عقب إرسال قوات أمريكية إضافية إلى السعودية، كشفت وزارة الدفاع السعودية،أن التعزيزات العسكرية الأمريكية هدفها صون الأمن الإقليمي ومواجهة أي محاولات تهدد الاستقرار في المنطقة، فيما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن وافقت على الدفع مقابل كل ما تفعله بلاده، واصفاً ذلك بـ"السابقة".
وقامت المملكة العربية السعودية، أكبر دولة مصدرة وواحدة من أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم، بعد الهجوم على منشآتها النفطية في 14 سبتمبر، بخفض إنتاجها بأكثر من النصف - بمقدار 5.7 مليون برميل يوميًا من المستوى المعتاد البالغ 9.8 مليون. بحلول نهاية سبتمبر، استعادت المملكة بالكامل أحجام الإنتاج المفقودة، ومن المقرر أن يتم استعادة مستوى الطاقة الإنتاجية حتى 12 مليون برميل يوميًا حتى نهاية نوفمبر.
ترامب: السعودية دفعت لنا المقابل
وقال ترامب في تصريحات صحفية أدلى بها من واشنطن، الجمعة، حيث قال: "نحن نرسل المزيد من القوات إلى المملكة العربية السعودية، المملكة حليف جيد ونتفق معهم جيداً، وهم لاعب مهم في الشرق الأوسط".
وأضاف: "علاقاتنا جيدة جداً (بالسعودية) ويشترون بمئات المليارات من الدولارات بضائع منا وليس فقط معدات عسكرية"، مشيراً إلى أن تكلفة "المعدات العسكرية (التي تشتريها الرياض) تبلغ نحو 110 مليارات دولار، وهذا يعني الملايين من الوظائف".
وتابع ترامب قائلاً: "نحن سنرسل قوات وأشياء أخرى إلى الشرق الأوسط لمساعدة المملكة العربية السعودية، ولكن هل أنتم مستعدون؟ المملكة العربية السعودية وبناء على طلبي وافقت على الدفع مقابل كل ما نفعله، وهذه سابقة".
الرئيس الاميركي دونالد ترمب: نرسل قوات إضافية الى #السعودية التي وافقت على تحمل تكاليف كل ما نفعله لمساعدتهم. pic.twitter.com/FCSSyTSiMB
— ZaidBenjamin (@ZaidBenjamin5) October 12, 2019
وعزا المبعوث الأمريكي لشئون إيران براين هوك، إرسال قوات للسعودية وقطاعات قتالية أخرى الى حماية مصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة ويردع إيران.
وقال هوك في تصريح، إن السعودية شريك أمني للولايات المتحدة وتمتلكان مصالح مشتركة، مبينا أن مهاجمة معامل النفط في السعودية من قبل إيران تمثل دليلا على ضعف طهران.
وشدد على ضرورة محاسبة طهران من قبل المجتمع الدولي، واصفا عدم محاسبة إيران عن هجومها الأخير على أرامكو بالسياسة العمياء.
وأضاف، أن إيران تهدد العالم بتملصها من الاتفاق النووي وتمارس العدوان، مؤكدا أن واشنطن ستواصل الضغط عليها طالما قابلت الدبلوماسية بالعنف بحسب تعبيره.
السعودية تكشف الأسباب
قال مصدر مسئول في وزارة الدفاع السعودية وفقا لوكالة الأنباء السعودية ، إنه "إنفاذا لتوجيهات الملك سلمان عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان وانطلاقاً من العلاقات التاريخية والشراكة الراسخة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، تقرر استقبال تعزيزات إضافية للقوات والمعدات الدفاعية في إطار العمل المشترك بين المملكة والولايات المتحدة لصون الأمن الإقليمي ومواجهة أي محاولات تهدد الاستقرار في المنطقة، والاقتصاد العالمي".
وأضاف المصدر أن "الولايات المتحدة تشارك حكومة المملكة الحرص على حفظ الأمن الاقليمي وترفض المساس به بأي شكل من الأشكال".
مصدر مسؤول بوزارة الدفاع: الولايات المتحدة تشارك حكومة المملكة الحرص على حفظ الأمن الاقليمي وترفض المساس به بأي شكل من الأشكال، وترى المملكة في الشراكة العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية امتداداً تاريخياً للعلاقات الإستراتيجية والتوافق في الأهداف لضمان الأمن والسلم الدوليين.
— واس (@spagov) October 12, 2019
وأوضح المصدر أن "المملكة ترى في الشراكة العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية امتداداً تاريخياً للعلاقات الاستراتيجية والتوافق في الأهداف لضمان الأمن والسلم الدوليين".
وأكد البنتاغون، الجمعة، نشر 3 الآف جنديا إضافيا في المملكة العربية السعودية في إطار رد الفعل على قصف المنشآت النفطية في 14 سبتمبر الماضي.
وجاء في بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع جوناثان هوفمان: "بناء على طلب من القيادة المركزية الأميركية، أذن وزير الدفاع الأميركي مارك إيسبر بنشر قوات أميركية إضافية ومعدات أخرى في المملكة العربية السعودية: سربان من المقاتلات، وجناح جوي واحد، ونظام واحد "ثاد"".
بالإضافة إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية نشر 3الآف جنديا إضافيا في المملكة العربية السعودية.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في نهاية سبتمبر أنها تعتزم إرسال أربعة أنظمة رادار وبطارية صواريخ باتريوت ونحو 200 من أفراد الدعم لتعزيز دفاعات السعودية بعد أكبر هجوم على الإطلاق يستهدف منشآتها النفطية.
وكانت السعودية أعلنت، في يوليو الماضي، موافقتها على استقبال قوات أمريكية على أراضيها، في إطار ما أسمته بـ"الدفاع عن أمن واستقرار المنطقة وضمان السلم فيها".
ويوجد بالفعل المئات من أفراد الخدمة الأمريكية، ويوجد معظمهم في قاعدة الأمير سلطان الجوية جنوب الرياض، بهدف مواجهة التهديد الإيراني.
وتصاعد التوتر في منطقة الخليج خاصة في ظل توتر العلاقات الأمريكية الإيرانية، وكذلك مهاجمة جماعة "أنصار الله" لمنشآت نفطية وإمدادات للطاقة تابعة لشركة "أرامكو" العملاقة في المملكة العربية السعودية.
الحوثي: أمريكا لم تتعلم من فيتنام
ومن جانبه، علقت جماعة أنصار الله" (الحوثيين) على إرسال القوات الأمريكية ،وقال عضو المجلس السياسي الأعلى في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) محمد علي الحوثي: "بدلا من إرسال المزيد من آلاف العناصر العسكرية الأمريكية إلى منطقة الشرق الأوسط سيكون أفضل لترامب وإدارته ووزير حربه اسبير أن يرسلوا خطط العيش المشترك وخطط المواطنة المتساوية والديمقراطية لا خطط الحروب والدمار لحلفائهم أو للشعوب الحرة".
بدلا من إرسال المزيد من آلاف العناصر العسكرية الأمريكية إلى منطقة الشرق الأوسط
— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) October 11, 2019
سيكون أفضل لترامب وإدارته ووزير حربه اسبير
- أن يرسلوا خطط العيش المشترك وخطط المواطنة المتساوية والديمقراطية لا خطط الحروب والدمار لحلفائهم أو للشعوب الحرة. يتبع..
وأضاف: "أن يرسلوا لحلفائهم ولو لمرة واحدة ما يحمله شعار أمريكا من أغصان الزيتون، وأن يفاجئوا العالم بأنهم - مع مساعدتهم لحلفائهم في صنع أسوأ أزمة إنسانية في العالم على الشعب اليمني - لا يزالون يحملون جزءا من إنسانيتهم المزعومة، وأن يفاجئوا العالم بتغيير سياستهم العدوانية، والتي بالتأكيد لم يحصدو امن ورائها غير السخط والخسارة كما تحدث ترامب بأنهم خسروا جراء قرارهم الخاطئ ثمانية تريليونات".
- أن يفاجئوا العالم بتغيير سياستهم العدوانية، والتي بالتأكيد لم يحصدوامن ورائها غير السخط والخسارة كما تحدث #ترامب بأنهم خسروا جراء قرارهم الخاطئ ثمانيةتريليونات.
— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) October 11, 2019
- أن يشعروا شعبهم - ولو لمرة واحدة -أنهم تعلموا الدرس من حرب فيتنام أو حرب العراق أو حربهم في اليمن، وأنهاحروب عبثية.
وتابع: "أن يواجهوا الشعب الأمريكي بالحقيقة التي يدركها الجميع أن زيادة العدد لا يعني الانتصار، فما لم يحققه 14000 ألف جندي لا يمكن أن تحققه الزيادة المعلنة سواء كانت 2000 أو 3000 بحسب الرواية المختلفة للإدارة ذاتها"، مضيفا: "علمنا إن انسحابكم من خطوط التماس مع ايران بسوريا لا يعني إعادة تموضع من السعودية
أن يواجهوا الشعب الأمريكي بالحقيقةالتي يدركها الجميع أن زيادةالعدد لا يعني الانتصار،فمالم يحققه 14000ألف جندي لا يمكن أن تحققه الزيادةالمعلنة سواء كانت2000 أو3000 بحسب الروايةالمختلفة للإدارةذاتها.
— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) October 11, 2019
مع علمناان انسحابكم من خطوط التماس مع ايران بسوريا لا يعني إعادة تموضع من السعودية
وقال الحوثي "أن يشعروا شعبهم - ولو لمرة واحدة - أنهم تعلموا الدرس من حرب فيتنام أو حرب العراق أو حربهم في اليمن، وأنها حروب عبثية".مشيرا إلى أن "مزاعم المواجهة مع إيران من السعودية باتت مفضوحة".
وتقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم قوات الرئيس هادي لاستعادة حكم البلاد منذ 26 مارس 2015، ضد الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
وأدى النزاع الدامي في اليمن، حتى اليوم، إلى نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم ومدنهم وقراهم، وانتشار الأمراض المعدية والمجاعة في بعض المناطق، وإلى تدمير كبير في البنية التحتية للبلاد.
كما أسفر، بحسب إحصائيات هيئات ومنظمات أممية، عن مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين، فضلا عن تردي الأوضاع الإنسانية وتفشي الأمراض والأوبئة خاصة الكوليرا، وتراجع حجم الاحتياطيات النقدية.