رئيس التحرير: عادل صبري 07:43 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الأكبر في العالم.. ما حقيقة «نصب الهولوكوست» التذكاري في المغرب ؟

الأكبر في العالم.. ما حقيقة «نصب الهولوكوست» التذكاري في المغرب ؟

العرب والعالم

انشاء نصب تذكاري للهولوكوست بالمغرب

الأكبر في العالم.. ما حقيقة «نصب الهولوكوست» التذكاري في المغرب ؟

إنجي الخولي 26 أغسطس 2019 03:27

على بعد حوالي 26 كم  من مدينة مراكش.. الأول من نوعه في شمال إفريقيا.. والأكبر في العالم.. ما حقيقة النصب التذكاري للـ"هولوكوست" الذي أثار انتقاد الحقوقيون في المغرب؟.

 

في أوّل تجربة لها في شمال إفريقيا، تستعدُّ المنظّمة الألمانية "بيكسل هيلبر" لبناء أكبر نصب تذكاري للهولوكوست بالقرب من  مراكش، كما تدأبُ على "تأسيس مركز تعليمي في جنوب المغرب لتدريس أهوال المحرقة"، وفقاً لما نقلته الصّحيفة الإسرائيلية "جيروزاليم بوست".

 

و"الهولوكوست" هو مصطلح استخدم لوصف حملات حكومة ألمانيا النازية وبعض حلفائها لتصفية يهود في أوروبا عرقيا، إبان الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، حسب دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي حصلت لاحقا على تعويضات ضخمة من دول أوروبية على خلفية ذلك.

 

النصب الأكبر في العالم

 

وبدأت أعمال البناء في ورش أول نصب تذكاري للمحرقة في شمال إفريقيا في 17 يوليو الماضي، في مكان يقع على بعد 26 كيلومترا من مراكش، في اتجاه مدينة ورززات.

 

وأكّد مؤسّس ورئيس المنظمة الألمانية، أوليفي بينكوفسكي، الذي يعيش في المغرب منذ سنة 2014، لصحيفة جيروزاليم بوست، أنّ "النصب التذكاري الآخر الوحيد للهولوكوست في القارة الإفريقية موجود في جنوب إفريقيا".

 

وخلال حديثه مع موقع محلي بشأن المشروع ، بدى الناشط الألماني جد متحمس ، وأكد أنه حصل على التراخيص اللازمة لبناء هذا النصب التذكاري للهولوكوست وأنه يخطط لتوسيعه ، مما أثار التساؤلات حول كيفية موافقة الحكومة على مثل هذا المشروع.

وقال بينكوفسكي، باعتباره مؤسّس المنظمة الألمانية، التي تهدفُ إلى تعزيز حقوق الإنسان وتحارب ضد العنصرية في جميع أنحاء العالم، إنّ النّصب التذكاري موجودٌ على الطريق المؤدية إلى استوديوهات ورزازات السّينمائية، وهي منطقة تجذب الآلاف من السياح.

 

وفي تصريح نقلته الصّحيفة الإسرائيلية، أضاف مؤسّس المنظمة الألمانية: "بصفتي ألمانيا ذا جذور بولندية وخلفية ماسونية، بدأت العمل على هذا المشروع، حتى أظهر للعالم ما قد يفعله الناس بالآخرين إذا خضعوا لمنطق الدكتاتورية، مثل ألمانيا النازية في عهد أدولف هتلر".

 

وقال بينكوفسكي إن النصب التذكاري سيتكون من أكثر من 10 آلاف قطعة حجرية لتقريب الزوار من أهوال المحرقة، وأضاف: "سنضع كل بلد في العالم على صخرة حجرية على مسافة من مراكش"، متابعا أن المنظمة "تأمل أن يكون نصبنا التذكاري الأكبر في العالم".

 

أفران بيرغن ومختبر البلوك

 

وأوضح رئيس المنظمة الألمانية أنّه "سيتمُّ عرض مقاطع "الفيديو" والعروض المسرحية الحية، حتى يفهم الناس في أذهانهم وحشية المحرقة"، مبرزاً في هذا الصّدد أن "الثقافة والتبادل التاريخي أفضل البذور لزرع المحبة والتسامح بين البشر".

 

سجل بينكوفسكي أن النصب التذكاري سيضم ممثلين وغرفًا موضوعية "لتُظهر لزوارنا جميع جوانب الحياة في معسكر الاعتقال"، مضيفا: "نحن نخطط لبناء مسارات السكك الحديدية"، ومن المخطط أيضًا إحضار قطار قديم إلى النصب التذكاري.

 

وأوضح أنه يسعى إلى بناء نسخة طبق الأصل من "أفران بيرغن بيلسن"، كما يتوقع من الممثلين إعادة بناء بعض المشاهد الرهيبة التي حدثت في محارق الجثث، وفق قوله.

 

وقال بينكوفسكي: "سنعمل على الجمع بين ذلك وبين المنشآت الصوتية. وستكون داخل المبنى التذكاري غرفة مصممة لتبدو وكأنها ثكنات وتبين كيف عانى الناس بعد يوم عمل".

وأضاف: "سيكون هناك أيضًا غرفة تمثل مختبر البلوك 10 الشهير في أوشفيتز، الذي يوثق التجارب التي أجراها الأطباء النازيون على السجناء".

 

وأوضح: "هدفنا هو أخذ الناس من المدخل والسير عبر النصب التذكاري حتى النهاية في حدث فني من شأنه أن يمس قلوب الناس وليس فقط عقولهم".

 

وأشار إلى أنهم يفكرون أيضًا في شراء عقارات أخرى حول النصب التذكاري للهولوكوست، حيث يأملون في إقامة جميع الأماكن المختلفة لمعسكر الاعتقال حتى يتمكن الزوار من رؤيتهم.

 

وقال: "نعتقد أن الجيل الأصغر سنا يمكنه فهم المحرقة بشكل أفضل إذا رأوا أنها حية".

 

وأضاف: "يمكن للناس تجربة الثكنات والأجزاء المهمة من معسكر الاعتقال. إذا لم ير الناس ما حدث في المحرقة، فلن يتمكنوا من تخيل ذلك".

 

وتابع: "من المهم ... أن نظهر لأطفال المدارس وجميع الناس ما حدث، وأن نوضح أنه لا يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى".

 

وأضاف بينكوفسكي: "من الأهمية بمكان عرض مقاطع الفيديو والصوت والأشكال المسرحية الحية حتى يفهم الناس في أذهانهم وحشية المحرقة. ونأمل أن يدفع هذا النصب التذكاري للمحرقة إلى تعزيز أواصر الصداقة بين الدول الإسلامية واليهود".

 

ودعا اليهود والمسلمين في جميع أنحاء العالم "للاحتفال بهذا الحدث معنا".

 

مطالب بالتوضيح الحكومي

 

وأثار خبر المشروع ، موجة من الغضب الشعبي والرسمي وانتقادات حادة للسلطات، في وسائل الاعلام وعدد من المهتمين والحقوقيين المناهضين للتطبيع.

 

واعتبر أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، تشييد نصب تذكاري لمحرقة الهولوكوست بمراكش ، اختراقا صهيونيا للمغرب، معبرا عن إدانته الشديدة لهذا الاختراق الصهيوني، الذي بلغ مستويات غير مسبوقة بالمغرب.

 

وطالب حقوقيان مغربيان، الأحد، الحكومة بإصدار توضيح بشأن ما يتردد عن اعتزام المنظمة الألمانية بناء النصب التذكاري والمركز التعليمي لـ"الهولوكوست" قرب مدينة مراكش وسط المملكة .

 

وحث الناشط الحقوقي، حميد الوالي، عبر “فيسبوك”، الحكومة المغربية على إظهار الحقيقة في ظل التقارير الإعلامية عن إنشاء نصب تذكاري لـ”الهولوكوست”.

 

وتساءل عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع (غير حكومي): “هل أصبح المغرب ماخورا للصّهينة والدعاية الصهيونية إلى هذا الحد”.

 

وتابع هناوي على “فيسبوك” الأحد: “ترى لماذا لا يتم بناء نصب تذكاري لضحايا الإرهاب الصهيوني النازي الحقيقي على مدى أكثر من 70 عاما بحق فلسطين الأرض والإنسان والمقدسات”.

 

واستطرد: “لماذا لا يتم بناء نصب تذكاري لحارة المغاربة بالقدس، التي اغتصبها اليهود الصهاينة”.

وداعيا الحكومة المغربية إلى توضيح الأمر، تساءل هناوي مستنكرا عن “علاقة المغرب بالهولوكوست حتى يتم بناء أكبر نصب له في العالم”.

 

عمر أربيب عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عبر بدوره في تصريحات صحفية عن استغرابه لاختيار المغرب لاحتضان أكبر نصب تذكاري لما يسمى بـ"الهولوكوست"، مشيرا أن أصحاب المشروع يتحدثون عن التعذيب، في حين أن الكيان الصهيوني هو آخر من يمكن أن يتحدث عن الحماية من التعذيب والجرائم ضد الانسانية، لكونه يمارس الإبادة في حق الشعب الفلسطيني بشكل يومي، واذا كان لابد من إقامة نصب تذكاري على المستوى العالمي، فيجب أن يكون تذكار لضحايا الحروب والجرائم ضد الانسانية التي تقترف حاليا داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة بشكل مستمر.

 

بالمقابل كانت لهجة رواد مواقع التواصل الاجتماعي أكثر حدة، حيث تم توجيه اتهامات خطيرة للحكومة المغربية والسلطات، مرفوقة بتساؤلات حول الجهة التي رخصت لتشييد المشروع، و الذي يضم مجموعة من العلامات الماسونية من ابرزها علامة كبيرة تعتلي احدى بنايات النصب  والتي تمثل عند الماسونيين الإله “بافوميت” وهو يجسد الشيطان.

تجدر الإشارة إلى أنها لم تكن تتواجد معسكرات اعتقال لليهود بالمغرب، بل كان اليهود المغاربة الذين كانوا يعيشون في المملكة يتمتعون بحماية الملك محمد الخامس خلال الهولوكوست.

 

وباستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل، لا تقيم أية عاصمة عربية علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.

 

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرارا خلال الأشهر القليلة الماضية، عن إحراز تقدم في تطبيع العلاقات مع دول عربية لم يسمها.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان