على مدار سنوات مضت، تطالب قومية "السيداما" بإثيوبيا التي تعد خامس أكبر مجموعة عرقية بالبلاد بالانفصال عن إقليم "شعوب الجنوب" وإنشاء إقليم جديد تحت إدارتها قبل أن تعلن الحكومة الفيدرالية الأثيوبية ، أنها منحت أقلية سيداما الحق في إجراء استفتاء في نوفمبرعلى تقرير المصير، بغية إقامة عاشر منطقة للحكم الذاتي في البلاد.

وتتمتع الولايات الإقليمية التسع الحالية في إثيوبيا بقدر من الحكم الذاتي يمكنها من اختيار لغتها الرسمية ويمنحها سلطات محدودة على الضرائب والتعليم والصحة وإدارة الأراضي.

الإقليم العاشر في إثيوبيا

وشجعت الإصلاحات السياسية التي أدخلها رئيس الوزراء أبي أحمد منذ وصوله إلى السلطة في 2018 النشطاء السياسيين في سيداما، المدرجة حاليا ضمن الولايات التسعة، مما دفعهم إلى التعبير عن رغبتهم في إعلان إقليم جديد من جانب واحد في يوليو.

وفي الشهر ذاته، قتل ما لا يقل عن 17 شخصا في اشتباكات بين قوات الأمن ونشطاء يطالبون بالحكم الذاتي، بينما قبل زعماء آخرون من سيداما عرضا حكوميا بإجراء استفتاء خلال خمسة أشهر.

ونقلت وكالة فانا التابعة للدولة على موقعها الإلكتروني عن هيئة الانتخابات الإثيوبية قولها إن الاستفتاء الذي سيجرى في 13 نوفمبر  سيلبي مطلب أقلية سيداما في ولاية ذات حكم ذاتي.

ويكفل الدستور الإثيوبي لكل الجماعات والقوميات الإثيوبية حق التصويت على إقامة إقليم جديد إذا طلبت، ويضمن لهم حقوقا مثل جباية بعض الضرائب واختيار اللغة الرسمية لإقليمهم وإدارة قوات أمن خاصة وسن قوانين بشأن قضايا مثل التعليم وإدارة الأراضي.

والأقاليم الإثيوبية الحالية 9 أقاليم وهي (هرر، تجراي، أمهرا، أروميا، شعوب جنوب إثيوبيا، العفر، الصومال الإثيوبي، بني شنقول جومز، غامبيلا) وفي حالة منح السيداما إقليما منفصلا سيكون رقم 10.

ويسعى كذلك ما لا يقل عن ثماني جماعات عرقية في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي ويسكنها 105 ملايين شخص للحصول على حكم ذاتي.

ما هي قومية الـ"سيدما"؟

تشكل قومية "السيداما" نحو 4 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان الإقليم الذي يقدر بـ17 مليون نسمة وهي من الشعوب الكوشية (شعوب مملكة كوش).

ويمتد إقليم "شعوب جنوب إثيوبيا" جنوب البلاد متاخما لدولة كينيا، فيما تحده دولة جنوب السودان من جنوبه الغربي، وتنتهي حدود الإقليم مع إقليم غامبيلا الإثيوبي في الشمال الغرب، فيما يحاذي إقليم أوروميا من شرقه وشماله.

ويضم الإقليم أكثر من 50 قومية أبرزها (سيداما، ولايتا، الهديا، قوراقي، جامو، وسيليتا) كلها أضافت له مزيجا من التنوع في مجال الفنون والتراث والثقافة كأرض مشبعة بعادات وتقاليد قوميات عديدة.

وتمتهن "السيداما" حرفة الزراعة خاصة البن وتربية المواشي، بالإضافة إلى مهن أخرى كثيرة.

بالإضافة إلى "السيداما" تعد "الولاياتا" من أكبر القوميات في الإقليم ظلت جميعها تعيش لمئات السنين جنبا إلى جنب قبل أن تطالب السيداما بإقليم منفصل عن شعوب جنوب إثيوبيا.

ويتحدث شعب السيداما لغة "سيدامو" (لغة كوشية) وحافظوا على تراثهم الثقافي وأنظمتهم الإدارية الراسخة التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع.

وخلال اليومين الماضيين، نظم نشطاء من قومية "سيداما" مسيرات في هاواسا، عاصمة إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، وقاموا بإعلان إقليم "سيداما" في تحدٍ للحكومة الفيدرالية.

قبل أن يعلن المجلس الوطني للانتخابات في إثيوبيا (هيئة دستورية مستقلة) استعداده لإجراء استفتاء في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا؛ تلبية لمطالب قومية "السيداما" إحدى القبائل الكبرى بالانفصال وتكوين إقليم جديد، أكد مجلس الانتخابات الإثيوبي أن "الاستفتاء سيتم في غضون الإطار الزمني المنصوص عليه في المادة (47/3/ب) من الدستور التي تدعو إلى إجراء استفتاء في غضون سنة واحدة بعد تلقي الطلب".

وقال إنه "تلقى طلبا من مجلس إدارة منطقة سيداما في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا في 20 نوفمبر  2018 بإقامة إقليم منفصل لقومية السيداما".