على الرغم من اتخاذها اسم "نبع السلام"، وإعلان أنقرة أنّ هدفها هو مكافحة تنظيمات إرهابية في شمال غرب سوريا، إلا أنّ العملية العسكرية التركية التي بدأت أمس الأربعاء، لم يسلم منها المدنيون.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، بدء العملية العسكرية شمال شرقي سوريا، مستهدفًا ما قال إنها "تنظيمات إرهابية".
وقال أردوغان الذي أطلق على العملية اسم "نبع السلام"، إنّ "الجيش أطلق العملية العسكرية ضد تنظيمي (بي كا كا) و(داعش) الإرهابيين"، فيما أوضح مسؤول أمني تركي أنَّ العملية العسكرية في سوريا بدأت بضربات جوية وتدعمها نيران المدفعية ومدافع الهاوتزر.
تقارير إعلامية كردية أوردت حصيلة حتى الثامنة من صباح الخميس، بيّنت أنّ العملية التركية أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين في غارات للطيران وقصف للمدفعية.
وقتل شخصان من المكون العربي في قرية مشرافة التابعة لسري كانيه، واثنان في قرية متطلكة غربي بلدة كري سبي، واثنان في قرية حسنات التابعة لدرباسيّة، وثلاثة في قامشلو، كما أصيب أربعة أشخاص في قرية حسنات، واثنان في قرية مشرافة، واثنان في قرية متطلكة.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع التركيّة إصابة 181 هدفًا لقوات سوريا الديمقراطيّة (قسد) شرقي الفرات، وقالت - في بيان: "إنّ الجيش التركي أصاب 181 هدفاً لقوات سوريا الديمقراطيّة بضربات جويّة ومدافع الهاوتزر منذ انطلاق العمليّة في شمال شرق سوريا".
في الوقت نفسه، قالت مصادر كردية لـ"مصر العربية"، إنّ الجيش التركي قصف محيط أحد السجون الذي يحتجز فيه أخطر عناصر تنظيم "داعش"، موضحًا أنّ القصف هدف إلى تهريب هؤلاء السجناء.
ومثّلت نقطة "عودة الدواعش" أحد أهم محاور الانتقادات للعملية العسكرية التركية، حيث تحدّث الأكراد في أكثر من مناسبة، بأنّ العملية ستؤدي إلى خروج عناصر متشددة من التنظيم للنشاط مرة أخرى.
وضمن تضرُّر المدنيين أيضًا من العملية التركية، هرب عشرات المدنيين من بلدات سورية متاخمة للحدود مع تركيا من منازلهم، مع بدء العملية العسكرية.
وأكّد شهود عيان وسكان أن عشرات المواطنين فروا من بلدة تل أبيض السورية على وقع أصوات الانفجارات والدخان الذي تصاعد بالقرب من الحدود مع تركيا من جراء القصف المدفعي والجوي المكثف.
يأتي هذا فيما صرّح الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، بأنّ المناطق الممتدة من رأس العين حتى تل أبيض تعرضت إلى قصف عشوائي بالمدفعية والطائرات الحربية التركية.
وأضاف أن الطائرات الحربية التركية بدأت في استهداف "مناطق مدنية" شمالي سوريا، مشيرًا إلى أن الغارات تسببت في "ذعر كبير بين سكان المنطقة".
وكانت الولايات المتحدة قد سحبت قواتها قبل أيام من الشريط الحدودي مع تركيا شمالي سوريا، في تحول مفاجئ للسياسة الأمريكية، بعد ساعات من منح الرئيس دونالد ترامب نظيره التركي الضوء الأخضر لشن هجوم لطالما لوّح به ضد المقاتلين الأكراد.
وفي وقتٍ سابق، أعلن البيت الأبيض أنَّ القوات الأمريكية لن تشارك في العملية التركية شمالي سوريا، ثم عاد ليعلن أن القوات الأميركية ستتنحى جانبا وتمهد الطريق للهجوم التركي.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض ستيفاني جريشام، إنَّ "القوات الأمريكية لن تدعم العملية أو تشارك بها، ولن تكون في المنطقة".
وترغب تركيا إنشاء ما تسميه "منطقة آمنة" على طول حدودها الجنوبية مع سوريا، والتي يسيطر عليها حاليا المقاتلون الأكراد السوريون، المعروفون باسم وحدات حماية الشعب.