رئيس التحرير: عادل صبري 12:58 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

مجاعة «محتومة» باليمن «الحزين».. من المسؤول؟

مجاعة «محتومة» باليمن «الحزين».. من المسؤول؟

العرب والعالم

أطفال يمنيون

مجاعة «محتومة» باليمن «الحزين».. من المسؤول؟

معتز بالله محمد 23 أغسطس 2019 21:00

لا يبدو أن وقوع مجاعة محتومة في اليمن بات بعيداً في ظل استمرار الحرب التي يشهدها البلد الذي سمي يوما بالسعيد، وتوقف معظم برامج الأمم المتحدة الإغاثية.

 

وفيما يشهد الجنوب اليمني اشتباكات ومعارك بدأت خلال الأسابيع الأخيرة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات وقوات الحكومة الشرعية، تبدو الأزمة الإنسانية في البلاد أكثر حدة من ذي قبل بشكل يهدد حياة ملايين المدنيين.

 

هذه المخاوف تصرخ بها حناجر منظمات حقوقية، تعالت أصواتها مؤخراً وسط ما بدا أنه عجز الأمم المتحدة عن جمع التبرعات اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية والإغاثية لليمنيين.

 

وفي هذا السياق، فتحت منظمة "إمباكت الدولية" النار على الأمم المتحدة، معتبرة أن سياساتها بشأن الدعم الإغاثي باليمن تفاقم أزمة البلد العربي الذي يواجه إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

 

وفي ورقة بحثة لها، صدرت اليوم الجمعة، رصدت المنظمة الدولية المعنية بحقوق الإنسان ما سمتها "سياسات وتوجهات مشكوك في جديتها ونجاعة أهدافها للأمم المتحدة وإدارات الدعم الإغاثي التابعة لها في اليمن".

 

وأكدت المؤسسة الدولية أن على الأمم المتحدة منح الأولوية القصوى للعمل الإغاثي وتجنب سياسات تقليص البرامج الإنسانية التي تعد حاجة ملحة للمدنيين لصالح برامج أخرى لا تمثل أولوية، إضافة إلى الحاجة لعدم ربط المساعدات الإنسانية بتوفر التمويل من المانحين فقط.

 

وأعربت المؤسسة عن قلقها البالغ حيال إعلان الأمم المتحدة مؤخراً تقليل الدعم الإغاثي في اليمن، لصالح برامج أخرى، داعية إلى عدم ربط المساعدات الإنسانية بتوفر التمويل من المانحين فقط.

 

وشددت "إمباكت" على ضرورة تمويل برامج المساعدات الأممية في اليمن "من صلب موازنة المؤسسة الدولية أولًا، لا أن يُترك ذلك لتبرعات المانحين".

 

وحذرت من مخاطر إعلان الأمم المتحدة قبل أيام بشأن احتمال إغلاق برامج إنسانية لإنقاذ أرواح المدنيين في اليمن في غضون الشهرين المقبلين بسبب نقص التمويل الدولي اللازم لذلك.

 

وأمس الأول قالت منسقة الشؤون الإنسانية المقيمة في اليمن، "ليز غراندي"، إن "البلدان المانحة لم تفِ بالتزاماتها" التي تعهدت بها لتمويل  خطة الاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن، مما أجبر الأمم المتحدة على وقف العديد من برامجها الإنسانية في الأسابيع الأخيرة.

 

وأضافت "نحن في حاجة ماسة إلى الأموال التي تم قطع وعود بتقديمها. الناس يموتون عندما لا تأتي هذه

الأموال."

 

وكانت "غراندي" تشير إلى تعهد الدول المانحة في فبراير الماضي  للأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني بتوفير مبلغ 2.6 مليار دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات العاجلة لأكثر من 20 مليون شخص يمني.

 

وكشفت المسؤولة الأممية أن ثلاثة برامج فقط من أصل 34 برنامجا إنسانيا رئيسيا للأمم المتحدة تم تمويلها للعام بأكمله، فيما أجبرت هذه البرامج على التوقف في الأسابيع الأخيرة، بينما لم تتمكن العديد من المشاريع الكبيرة، المصممة لمساعدة الأسر الفقيرة والجائعة، من أن تبدأ أعمالها.

 

ولفتت إلى أنه سيتم إغلاق 22 برنامجا منقذا للأرواح في الشهرين المقبلين، ما لم يتم تلقي التمويل بشكل عاجل.، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة  اضطرت أيضا إلى تعليق معظم حملات تحصين الأطفال في شهر مايو، وإيقاف شراء الأدوية بينما توقف الدعم المالي للآلاف من العاملين في القطاع الصحي.

 

وبتوقف الدعم ينتهي حتى قبل أن يبدأ مشروع بناء 30 مركزا جديدا للتغذية العلاجية، فيما أغلقت 14 دارا آمنة وأربعة مرافق متخصصة للصحة العقلية للنساء، بالإضافة إلى إغلاق محطة لمعالجة المياه المستخدمة لري الحقول الزراعية أبوابها في يونيو.

 

وفي هذا الصدد، تحمل "إمباكت الدولية" السعودية والإمارات "مسئولية مضاعفة" بشأن ضرورة توفير الموازنات اللازمة للأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة في تقديم الدعم الإنساني للمدنيين في اليمن.

 

وتكشف المنظمة أن السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن منذ مارس 2015 ضد "انقلاب الحوثيين" و"شريكتها" الإمارات تعهدتا بمساعدات لليمن تصل إلى 1.5 مليار.

 

إلا أن المبلغ الذي وفت به السعودية لم يتجاوز 127 مليون دولار، كما لم تدفع الإمارات لم تدفع حتى الآن سوى 16 مليون دولار فقط من المبلغ الذي تعهدت به، وفق المنظمة الدولية الحقوقية.

 

وشددت إمباكت على أنه من غير المقبول أن تتجاهل حكومات العالم الوضع في اليمن بينما يشارف ملايين على الوقوع في مجاعة محتومة، وكارثة إنسانية تهدد كافة قطاعات الدولة ومدنييها.

 

وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر 2014

.

ويدعم تحالف عسكري عربي تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات، القوات الحكومية بمواجهة الحوثيين.

 

 وأدت الحرب إلى مقتل 70 ألف شخص منذ بداية 2016، حسب تقديرات أممية منتصف يونيو 2019،  وخلفت أوضاعا إنسانية وصحية صعبة، فضلا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان