رئيس التحرير: عادل صبري 11:35 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

قراءة في الانتخابات الإسرائيلية.. هل انتهت حقبة نتنياهو؟

قراءة في الانتخابات الإسرائيلية.. هل انتهت حقبة نتنياهو؟

أحمد علاء 19 سبتمبر 2019 10:38
هزَّت انتخابات الكنيست الـ22 ثقة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الحالي وزعيم الليكود بنيامين نتنياهو الذي سارع تحت تأثير صدمة التقدم الطفيف لخصمه الجنرال السابق بيني جانتس، إلى إلغاء حضور اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وعقد اجتماع عاجل بقادة أحزاب اليمين المؤيدة له.
 
نتنياهو حصل خلال الاجتماع الطارئ على تعهد من تلك الأحزاب بتشكيل كتلة يمين برئاسته والعمل معًا من أجل تشكيل الحكومة المقبلة. 
 
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، تقرّر تشكيل فريق مفاوض مشترك من جميع الأحزاب المشاركة في كتلة اليمين وهي "شاس" و"يهودوت هتوراة" و"اليمين الجديد" و"البيت اليهودي – الاتحاد الوطني".
 
ويهدف هذا الفريق، بحسب صحيفة العرب الدولية، إلى قطع الطريق على أي من هذه الأحزاب لإجراء مفاوضات منفردة مع تحالف "أزرق أبيض" الذي يتزعمه جانتس، بشأن تشكيل حكومة جديدة.
 
وأظهرت آخر نتائج فرز الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية (حتى مساء الأربعاء) تقدم تحالف "أزرق أبيض" الوسطي برئاسة بيني جانتس على منافسه حزب الليكود برئاسة نتنياهو بمقعد واحد.
 
في هذا السياق، قال الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنّ تحالف "أزرق أبيض" حصل على 32 مقعدًا مقابل 31 مقعدًا لحزب الليكود، بعد فرز 93% من الأصوات.
 
ولفت الموقع إلى حصول "شاس" اليميني على تسعة مقاعد وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني على تسعة مقاعد، وحزب "يهودوت هتوراة" اليميني على ثمانية مقاعد وحزب "يمينا (إلى اليمين)" على سبعة مقاعد. 
 
في المقابل، حصل تحالف "العمل-غيشر" الوسطي على ستة مقاعد وتحالف "المعسكر الديمقراطي" الوسطي على خمسة مقاعد.
 
وتشير النتائج، وفق الصحيفة، إلى حصول حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيجدور ليبرمان على تسعة مقاعد، ويُنظر إلى الحزب باعتباره سيشكل الكفة المرجحة فيما يتعلق بتشكيل الحكومة القادمة، ولا يتم إدراج الحزب في أصوات أي من التيارين كما أنه ليس من الواضح اسم المرشح الذي سيقترحه الحزب على الرئيس لإسناده تشكيل الحكومة.
 
وأمس الأربعاء، صرح ليبرمان: "مقعد واحد من هنا أو هناك لن يغير الصورة، هناك خيار واحد فقط وهو حكومة وحدة وطنية".
 
وسبق وأن دعا وزير الدفاع السابق إلى حكومة وحدة شريطة ألا يترأسها نتنياهو.
 
ورغم الفارق الطفيف وعدم قدرة كلا المعسكرين على الانفراد بتشكيل الحكومة دون التحالف مع ليبرمان، فقد نجح تحالف "أزرق أبيض" في فرض معادلة جديدة كسرت المعادلة القائمة منذ نحو 13 سنة على هيمنة اليمين المتطرف.
 
وتنقل الصحيفة عن متابعين قولهم إنّ هذه الانتخابات التي كانت استثناءً من حيث كثافة التصويت، أظهرت وجود شرخ في المجتمع الإسرائيلي بين شق يدعم أفكار اليمين المتشدد في علاقة بتطبيق الشريعة اليهودية، وشق ليبرالي يتبنى الانفتاح وانهاء امتيازات المتدينين ويلقب هذا الشق بـ"اليساري".
 
ويقول المتابعون إنَّ المفاجأة الأثقل في هذا الاستحقاق هو المشاركة اللافتة للمواطنين العرب في إسرائيل والتي بلغت 60% فيما لم تتجاوز في الانتخابات الماضية سقف 50%.
 
ووفق آخر النتائج، فقد تحصَّلت القائمة العربية المشتركة على 13 مقعدًا في الكنيست إذ صوّت لها أكثر من 430 ألف ناخب مقارنة عشرة مقاعد فازت بها الأحزاب العربية في الانتخابات السابقة، حينما دخلت الاستحقاق بقائمتين.
 
ورغم حصول القائمة العربية المشتركة على المرتبة الثالثة بعد تحالف أزرق أبيض وحزب الليكود وهي نتيجة كانت غير متوقعة، فإنه من المستبعد جدا أن تشارك في الحكومة المقبلة، رغم فتح باب التواصل مع تحالف أزرق أبيض.
 
واعتبر رئيس "القائمة المشتركة" أيمن عودة، أمس الأربعاء، أنَّ المشاركة في حكومة وحدة تضم اليمين المتطرف غير واردة، وقال في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية: "الأمر الوارد هنا بأننا الكتلة الأكبر في المعارضة".
 
وبشأن إمكانية ترؤّس المعارضة في الكنيست، صرّح عودة: "هذا أمر غير مسبوق للمواطنين العرب، يوجد فيه الكثير من التأثير، فرئاسة المعارضة هي منصة هامة جدا للحديث للعالم عن قانون القومية، وعن القرى غير المعترف بها".
 
ولم ينف عودة في تصريح لإذاعة جيش الاحتلال فرضية ترشيح جانتس لتشكيل الحكومة، ونقلت الإذاعة عنه القول: "نريد تغيير نتنياهو، ولكن لدينا شروط سنقرر (موقفنا) وفقًا لها".
 
تجدر الإشارة إلى أنّ القائمة لم يسبق أن شاركت في أي حكومة، إلا أنها سبق لها أن دعمت حكومة أقلية من الخارج.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان