الأردن و«إسرائيل».. معركة تكسير عظام هل تنتهي بـ«صفقة تبادل»؟

العرب والعالم

المعتقلان الأردنيان لدى إسرائيل

الأردن و«إسرائيل».. معركة تكسير عظام هل تنتهي بـ«صفقة تبادل»؟

معتز بالله محمد 30 أكتوبر 2019 21:57

تشهد العلاقات بين عمان وتل أبيب توتراً متصاعداً على خلفية اعتقال الأخيرة مواطنين أردنيين إثنين، وهو ما ردت عليه الأردن بإجراءات بدأت باستدعاء سفيرها في إسرائيل للتشاور واعتقالها مواطناً إسرائيلياً.

 

وأمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان قيام الأجهزة الأمنية الأردنية باعتقال مواطن إسرائيلى تسلل إلى أراضى المملكة بصورة غير شرعية.

 

ونقل البيان عن الناطق الرسمى باسم الوزارة سفيان القضاة قوله إن "السلطات المعنية ألقت، مساء الثلاثاء، القبض على مواطن إسرائيلى تسلل بطريقة غير شرعية إلى أراضى المملكة عبر الحدود فى المنطقة الشمالية".

 

وتابع "القضاة" أن السلطات المعنية تتحفظ على المتسلل وتجرى التحقيقات اللازمة معه تمهيدا لإحالته إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.

 

وفي وقت سابق من الثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى، ، أن بلاده استدعت السفير الأردنى من تل أبيب "للتشاور" على خلفية استمرار قيام السلطات الاسرائيلية باعتقال المواطنين الأردنيين هبة اللبدى، (24 عاماً) وعبد الرحمن مرعى (28 عاماً).

 

وقال الصفدي:"في ضوء عدم استجابة إسرائيل لمطالبنا المستمرة منذ أشهر حول إطلاق المواطنين الأردنيين واستمرار اعتقالهما اللاقانوني واللإنساني، استدعينا السفير الأردني في تل أبييب للتشاور كخطوة أولى".

 

وحمل الصفدي عبر تغريدة على حسابه الخاص على "تويتر" "إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنينا، مؤكداً أن "الأردن سيستمر في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين".

 

وأضاف الوزير "تعريض حياة مواطنينا اللذين تتدهور حالتهما الصحية للخطر فعل مدان ترفضه المملكة التي تقدم مصالح مواطنيها وسلامتهم على كل اعتبار".

 

على شفا الموت

واعتقلت إسرائيل هبة اللبدي فى 20 أغسطس الماضى، أما عبد الرحمن مرعى، 28 عاما، فتم اعتقاله فى الثانى من سبتمبر، والاثنان اعتقلا لدى عبورهما جسر الملك حسين فى المنطقة الفاصلة بين البلدين.

 

واليوم الأربعاء، وللمرة الثالثة خلال أسبوع تم نقل "اللبدي"  إلى المستشفى بعد تدهور صحتها بشكل خطير، إثر استمرارها في إضراب عن الطعام تخوضه منذ 37 يوماً.

 

من جهتها، حذرت رانده اللبدي، والدة هبة اللبدي في حديث مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" من عمان، الأربعاء، من استمرار تدهور صحة ابنتها المضربة عن الطعام في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من شهر.

 

وقالت الأم "أخشى أن تصاب ابنتي بسكتة قلبية أو سكتة دماغية، إنها في وضع صحي صعب للغاية وبحاجة للرعاية".

 

وأضافت "نأمل أن يتم إطلاق سراحها قريبا وأن تعود إليها، أريد فقط أن أرى ابنتي سالمة".

 

وتابعت الأم "بالنسبة لنا كل يوم يمضي يمثل خطر على حياتها. أخشى أن تموت في السجن. كلما اتصلت علينا محاميتها ينهار قلبي خوفاً من أن تكون ستنقل إلينا نبأ وفاتها".

 

وعن يوم اعتقال "هبة"، أوضحت الأم أنها وصلت برفقة ابنتها إلى معبر الملك حسين (جسر ألنبي يربط الضفة الغربية بالأردن فوق نهر الأردن ويبعد عن عمان 60 كم)، لزيارة العائلة في قرية يعبد التابعة لمحافظة جنين.

 

وأضافت "دخلت هبة إلى الضفة وخرجت منها عشرات المرات طوال حياتها ولم تكن هناك أية مشكلة أبداً".

 

وأوضحت "فجأة، قاموا بالتفريق بيننا على الجانب الإسرائيلي واقتادوها للتحقيق. ظننت أن الأمر سينتهي خلال وقت قصير، لكن هذه كانت المرة الأخيرة التي أراها فيها. انتظرت 17 ساعة على المعبر حتى قالوا لي "واصلي طريقك، مازال التحقيق مستمراً".

 

وأنكرت الأم التهم المنسوبة لابنتها، حيث تتهمها أجهزة الأمن الإسرائيلية بضلوعها في "انتهاكات أمنية خطيرة"، بحسب بيان صادر عن جهاز الأمن العام (الشاباك).

 

و"اللبدي" معتقلة بموجب امر اعتقال إداري، وهو إجراء إسرائيلي يسمح للسلطات باحتجاز أفراد لأشهر دون توجيه تهم رسمية ضدهم. وتقول السلطات إن الإجراء يُستخدم عندما يكون هناك احتمال بأن يعرض تفصيل التهم أمن البلاد للخطر ويكشف عن معلومات استخباراتية.

 

وقبل أيام قال رسلان محاجنة أحد محامي اللبدي،، لصحيفة "هآرتس" إن اعتقالها مرتبط بلقاءات أجرتها في لبنان مع أشخاص مرتبطين بـ"حزب الله".

 

وأضاف أنها وخلال زيارتها لشقيقتها في بيروت مؤخرا، التقت بمذيع في إذاعة "النور" اللبنانية المقربة من "حزب الله".

 

بدورها، قالت المحامية حنان الخطيب "إن كانت هبة مدانة فعليهم أن يقدموا لائحة اتهام ضدها، وإن كانت تمثل خطراً على إسرائيل، فعليهم إعادتها للأردن. وضعها الصحي يتدهور وهناك خطر حقيقي على حياتها".

 

مريض سرطان

والإثنين، أدان الأردن مواصلة السلطات الإسرائيلية، اعتقالها الإداري للمواطن الأردني عبد الرحمن مرعي، رافضا أي تبرير لاستمرار هذا الاعتقال.

 

وقالت الخارجية الأردنية في بيان بعد رفض المحكمة العسكرية الإسرائيلية، الاستئناف المقدم من الدفاع عن مرعي ضد اعتقاله إداريا، "إن قرار الاعتقال الإداري وما تلاه من قرارات تثبيت، هي قرارات باطلة وغير مقبولة ومرفوضة".

 

وبحسب "يديعوت"، كان مرعي قد اعتقل عندما كان في طريقه لحضور حفل زفاف عائلي بالضفة الغربية.

وأضافت الصحيفة "وفق مصادر أردنية فإن الشاب مرعي مريض بالسرطان منذ عام 2010".

 

صفقة تبادل

في سياق متصل، قالت "يديعوت" إن وزارة الخارجية الإسرائيلية تواصل الاتصال بالسلطات الأردنية على خلفية اعتقال الأخيرة مواطناً إسرائيلياً تبين أنه مهاجر من دول الاتحاد السوفيتي السابق وهارب من السلطات الإسرائيلية.

 

وتوقعت الصحيفة أن تطلب الأردن إطلاق سراح الإسرائيلي مقابل الإفراج عن مواطنيها الإثنين المعتقلين لدى إسرائيل في صفقة تبادل.

 

وأضافت "في الأردن انطلقت حملة واسعة للإفراج عن المواطنين في إسرائيل، تضمنت بما في ذلك احتجاج على مواقع التواصل وتظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية، مع الضغط على النظام كي يطالب إسرائيل بذلك (صفقة تبادل)".

 

وعام 1994 وقع الأردن اتفاقية سلام مع إسرائيل، عرفت باتفاقية "وادي عربة" (صحراء أردنية محاذية لفلسطين)، ونصت على إنهاء حالة العداء بين البلدين، وتطبيق أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي بشأن العلاقات بين الدول.

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان