على نحو مفاجئ، أعلن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون جرينبلات مهندس "صفقة القرن" استقالته من منصبه.

وجرينبلات (52) يهودي أرثوذكسي، عين في منصبه بعد انتخاب دونالد ترامب عام 2016 رئيساً للولايات المتحدة.

وعرف جرينبلات بمواقفه المنحازة للاحتلال الإسرائيلي على طول الخط، ما حدى بالفلسطينين إلى وصفه بـ "مبعوث ترامب الصهيوني".

وسبق لجرينبلات أن وصف المستوطنات بالضفة الغربية بـ "الأحياء والمدن الإسرائيلية"، كما تهكم على الأمم المتحدة وقال إن قراراتها لن تحل النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، وزعم أن القدس "ستبقى عاصمة إسرائيل الأبدية".

وسيعود جرينبلات إلى أسرته في ولاية نيو جيرسي، لكن وفقا لمصدر رسمي في الإدارة الأمريكية، سيواصل العمل لحين إعلان خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، بعد الانتخابات الإسرائيلية" في 17 من سبتمبر الجاري.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية وعبرية عن جرينبلات قوله بحسابه على تويتر :"كان لي الشرف للعمل في البيت الأبيض لأكثر من عامين ونصف تحت قيادة الرئيس ترامب".

وأضاف "أنا ممتن لكوني كنت جزءًا من الفريق الذي صاغ رؤية للسلام. هذه الرؤية التي يمكنها تحسين حياة ملايين الإسرائيليين والفلسطينيين وغيرهم في المنطقة بشكل كبير".

القناة الـ 13" الإسرائيلية نقلت عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية لم تفصح عن هويته قوله إن سبب قرار جرينبلات يرجع إلى دوافع شخصية وعائلية فقط، مضيفاً أن المبعوث الامريكي للشرق الاوسط كان ينوي أساساً العمل لمدة عامين فقط ، لكنه ظل يعمل لمدة ثلاث سنوات تقريبًا.

وبعد رحيل جرينبلات، سيتم نقل معظم سلطاته إلى أفي بيركوفيتش، نائب جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه،كما سيتم نقل صلاحيات أخرى إلى المبعوث الأمريكي إلى إيران براين هوك وإلى سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، بحسب المصدر ذاته.

من جانبه، تطرق الرئيس الأمريكي إلى استقالة جرينبلات قائلاً على تويتر :"كان جيسون صديقاً جيدأ ومخلصاً ومحامياً ممتازاً، لن ننسى تفانيه لإسرائيل ولإنجاز اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين".

فيما علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقول :"أود أن أشكر جيسون جرينبلات على عمله المتفاني من أجل الامن والسلام، وعلى أنه لم يتررد لحظة في قول الحقيقة عن إسرائيل أمام كل منتقديها. شكراً لك جيسون".

بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي "يسرائيل كاتس":أود أن أشكر جيسون جرينبلات، على جهوده لتعزيز السلام، على صداقته القوية، والتزامه بأمن ورفاهية دولة إسرائيل وعلى العمل المشترك في تعزيز المبادرات الإقليمية. حظاً سعيداً".

في المقابل، قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين "لن يذرفوا دمعة واحدة" على استقالة جرينبلات، مضيفاً "لقد دمر (حرينبلات) مصداقةي الولايات المتحدة وقضى على عملية السلام".

بدوره، استبعد ديفيد فريدمان سفير واشنطن لدى تل أبيب في تصريح لموقع "سروجيم" العبري أن تؤثر استقالة جرينبلات على صفقة القرن.

ولا يعرف تحديداً موعد الإعلان الأمريكي عن "صفقة القرن"، إلا أنهم في البيت الأبيض ينتظرون نتائج الانتخابات التي ستجرى بإسرائيل في 17 سبتمبر الجاري، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وكان الرئيس الأمريكي صرح في 26 أغسطس الماضي في ختام قمة الدول السبع الصناعية الكبرى التي عقدت في فرنسا أنه من المحتمل الإعلان عن "صفقة القرن" قبل الانتخابات الإسرائيلية.

إلا أن جرينبلات صرح بعد يومين بالقول "قررننا عدم نشر خطة السلام أو أجزاء منها قبل الانتخابات في إسرائيل".

ويتردد أن "صفقة القرن" تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل في ملفات القدس واللاجئين وحدود عام 1967، مقابل تعويضات واستثمارات ومشاريع تنموية.

واستضافت البحرين نهاية يونيو الماضي، "مؤتمر السلام من أجل الازدهار"، الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن".

وعقد المؤتمر بمشاركة عربية رسمية محدودة، مقابل مقاطعة تامة من جانب فلسطين ودول عربية أخرى.

ومنذ ديسمبر 2017، يقاطع الفلسطينيون الإدارة الأمريكية الحالية، ويرفضون أي حوار معها رداً على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل.