أصدر ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز قرارًا بإعفاء وزير الخارجية إبراهيم العساف وعينه وزير دولة وعضوًا بمجلس الوزراء، في حين عيّن خلفًا له الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود.
لم يعمر العساف في الوزارة سنة كاملة، إذ عين في المنصب أواخر ديسمبر 2018، أمّا الأمير فيصل فكان قبل توليه حقيبة الخارجية سفيرًا للمملكة في ألمانيا منذ فبراير الماضي.
محللون اعتبروا، أنّ السعودية تراهن على تطوير أداء دبلوماسيتها وإضفاء ديناميكية على سياستها الخارجية في مواجهة جملة من التحديات التي تراوح مكانها منذ سنوات، من خلال تعيين الأمير فيصل بدلًا من العساف.
وباتت السعودية في حاجة حاليًّا أكثر من أي وقت مضى لتحسين صورتها الخارجية التي تضرّرت كثيرًا خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الحرب في اليمن، كما تحتاج لتحركات أكثر جدية وفاعلية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
واختيار شخصية شابة وديناميكية لقيادة وزارة الخارجية السعودية، بحسب مراقبين تحدّثت إليهم صحيفة العرب اللندنية، هي محاولة لتدشين مرحلة دبلوماسية جديدة بعيدًا عن الحرس القديم، لا سيما مع الجمود الذي طبع أداء إبراهيم العساف خلال عشرة أشهر من توليه المنصب، حيث لم يظهر إلا في مرات قليلة.
العساف كُلِّف بالعمل على تحسين صورة المملكة في الخارج التي تضرّرت في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في تركيا، وسيكون على الوزير الجديد تولي هذا الملف، وكذلك التعامل مع التوترات الخطيرة مع إيران.
ويقول الباحث المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط أندرياس كريج إنّ التعيين جزءٌ من تغيير في الأجيال، الأمر الذي يخلق طبقة جديدة من القادة في السعودية مستقلّة عن محركي السلطة التقليديين.
وتذكر الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجيّة شينزيا بيانكو أنّ الوزير الجديد يتمتع بعلاقات قويّة مع الغرب، وأنّه "ديناميكي ويعمل من منظور استباقي".
ويتولى الأمير فيصل منصبه في وقت لا تزال السعودية تحاول تخطي تبعات قضية مقتل خاشقجي، بالتزامن مع خوضها معركة دبلوماسية مع إيران وسط توتر ناجم عن هجمات استهدفت ناقلات نفط وسفنا في مياه الخليج ومنشآت نفطية سعودية، قالت الرياض إن طهران تقف وراءها.
والعلاقات مقطوعة بين البلدين منذ مهاجمة السفارة السعودية في طهران بداية 2016 إثر تنفيذ الرياض حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وقد دخل الصراع الثنائي خلال الأشهر الخمسة الأخيرة مرحلة خطيرة، إذ بدا البلدان على وشك الانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة، مع استهداف ناقلات النفط ومنشآت شركة أرامكو التي تستعد لطرح تاريخي لجزء من أسهمها للاكتتاب العام.