رئيس التحرير: عادل صبري 09:16 صباحاً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

رئيس ألبانيا الأسبق: انتشار الشعبوية يهدد مفهوم الاندماج مع المختلفين فى الدين (حوار)

رئيس ألبانيا الأسبق: انتشار الشعبوية يهدد مفهوم الاندماج مع المختلفين فى الدين (حوار)

العرب والعالم

رجب ميدانى رئيس دولة ألبانيا الأسبق

رجب ميدانى في حوار لـ "مصر العربية"

رئيس ألبانيا الأسبق: انتشار الشعبوية يهدد مفهوم الاندماج مع المختلفين فى الدين (حوار)

محمد مجاهد 19 سبتمبر 2019 14:51

 

 

ألبانيا لديها قوانين واضحة تحمى الأقليات وترفض التمييز وتحمى الفقراء

الإمام الأكبر يقود حملة مكثفة لدعم التنوع والتكامل مع الآخر ونشر سماحة الإسلام

 

أكد رجب ميدانى رئيس دولة ألبانيا الأسبق أن العالم اليوم بات أحوج ما يكون لمبادرات ترسخ قيم التعايش المشترك والحوار الفعال والتنوع الدينى والتكامل المجتمعي، خاصة إذا كان ينطلق من رحاب مؤسسة الأزهر التى تتسم بالوسطية ونشر قيم الحوار والتعايش السلمى مع الآخر.

 

وأضاف فى حواره معـ"مصر العربية" أن انتشار الشعبوية فى الغرب يهدد مفهوم الاندماج مع المختلفين في الدين، ويجب على الأقليات أن تتعلم ثقافة الأغلبية حتى تكون هناك حالة اندماج واستيعاب حيث تشكّل عملية الاستيعاب فى غرب أوروبا مشكلة.

 

وإلى نص الحوار..

 

كيف يمكن دعم الاندماج الإيجابى للمسلمين فى مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثرين، مع الحفاظ على هويتهم الدينية؟

 

من السهل جدا تحقيق هذا الاندماج لحماية هويتك الدينية مثل الإعلام الرسمى للبلد والتعليم والسوشيال ميديا ومع هذا كله يمكن أن تقابل بعض المشكلات فى المجتمعات على سبيل المثال أريد أن أتخيل لو حصل تضخم للمجتمع المسلم فى الأماكن الأوروبية أتوقع ألا تحدث مشكلة فى المجتمع المسيحي، بل يجب أن نشعر بالفخر وهذه المشكلة خارج نطاق الأهالى والمستخدمين، والمشكلة فى هوية التواصل مع المجتمعات الأخرى، وتوجد مبادرات طيبة للمساعدة على التقارب.

 

والطريقة الناجحة لاستيعاب المجتمعات المسلمة فى دول العالم هى التكامل وقبول كل طرف ثقافة الطرف الآخر؛ للتأقلم فيما بينهم، وقد كان من الشائع أن تسود ثقافة واحدة على الجميع، إلا أن الهجرة التى حدثت عبر الأزمنة المتعاقبة غيّرت تلك الهيمنة، وأثبتت أن النموذج المتعدّد الثقافات هو القابل والشامل لاحتواء الثقافات المختلفة.

 

كما أن هناك التزامات يجب علينا أن نتبعها، من بينها احترام الأقليات وإيجاد قوانين تحميها بغض النظر عن ديانتهم، وتبنّى رؤية مجتمعية متماسكة ودعم ثقافة الحوار والتواصل. ويجب على الأقليات أن تتعلم ثقافة الأغلبية حتى تكون هناك حالة اندماج واستيعاب حيث تشكّل عملية الاستيعاب فى غرب أوروبا مشكلة، مشددا على ضرورة التكامل من الجانبين وقبول ثقافة الآخر، ولا بد للدول المصدرة للأقلية أن تتقبل ثقافة الدول التى صدرت إليها، كما يجب أن تتقبل الأقلية ثقافة دول الأغلبية وأن تتقبّل الأغلبية ثقافة الأقلية بتسامح.

 

 

كيف ترى حاجة العالم إلى التكامل الذى يدعو إليه الأزهر الشريف من خلال الحوار مع الغرب؟

 

لا شك أننا فى أمس الحاجة للتحاور فيما بيننا، ومن المهم ايضا إدراك حقيقة أن عالمنا اليوم مختلف عن السابق، فهناك العولمة، والعديد من وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لذا فهناك حاجة كبرى ملحة ليصبح العالم متكاملًا، فنحتاج الآن إلى تحقيق التكامل بين المجتمعات وبين الأشخاص المختلفين، وينبغى فهم ذلك فى أوروبا؛ لأن ذلك فى مصلحة كل المجتمعات فى الشرق والغرب لتسود ثقافة السلام ونبذ العنف.

 

كيف واجهتم محاولات زرع وإثارة الخلاف الثقافى والديني فى الفترة التى مرت بلادكم خلالها بحروب كثيرة؟

 

نبحث عن الموضوعات المشتركة بيننا، ولابد أن يكون للمجتمعات المتشاركة فى بعض القيم والصفات نفس المبادئ، وبالتالى كان لزاما عليها أن تتشارك فى الأهداف، وعندنا خطأن فى مجتمعاتنا وهما: أولا: الخلط بين المجتمع والشعبوية، وبالتالى نحتاج إلى استخدام عنصر مثل التعامل بالواقع لخلق حل لهذه الأخطاء، ولذلك يجب أن نعمل معا بالتوازي، الخطأ الثاني: هو العمل بفردية فيجب أن نعمل كشركة أو بشكل جماعى لتحقيق الأهداف المرجوة، وبالتالى نعطى للناس حقوقها ونعمل على زيادة الوعي، والحل فى هذا هو الشعبوية أى معاملة الناس بالواقع وليس مجرد شعارات رنانة، من أجل حياة أفضل ومن أجل العدل والمساواة وتقارب الشعوب والتقاء الثقافات.

 من المتسبب فى ظهور فكرة الإقصاء والشعبوية؟

 

مفهوم الإقصاء فى العديد من دول الغرب بدأ ينتشر فى ظل انتشار المهاجرين، والحقيقة أن البلدان الأوروبية مليئة ومتفجرة بفكرة الشعبوية، بل إن السياسيين يلعبون دومًا على فكرة الصعاب الاقتصادية، والأمور الأمنية، ويحاولون اقناع قطاعات كبيرة من الشعب بفكرة الشعبوية للقبول بالسلطة المطلقة للفرد أو لمجموعة من الزعماء وكسب تأييد الناس والمجتمعات لما ينفذونه أو يعلنونه من السياسات، وللحفاظ على نسبة جماهيرية معينة تعطيهم مصداقية وشرعية، فالشعبوية فلسفة سياسية أو نوع من الخطاب السياسى لاثارة عواطف الجماهير وكسب أصواتهم ودعمهم.

 

وكيف ترى الصورة الآن، وفى أى اتجاه تسير؟ 

 

 

النزعة الشعبوية أصبحت على عكس ما كانت عليه فى عشرينيات القرن الماضي، ولابد أن نضع فى اعتبارنا الأزمة العالمية المالية، ولكى نصل إلى تحليل إيجابى لابد أن نضع فى الاعتبار حركات العولمة والتنوع الثقافى مع التغير السكاني، وبنظرة سريعة سنجد أن هناك العديد من الإشكاليات، وسنجد أن العولمة أصبحت ظاهرة عامة، وفى هذا المجال علينا أن نسأل: ما هى الخطوة التالية.

 

كيف ترى دور الأزهر فى تحقيق اندماج العرب والمسلمين فى دول الغرب؟

 

 

الأزهر الشريف بقيادة إمامه الأكبر يقود حملة مكثفة للتحاور مع الغرب من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي، الذى شوهته الجماعات المتطرفة المنتسبة للإسلام، لذا فإن الحوار بين الأديان مهم جدا لتعزيز الاندماج، والمهاجرين المسلمين فى الغرب نموذج حقيقى للتكامل بين الأديان؛ حيث إن الأقليات المهاجرة مندمجة داخل المجتمعات الغربية، فى ظل وجود فرصة للأقليات لإيجاد آليات للاندماج داخل الأغلبية فى المجتمعات التى يهاجرون إليها.

 

كونكم رئيسا سابقا لألبانيا ما الجهود التى اتبعتها أثناء قيادتكم للدولة من أجل استيعاب الآخر؟

 

ألبانيا لديها قوانين واضحة تحمى الأقليات وترفض التمييز وتحمى الفقراء، ومن خلال نظام تعليمى يلبى احتياجات الأقليات، ويعرفهم حقوقهم وواجباتهم، وقد عانينا الاضطهاد والمعارك كثيرا لذا نشعر بغيرنا من المسلمين والعرب، وللأقليات حقوقهم الواجبة والمحترمة فى بلادنا، وتصل نسبة المسلمين فى ألبانيا نحو 70% من سكان ألبانيا، ويمارسون كل مظاهر الحياة الإسلامية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان