أصيب شخصان في مدينة بيون جنوبي فرنسا بإصابات خطيرة، الاثنين، لدى محاولة شخص مسن محسوب على اليمين المتطرف إحراق مسجد بالمدينة.
وقالت وسائل إعلام فرنسية: إن شخصاً يبلغ من العمر 84 عامًا حاول إحراق مسجد بالمدينة لكن شخصين (74 و78 عامًا) حاولا التصدي له فأطلق النار عليهما.
وقال مصدر بالشرطة الفرنسية: إن مطلق النار محسوب على اليمين المتطرف وهو مرشح سابق عن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، في سنة 2015.
وألقت الشرطة القبض على المشتبه به من أمام منزله بعد الحادث الذي وقع خلاله انفجار صغير يُعتقد أنه من عبوة بنزين أشعلت فيها النار بالقرب من المسجد.
وبحسب المعلومات الأولية، فإن المشتبه بإطلاق النار سبق وخدم في الجيش الفرنسي، وبتفتيش سيارته بعد اعتقاله عثر الشرطيون على أسلحة نارية وإسطوانة غاز.
ووفق التقارير الصحفية في فرنسا، فإن المتهم "كلود إس" (لم يُكشف عن اسمه الثاني بعد) قصد المسجد وحاول إضرام النار في أحد أبوابه، ثم أطلق النار تجاه شخصين حاولا السيطرة عليه، وأصابهما بجروح بالغة، وفر عقب ذلك من المكان، قبل أن يضطرم النار في إحدى السيارات.
وأدانت "لوبان" الحادث وقالت إن "الهجوم يناقض كل القيم التي تتبانها حركتنا".
والشهر الماضي تعرضت محجبة، لطعنة بالسكين أمام زوجها وابنيها في بلدة سوريل كومتال، جنوبي فرنسا.
وقالت صحيفة لوباريزيان الفرنسية آنذاك، إن السيدة المحجبة أصيبت بجروح بالغة ونقلت إلى المستشفى.
وأضافت أن السيدة تعرضت للطعن أمام أعين زوجها وابنيها، اللذان يبلغان من العمر 3 أعوام و12 عاما.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المعتدي (59 عاما) كان ثملا، وقبضت عليه الشرطة.
وفي 16 أكتوبر الجاري دعت نحو 90 شخصية فرنسية، الرئيس، إيمانويل ماكرون إلى إدانة اعتداء لفظي كانت ضحيته سيدة محجبة خلال اجتماع للمجلس الإقليمي لمنطقة "بورغون-فرانش-كونتي" الفرنسية.
ووقع الاعتداء قبل ذلك بأيام عندما طالب النائب عن حزب التجمع الوطني اليميني جوليان أودول من امرأة فرنسية محجبة بالخروج من اجتماع للمجلس المحلي في بلدية "برغون فرنش"، معللا ذلك بأنها في "مؤسسة ديمقراطية" وأن ارتداءها الحجاب مخالف لقانون العلمانية.
لكن المرأة رفضت مطلبه كما رفضت ذلك رئيسة المجلس الجهوي، لينتعش من جديد الجدل الدائر في فرنسا بشأن الحجاب.
دعوة الشخصيات الـ90 جاءت في عريضة نشرت بصحيفة "لوموند" تحت عنوان: "سيدي الرئيس قل كفى للكراهية ضد المسلمين في فرنسا".
ومن بين الشخصيات التي وقعت على العريضة، الممثل الكوميدي المشهور عمر سي والممثلة ماريانا فويس، والمخرج ماثيه كاسوفيتز، والممثلة جيرالدين ناكاش والمخرجة تونيه مارشال، وغيرهم.
وفي يونيو الماضي أعلن الأمن الفرننسي تفكيك خلية من اليمين المتطرف، كانت تخطط لشن هجمات على أماكن عبادة للمسلمين واليهود في البلاد.
وحينها قناة "فرانس24"، عن مصادر قضائية حقولها، إن الشرطة تمكنت من تفكيك خلية لـ"النازيين الجدد"، كانت تخطط لشن هجمات على أماكن عبادة يهودية أو مسلمة.
و"النازيون الجدد"، حركة متطرفة عنصرية تسمى أيضا بـ"الفاشية الجديدة"، وتتبع أهداف ومبادئ الحركة النازية، ونشطت مؤخرا في عدد من البلدان الأوروبية.
وفي يونيو 2018، اعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب الفرنسية 13 شخصًا على ارتباط بمجموعة راديكالية على خلفية مخطط مفترض لمهاجمة مسلمين.
وفي مارس 2018 كشفت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان في فرنسا، أن المسلمين في البلاد "يتعرضون للإقصاء أكثر مقارنة بالأشخاص من أتباع الديانات الأخرى".
ونشرت اللجنة في تقريرها السنوي حول تقييم الآراء العنصرية والمعادية للأجانب في المجتمع، إحصاءات حول الاعتداءات المناهضة للمسلمين، استنادا إلى جهاز الاستخبارات المركزية.
وبحسب تقرير اللجنة بلغت الاعتداءات 72 اعتداء في عام 2017، بزيادة قدرها 7.5 في المئة، مقارنة بالعام الذي قبله.
وأجرت اللجنة استطلاعا للرأي حول الإسلام في الشارع الفرنسي، اعتبر 44 % من المشاركين فيه أن "الدين الإسلامي يشكل تهديدا على هوية فرنسا".
ويعيش في فرنسا التي تضم أكبر عدد من المسلمين بين الدول الأوروبية، أكثر من 4 ملايين مسلم (من إجمالي نحو 65 مليون نسمة) ، معظمهم من شمال إفريقيا.
ويأتي الهجوم على المسجد بمدينة "بيون"، اليوم الإثنين، ليعيد إلى الأذهان الهجوم الدموي الذي استهدف مسجدين بـ"كرايست تشيرتش" النيوزيلندية في مارس الماضي، وقتل فيه 50 شخصا، أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون.
وقتها وبدم بارد وتجرد من الإنسانية، سجل الإرهابي الأسترالي منفذ الهجوم بيرنتون هاريسون تارانت، لحظات تنفيذه أعمال القتل الوحشية، وبث مقتطفات منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في أعنف يوم شهده تاريخ البلاد الحديث، حسب رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آردرن.