تزامنا مع آخر أيام مهلة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري والتي طلبها قبل أيام تنتهي اليوم، وجه المتظاهرون دعوات للنزول بكثافة إلى الشارع، وسط حديث عن قطع للطرق وحصار للمؤسسات الحكومية.
الشارع اللبناني الذي لم تتوقف فيه الاحتجاجات لقرابة 4 أيام، ها هو يستعد اليوم لاستكمال احتجاجاته ضد حكومة سعد الحريري.
من جهته، دعا الاتحاد العمالي العام في لبنان إلى الاستمرار في الإضراب العام والمشاركة في الاعتصامات في جميع أنحاء البلاد حتى إسقاط ما وصفها بالسلطة الفاسدة.
وضربت الاحتجاجات غالبية المدن اللبنانية منذ الخميس الماضي في مختلف مدن ومناطق لبنان للمطالبة بإزاحة كل رموز الطبقة السياسية عن الحكم، واعتماد إجراءات لمكافحة الفساد وإعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة.
وفي العاصمة بيروت وخاصة في محيط القصر الحكومي بساحة رياض الصلح، إضافة إلى ساحة الشهداء، يتجمع المتظاهرون حاملين الأعلام اللبنانية ومرددين شعارات تطالب بإسقاط الحكومة ورحيل جميع رموز النظام.
في السياق، تواصلت الاحتجاجات في الساحات العامة بمدن الشمال مثل طرابلس وجبيل وعكار، وفي الشرق مثل بعلبلك، وجنوبا في صيدا.
كما تعد تجمعات أمس الأحد الأكبر من حيث الحشود منذ بدء التحرك لكونه يوم عطلة، وتأتي قبيل انتهاء مهلة حددها رئيس الحكومة سعد الحريري للأطراف حكومته من أجل التوافق على ورقة اقتصادية عكف على إعدادها في اليومين الأخيرين.
وابتكر المتظاهرون شعارات لكل زعيم سياسي، وغالبيتها تتضمن كلمات بذيئة، حتى إن البعض حوّلها إلى مقطوعات موسيقية تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولم تستثن الهتافات أي زعيم سياسي.
وقبيل ساعات من انتهاء المهلة التي حددها رئيس الحكومة، من المقرر أن يبحث الحريري اليوم مع أعضاء حكومته الورقة الاقتصادية التي توصل بشأنها إلى اتفاق في اجتماع مصغر أمس مع وزراء يمثلون حركة أمل وحزبَ الله وتيار المردة والتيار الوطني الحر.
كما شملت ورقة الحريري الاقتصادية حسب ما ذكرته تقارير إعلامية اقتراحات لحل أزمة الكهرباء وإقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة وقانون حماية كاشفي الفساد، وخفض رواتب الوزراء والنواب الحاليين ما بين 40 و60%.
من جهته قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إن حزبه يرفض الورقة التي سيقدمها الحريري، لكنه قال إنه وزراء كتلته سيحضرون جلسة الحكومة وسيقدمون الورقة الخاصة بالحزب التي تتضمن مقترحات للنهوض بالاقتصاد ومحاسبة المفسدين، على حد قوله.
وأضاف جنبلاط في تصريحات متلفزة، أنه ضد استقالة حكومة الحريري لأن ذلك قد يخلق فراغا وفوضى، لكنه قال إنه لا بد من استقالة بعض الوزراء وفي مقدمتهم وزير الخارجية جبران باسيل.
وقال إن على حزب الله أن يتفهم مطالب الشارع وأن يفهم أن الشارع لا يفرق بين تيار سياسي وآخر، مضيفا أن على الحزب أيضا أن يوقف دعمه للوزير باسيل الذي اعتبره رمز الاستبداد الحكومي.
من جانبه، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن عدم استقالة الحكومة خطأ كبير، ودعا في حديث صحفي إلى تشكيل حكومة تكنوقراط.
وكان جعجع قد أعلن الليلة الماضية استقالة وزراء حزبه من الحكومة بسبب ما اعتبره عجزها عن اتخاذ خطوات لإنقاذ الاقتصاد الوطني.
السياسي اللبناني رياض عيسى قال في تصريحات لـ"مصر العربية": في الحقيقة الأوضاع في لبنان وصلت لمرحلة الخط الأحمر، حيث إن كل الحكومات المتعاقبة، كانت وضعت خططا واستراتيجيات للنهوض بالبلد، وخاصة عبر الشق الاقتصادي، والاجتماعي..
لكن اليوم جاءت تلك الحكومات بعد التسوية التي أوصلت رئيس الجمهورية إلى سدة الحكم، بالتنسيق مع الرئيس سعد الحريري، حتى حزب الله كان شريكا بالتسوية، "كانوا قد اتفقوا على مجموعة خطط، لكنهم لم يستطيعوا تنفيذها، ولذلك ظهر فساد وهدر في الأموال وهذا شي تم كشفه خارجيا وداخليا"
وأوضح أن هناك بعض الأزلام يحاولون قمع الاحتجاجات، خاصة جماعة الرئيس بري، فهناك ثمة مشهدين، الأول لجماعة نبيه بري والذي عملت على قمع المظاهرات، أيضا المشهد الخطابي للسيد حسن نصر الله.
وأشار السياسي اللبناني خلال حديثه مع "مصر العربية" أن الرئيس الحريري يعد خطة وورقة تزامنا مع استقباله موفدين وممثلين عن الكتل الوزارية ويعد ورقة اقتصادية للتشاور مع حلفائه، إذا وافقوا عليها سيكمل الحريري برئاسة الوزراء، وإذا رفضت سيستقيل الحريري، لكن إذا استقال الحريري تحت ضغط الشارع، فسيكون بذلك أنهى حياته السياسية.