رئيس التحرير: عادل صبري 01:14 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

تظاهرات لبنان تتواصل لليوم العاشر

تظاهرات لبنان تتواصل لليوم العاشر

وكالات 27 أكتوبر 2019 01:00

 تدفق المتظاهرون في لبنان لليوم العاشر على التوالي السبت إلى الشوارع للمطالبة برحيل الطبقة السياسية، في تحدّ للسياسيين والأحزاب ومناصريهم، غداة خطاب للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله حذر فيه من "الفوضى" و"الانهيار" في حال فراغ السلطة.

 

وتخلل حراك السبت إشكال في منطقة البداوي قرب مدينة طرابلس أسفر عن سقوط عدد الجرحى، وفق الإعلام الرسمي والجيش، في ظلّ محاولات القوى الأمنية إعادة فتح طرقات مقطوعة في مناطق مختلفة من البلاد من قبل المتظاهرين الذين تزايدت أعدادهم مع حلول المساء.

 

وتكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب بالمتظاهرين منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، في إطار حراك شعبي غير مسبوق وعابر للطوائف على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين.

 

ولم يوفر المتظاهرون أي سياسي من الانتقادات التي طالت رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وهم يحملون على كافة الطبقة السياسية عجزها عن إخراج البلاد من مأزق اقتصادي وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990.

 

وأعرب نصرالله في خطابه الجمعة عن رفضه "استقالة الحكومة" وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. واعتبر أن الفراغ "في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم" وفي ظل "التوترات السياسية في البلد والإقليم" أمر "شديد الخطورة" وقد يؤدي إلى "الفوضى والانهيار".

 

وبالإضافة إلى رفض المشاركين في الحراك الشعبي خطاب نصرالله، انقسم كذلك أنصاره إزاء هذا الخطاب، وواصل بعضهم التظاهر صباح السبت.

 

ومن ساحة رياض الصلح وسط بيروت السبت، قال حسن قطيش (27 عاماً) القادم من ضاحية بيروت الجنوبية إنه يختلف مع نصرالله بـ"اعتقاده أن لا بديل للحكومة والبرلمان الحاليين إذا سقطا. هذا غير صحيح، لدينا بدائل، لدينا أشخاص شرفاء وغير فاسدين" قادرين على أن يحكموا.

 

قرار بفتح الطرقات

وفي منطقة البداوي قرب مدينة طرابلس بشمال لبنان، أفيد عن وقوع إشكال بين متظاهرين والجيش أدى إلى سقوط جرحى، فيما تواصل التظاهر سلمياً خلال المساء في المدينة وساد الهدوء من جديد. وتشهد مدينة طرابلس منذ الأسبوع الماضي تظاهرات يومية احتفالية في ساحة النور في إطار الحراك الشعبي.

 

وقال الجيش اللبناني في بيان إن قوة تابعة له تدخلت في منطقة البداوي بعد وقوع إشكال بين معتصمين وعدد من المواطنين كانوا يحاولون اجتياز الطريق بسياراتهم. وأضاف أن عناصر الجيش أطلقوا النار بالهواء والرصاص المطاطي جراء الحادث "حيث أصيب عدد من المواطنين بجروح". وأشار أيضاً إلى إصابة خمسة عسكريين بجروح على خلفية الحادثة ذاتها.

 

من جهته، أكد الناطق باسم الجيش اللبناني العقيد فادي أبو عيد لوكالة فرانس برس أن دوريةً للجيش في منطقة البداوي "تعرضت لرشق بالحجارة وإطلاق نار تم الرد عليه بإطلاق نار بالهواء برصاص مطاطي".

 

وتحدثت الوكالة الوطنية الرسمية عن وقوع إصابات "خلال تصادم أثناء محاولة الجيش فتح الطريق الدولي الذي يربط طرابلس بالمنية وعكار"، وعن توقيف عدد من الشبان.

 

وذكرت الوكالة الوطنية أنه تم التأكد من هويات ستة جرحى، نقلوا إلى المستشفيات المحيطة بعد إصابتهم جراء التوتر الذي ارتفع مع إحراق شبان لإطارات وسط الطريق السريع.

 

وأفاد مصدر طبي في المنطقة وكالة فرانس برس أن عدد الجرحى قد يكون أكثر من ذلك.

 

وجاء ذلك بعدما أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان عن عقد اجتماع في مقرها مع قيادات الأجهزة الأمنية "لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد في ضوء استمرار التظاهرات وقطع الطرقات".

 

وبعد الاجتماع، أكد الناطق باسم الجيش اللبناني لوكالة فرانس برس أنه "تم اتخاذ قرار بفتح الطرقات الرئيسية في جميع المناطق بالطرق السلمية ومن دون اللجوء إلى أي عنف". وأضاف "سنتفاوض مع المتظاهرين".

 

وحاولت القوى الأمنية السبت أيضاً دفع متظاهرين تجمعوا في محيط جسر الرينغ الذي يصل غرب بيروت بشرقها لفتح الطريق، لكن المحتجين الذين كانوا بالعشرات أصروا على مواصلة التظاهر السلمي. وانضم إليهم في وقت لاحق عشرات المتظاهرين الآخرين.

 

وأكد كريم (31 عاماً) وهو متظاهر في جسر الرينغ أن "هذا طريق رئيسي في بيروت، لا نريد أن تعود الحياة لطبيعتها في بيروت ولا في لبنان، لأن الحياة في هذا البلد لم تعد طبيعية".

 

وخلال المساء، تزايدت أعداد المتظاهرين الذين تجمعوا بالآلاف في مواقع مختلفة باتت مركزية في الحراك الشعبي، مثل وسط بيروت وذوق مصبح شمال العاصمة، بالإضافة إلى طرابلس شمالاً وصيدا جنوباً، مع تراجع لحضور القوى الأمنية والجيش.

 

تظاهرات مضادة

وفي الأيام الأخيرة، نفذ مؤيدون لحزب الله والتيار الوطني الحرّ تظاهرات مضادة في مناطق مختلفة من البلاد، تسببت بمناوشات مع الصحافيين والمتظاهرين المناهضين للسلطة.

 

وشهد وسط بيروت حيث يعتصم عشرات آلاف اللبنانيين توتراً الجمعة تطوّر إلى عراك بالأيدي بين مجموعة مؤيدة لحزب الله اعترضت على تصنيف نصرالله ضمن الطبقة السياسية الفاسدة التي يطالب المتظاهرون برحيلها.

 

والسبت، تظاهر مؤيدون للتيار الوطني الحر في بلدة القاع في شرق لبنان، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية الرسمية، وأمام قصر العدل في الجديدة دفاعاً عن مواقف رئيس الجمهورية.

 

وسيرت مساء الجمعة مواكب في معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك شرقاً وصور جنوباً رافعة أعلام حزب الله وتعبيراً عن تأييدها لما قاله نصرالله.

 

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون دعا المتظاهرين المناهضين للسلطة السياسية في خطاب الخميس إلى اختيار ممثلين عنهم ليلتقي معهم في "حوار بناء". لكن خطابه لم يلق آذاناً صاغية في الشارع. وأشاد نصرالله الجمعة بدعوة عون.

 

وقبل ذلك، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري خطة إصلاح "جذرية" تضمنت خفضاً بنسبة النصف لرواتب المسؤولين ووعود بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، وغيرها، رفضها الشارع أيضا.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان