رئيس التحرير: عادل صبري 05:32 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

دولة الاحتلال تخشي على مكانتها.. الإسرائيليون يسوقون «القات» ويسجنون في أنحاء العالم

دولة الاحتلال تخشي على مكانتها.. الإسرائيليون يسوقون «القات» ويسجنون في أنحاء العالم

العرب والعالم

اعتقال إسرائيلين للاتجار في القات

دولة الاحتلال تخشي على مكانتها.. الإسرائيليون يسوقون «القات» ويسجنون في أنحاء العالم

إنجي الخولي 29 أكتوبر 2019 05:18

يبدو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواجه أزمة من نوع جديد ، اعتبرت أنها تسيء لسمعتها ومكانتها في العالم، بعيدًا عن صورتها الدولية ككيان محتل ومغتصب يقتل الشباب والأطفال ويحتل وينتهك الأراضي الفلسطينية، حيث سلطت دولة الاحتلال الضوء على ظاهرة آخذه في الاتساع تتعلق بتهريب "القات" إلى الدول الأوروبية.

 

واعترفت خارجية دولة الاحتلال أن 60 إسرائيليا اعتقلوا في أنحاء العالم في العام الأخير، بعد ضبطهم متورطين في عمليات تهريب لورق القات المسمم.

 

وتعتبر بعض دول العالم نبتة القات مادة مخدرة فيما تعتبرها بعض الدول انها نبتة مثلها مثل باقي النباتات وتباع في أسواقها بشكل طبيعي.

 

ويستدل مما كشف عنه الأحد أن تجارا إسرائيليين يطلبون من شبان نقل حقائب مليئة بعشرات الكيلوغرامات من القات ويبلغونهم أن الأمر ليس خطيرا، وأنهم سيعتقلون ليومين أو ثلاثة فقط في حال تم إلقاء القبض عليهم.

 

وأوضحت وزارة الخارجية أن الحديث يدور عن تهريب مواد ممنوعة، وحذرت من مغبة ذلك، وقالت إن شابا إسرائيليا حكم عليه قبل أيام في تركيا بالسجن لعشر سنوات بعد إدانته بنقل حقيبة مملوءة بـ 35 كلغ من القات.

 

واعتبرت الخارجية الإسرائيلية الحكم بالسجن عشر سنوات شاذا، محذرة من اعتبار تركيا للقات نوعا من السموم المحظورة. كما قالت إن الحديث يدور عن ظاهرة آخذة بالاتساع.

 

وأدينت في نهاية الأسبوع الماضي شابتان إسرائيليتان بتهمة تهريب 74 كيلوغراما من القات، وحكمت محكمة دنمركية عليهما بالسجن لنصف سنة وفرضت عليهما غرامة بمبلغ 80 يورو.

 

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" انه في سبتمبر  اعتقلت الشرطة الفرنسية عشرة طلبة من "إسرائيل"، بعضهم قاصرون، لدى محاولتهم تهريب القات إلى فرنسا، بينما اعتقل إسرائيلي في السويد، ، بعد ضبطه يحاول تهريب القات.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيليا، يحظر نشر اسمه وهويته ومعروف للسلطات الإسرائيلية، هو الذي يقف وراء جميع عمليات تهريب القات.

 

وأوضح مدير قسم القنصليات في وزارة الخارجية الإسرائيلية زيف شاليف، أن العشرات من الإسرائيليين قد تورطوا بتجارة ونقل القات واعتقلوا على خلفية ذلك في عدة دول أوروبية.

وتابع في تصريح لموقع «واينت» الإخباري «هذه ظاهرة مقلقة وخطيرة، فالسلطات الأجنبية تعتقل هؤلاء في المطارات فيجدون أنفسهم خلف القضبان لفترات طويلة».

 

وكشف أن تجارا كبارا في إسرائيل يقومون بإغراء عدد من الشباب الصغار لنقل حقائب القات معهم في الطائرة مقابل مبالغ مالية غير باهظة، منوها إلى تورط هؤلاء بسبب أطماعهم وسذاجتهم.

 

وتابع «تورط إسرائيليون في مدريد بعدما ضبطتهم السلطات الإسبانية وبحوزتهم تسع حقائب قات وزنها 180 كيلوغراما». وعن الطريقة قال إن التجار الكبار يسلموهم الحقائب في منطقة قريبة من المطار ويقومون بفتحها والقول: هل ترون فيها أوراق قات فقط .

 

ويضيف «لا يخبرونهم بأن القات غير الممنوع في إسرائيل هو محظور في دول أوروبية وتعتبره مخدرات طبيعية وهم لسذاجتهم يقبلون برواية التجار وسرعان ما يجدون أنفسهم متورطين في عدة عواصم في العالم».

 

وأوضح شاليف أن ضحايا جشع تجار القات هم بالعشرينيات من أعمارهم، وبعضهم يعاني مشاكل نفسية ممن يتم استغلال ضائقتهم وإغراؤهم. وأضاف " ولذا نحن هنا كي نوضح ونحذر ".

 

وخلصت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى القول في بيان الأحد إنها تأمل أن يطلع الإسرائيليون على خطورة هذه الظاهرة، داعية الشباب للحذر من محاولات إغرائهم، منوهة أنها توجهت للشرطة الإسرائيلية أيضا طالبة المساعدة لوقف هذه الظاهرة التي تسيء لسمعة ومكانة إسرائيل في العالم، علاوة على الأحكام الصعبة المترتبة على من تتم إدانته في محاكم أجنبية.

 

يشار إلى أن التجار الإسرائيليين يحصلون على كميات كبيرة من القات بعد استحضارها من دول أفريقية أو عبر تربية أشجار القات في البلاد.

 

ويكشف عدد من الإسرائيليين الذين يعتقلون في مطارات العالم لحيازتهم أوراق «القات» المحظورة في دول أوروبية كثيرة عن سعة ظاهرة تربية هذه النبتة اليمنية في إسرائيل بدوافع تجارية.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد كشفت عن إيتي ملاحي (28 عاما) رجل إسرائيلي عائلته تملك مزرعة للقات وتدير شركة «قات أفيغدور» لتسويق أوراق النبتة المخدرة التي جيء بها من اليمن للمنطقة المحيطة في مدينة «رحوفوت» القائمة على أنقاض قرية زرنوقة الفلسطينية المدمرة.

 

ويوضح مدي "أوفك أفيغدور" أن الشركة باتت امبراطورية اقتصادية نتيجة إقبال واسع من الإسرائيليين على اقتناء أوراق القات لاسيما أنها بديل للمخدرات .

 

وتوضح «يديعوت أحرونوت» أن القات تحولت من نبتة للمضغ إلى أحد أنواع المخدرات الأكثر رواجا في البلاد خاصة في حفلات الطبيعة وفي النوادي الليلية لا سيما أن القانون لا يحظرها بخلاف نبتة «القنب» التي تطالب أوساط واسعة بتشريعها اليوم في إسرائيل.

وتشير أيضا لرواجها في أوساط نسوية للاعتقاد بأنها مفيدة في تخسيس الوزن.

 

لكن الشرطة الإسرائيلية تحذر من مادة «الكاثينون» المخدرة الموجودة في ورق القات. وردا على سؤال حول منع القات في دول أوروبية والسماح بها في إسرائيل رغم حملها مادة «الكاثينون» المحظورة تنقل الصحيفة عن الناطق بلسان شرطتها القول إن تعاطيها بدأ قبل عقود بعدما اصطحب يهود اليمن هذه النبتة مما جعل الظاهرة طبيعية واعتيادية بينما هذا التقليد مفقود في أوروبا ولذا فهي محرمة وغير قانونية في دول كثيرة.

 

وعلى خلفية انتشار حفلات الطبيعة بادرت السلطات الإسرائيلية قبل عامين لحظر استخدام كل ما يحتوي «الكاثينون» سواء في أقراص أو كمادة سائلة فيما بقيت ورقة القات ذاتها مسموح تعاطيها خوفا من تجريم عدد كبير من الإسرائيليين خاصة من أصل يمني ممن يحافظون على تقليد متوارث بتعاطيهم القات ولا يستخدمون مخدرات أخرى. ولذا فإن تعاطي القات مسموح في إسرائيل اليوم فقط في حالتها الطبيعية كأوراق أما المواد المستخرجة منها فهي محظورة.

 

هذا على الورق أما على الأرض فهناك انتشار واسع لمستخرجات القات الممنوعة خاصة تلك التي على شكل سائل وهناك عائلات إجرام إسرائيلية مختصة بتسويقه وبعضها يحاول الاختباء خلف عنوان «عصير القات» الذي يسوق بوسائل عدة منها الانترنت.

وكشفت الصحيفة أن هناك 700 عائلة إسرائيلية تسوق أوراق القات بشكل رسمي في البلاد والعالم مما تسبب بمواجهات بين بعض جهات العالم السفلي المتصارعة على سوق القات في البلاد وفي أوروبا خاصة في ظل تدفق عشرات آلاف المهاجرين من الشرق لها ويبحثون عن أوراق القات.

 

وتتابع «عائلات إجرام إسرائيلية تستغل الطلب على القات من قبل شباب وطلاب ومشاهير وحولت عملية مضغ أوراقها لتجارة تدر أرباحا كبيرة وعلى حساب تجار صغار والشرطة لا تتدخل رغم وجود صراعات واعتداءات وتهديدات ضمن هذه المعركة على بيع الذهب الأخضر، القات».

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان