رئيس التحرير: عادل صبري 05:55 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«المختار وملك إسرائيل».. ثرثرة ترامب تثير عاصفة جدل دولية

«المختار وملك إسرائيل».. ثرثرة ترامب تثير عاصفة جدل دولية

العرب والعالم

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

«المختار وملك إسرائيل».. ثرثرة ترامب تثير عاصفة جدل دولية

إنجي الخولي 23 أغسطس 2019 04:24

 أصبح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متصدر دائم لانتقادات الإعلام الأمريكي والدولي ووسائل التواصل الاجتماعي بتعليقاته وتصريحاته وتغريداته التي لا تتوقف ليلا ولا تهدأ نهارًا.

 

فكل مرة "يدلي فيها ترامب بدلوه" يثار الجدل إلا أن تعليقات وتغريدات ترامب الأخيرة صبت الزيت على النار في الولايات المتحدة وباتت أفعال ترامب تملأ الدنيا وتشغل الناس أكثر من أي وقت مضى.

 

ففي الوقت الذي يواجه فيه ترامب، انتقادات على جبهات متعددة، من بينها تعامله مع الاقتصاد وعلاقته مع سلطة المصادر الطبيعية والتصريحات المتعلقة بولاء الديمقراطيين اليهود، وبدلا من توضيح موقفه بشكل هادئ، اختار ترامب الهجوم بشدة على الصحافة.

 

يدافع عن "ثرثرة غير مجدية"

 

في مؤتمره الصحفي الأخير في البيت الأبيض، تزاحمت الأفكار في رأسه على ما يبدو بشكل حاد، فتفوه بأمور غريبة في ظرف أقل من ساعة حوت حلقة جديدة من سلسلة تعليقات وصفت بمعادية للسامية كان قد بدأها في وقت سابق.

 

أهان رئيسة وزراء الدنمارك ولغى زيارته بدعوة الملكة، أصر مجدداً على أنه ليس عنصرياً، نفى نيته البدء بحرب تجارية مع الصين ولكنه ألمح إلى أنها "فرضت عليه" ، تحدث عن روسيا وأشاد ببوتين، وختم كل ذلك بقوله إنه "الشخص المختار" لخوض الحرب التجارية مع الصين، في وصف رأى فيه كثيرون إسقاطاً دينياً للتعبير على الواقع السياسي الذي تمر فيه الولايات المتحدة.

 

ودافع ترامب ضد فكرة أنه يثرثر في دعم إجراء فحوصات خلفية قوية لحمل البنادق، ورفض مزاعم معاداة السامية بسبب سؤاله عن ولاء اليهود، كما انتقد قادة الدنمارك لرفضهم بيعا محتملا لجزيرة غرينلاند للولايات المتحدة، وأصر على أن موقفه من الاقتصاد كان رابحاً على الرغم من علامات الركود المحتمل.

 

واستمر الجدال بين ترامب والصحافيين لمدة 40 دقيقة تقريباً، قبل رحلته إلى ولاية كنتاكي لإلقاء خطاب انتخابي، وظهر ترامب متحمساً للغاية وهو يهاجم قناة "إن بي سي" وصحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي إن إن"، وشكك في مصداقية المنافذ الإعلامية في محاولة منه لتفادي المخاوف من تعثر جدول أعماله.

 

 

واضطر ترامب للدفاع عن أجندته المحلية كذلك، مع الحديث عن قوانين الأسلحة وحالة الاقتصاد، إذ أصر على أنه كان لديه رغبة للتشريع المتعلق بضرورة إجراء خلفية لحملة السلاح في حين كانت الجماعات المؤيدة للبندقية تصر على أن التشريعات المقترحة تهدف إلى مصادرة الأسلحة المملوكة بشكل قانوني.

 

"المختار من الله"

 

وضمت تصريحاته بشأن الحرب التجارية التي يخوضها مع الصين قال ترامب أنها ليست حربه، وأن رؤساء آخرين سبقوه إلى البيت الأبيض كان يجب أن يخوضوها، لكنّه "المختار" من الله لأداء هذه المهمة.

وقال ترامب خلال المؤتمر "هذه ليست حربي التجارية. هذه حرب تجارية كان يجب أن يخوضها منذ وقت طويل رؤساء آخرون".

 

وأضاف: "أحد ما كان عليه أن يقوم بهذه المهمة"، قبل أن ينظر إلى السماء ويفتح ذراعيه قائلاً "أنا هو المختار"، مقتبساً في ذلك مصطلحاً توراتياً، وفق ما أوردت "فرانس برس".

وأعرب الرئيس الأمريكي عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة تفوز بالحرب التجارية المحتدمة مع الصين.

 

وفرض ترامب رسوماً جمركية قاسية على ما قيمته 250 مليار دولار من الواردات الصينية سنوياً، كما يعتزم فرض تعريفات جديدة على واردات بقيمة 300 مليار دولار في جولتين أخريين في 1 سبتمبر، و15 ديسمبر.

ورغم تحذير صندوق النقد الدولي من أن حرب ترامب التجارية تؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي، ومع ظهور مؤشرات على احتمال حدوث انكماش في الاقتصاد الأمريكي، لا يبدو أن الرئيس الأمريكي بصدد التخفيف من وطأة هذه الحرب.

 

 

"ملك إسرائيل "

 

ووصف ترامب نفسه بـ"ملك إسرائيل" مقتسباً التعبير "المفاجئ" عن إعلامي أمريكي عنصري مثير للجدل من أنصار نظرية المؤامرة. وشكره أيضاً على توتير!

 

يقول ترامب في تغريدته متوجهاً للإعلامي : "شكراً لك وين ألين روت على الكلمات اللطيفة جداً".

 

وينقل الكلمة التي استحقت شكره: "الرئيس ترامب هو أعظم رئيس لليهود وإسرائيل في تاريخ العالم، وليس أمريكا فقط، إنه أفضل رئيس لإسرائيل في تاريخ العالم ... والشعب اليهودي في إسرائيل يحبه، كأنه ملك إسرائيل. كأنه ظهور المسيح الثاني ... لكن اليهود الأمريكيين لا يعرفونه ولا يحبونه. إنهم لم يعودوا يعرفون ماذا يفعلون أو يقولون، هذا غير منطقي! لكن هذا جيد، إذا استمر في فعل ما يفعله، فهو جيد لكل اليهود والسود والمثليين والجميع. والأهم من ذلك، إنه جيد لكل شخص في أمريكا يريد وظيفة. " واو!.

 

وتصدر ترامب عناوين الصحف في اليوم السابق بقوله إن اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين" يفتقرون إلى المعرفة" أو يظهرون "عدم ولاء كبيرا" بينما كان ينتقد امرأتين من التيار التقدمي الديمقراطي في الكونغرس-رشيدة طليب وإلهان عمر– انتقدتا التحالف الأمريكي الإسرائيلي، وقال للصحافيين إن المزاعم بأن التعليقات معادية للسامية موجودة فقط في "رؤوسهم".

 

وقال ترامب للصحافيين أثناء مغادرته البيت الأبيض: "إذا قمت بالتصويت لصالح ديمقراطي، فأنت خائن للغاية لليهود وخائن لإسرائيل، والضعفاء فقط هم من يقولون أي شيء آخر غير ذلك".

 

فعبر يومين لم يتوقف ترامب عما اعتبره قسم كبير من الأمريكيين إهانة لليهود الأمريكيين، فما أعاده ترامب خلال مؤتمره الصحفي، كان قد صرح به في اليوم السابق في إطار معركة مستمرة بينه وبين النائبين الديمقراطيتين في الكونغرس رشيدة طليب وإلهان عمر.

 

ودعا ترامب، ولا يزال يدعو، إلى مقاطعة الديمقراطيين الذين يرى فيهم حاضنة للنائبين اللتين تحضان على مقاطعة إسرائيل واللتين منعتا مؤخراً من زيارتها بتحريض من ترامب بسبب نشاطهما المؤيد للفلسطينيين.

 

إذاً يتهم ترامب الديمقراطيين بقلة دعم اسرائيل، وبالتالي فإن اليهود الأمريكيين الذين يعتزمون التصويت لصالح الحزب المنافس في انتخابات 2020 يظهرون خيانة كبيرة لإسرائيل وللشعب اليهودي.

 

وقال ترامب خلال اجتماع في مكتبه مع الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس: "أعتقد أن أي يهودي سيصوت لصالح ديموقراطي، إما يعاني من الجهل التام أو من عدم ولاء كبير".

 

ليعود للرد على سؤال حول تهمة "الولاء" يوم الأربعاء بالقول: "لقد فعلت الكثير من الأشياء العظيمة لإسرائيل"، مشيراً إلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ومعارضته إيران.

 

وأضاف: " برأيي، لقد ابتعد الديمقراطيون عن إسرائيل، في رأيي، إذا قمت بالتصويت لصالح ديمقراطي، فأنت خائن جدًا للشعب اليهودي ولإسرائيل. والضعفاء فقط هم الذين يقولون أي شيء آخر غير ذلك ".

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها ترامب بأفعال مشابهة، ففي  أبريل الماضي أمام الاجتماع السنوي للتحالف اليهودي الجمهوري في لاس فيغاس، وعند الحديث عن نتنياهو، استخدم عبارة "رئيس وزرائكم" عوضاً عن رئيس وزراء إسرائيل.

 

انتقادات لصمت نتنياهو

 

انتقدت منظمة إسرائيلية حقوقية،  التزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الصمت حيال تصريحات ترامب، ضد اليهود.

 

وقالت حركة "السلام الآن"، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في موقع "فايسبوك"، "كنا نظن أن 24 ساعة ستكون كافية لرئيس الوزراء الإسرائيلي لإدانة إعلان الخونة، الذي أدلى به ترامب، المعادي للسامية".

 

وأضاف البيان، "بهذا التصريح؛ هاجم ترامب 80 بالمئة من اليهود في الولايات المتحدة".

 

وبنبرة تهكم اختتمت الحركة بيانها بالقول لم نتوقع أن يصبح نتنياهو فجأة قائدًا مهتمًا بشيء آخر غير بقائه بالحكم".

 

وبخلاف نتنياهو، لم يدلِ أي مسئول في الحكومة الإسرائيلية، بأي تصريحات بشأن هجوم ترامب على اليهود الأمريكيين الذين يصوتون للحزب الديمقراطي.

 

بينما تحدث الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، مع رئيسة مجلس النواب في الولايات المتحدة، نانسي بيلوسي في هذا الشأن، بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم".

 

ويعد "رئيس الدولة" في إسرائيل، منصبًا فخريًا، وهو مجرد من السلطات التنفيذية.

 

وفي اتصال هاتفي مع بيلوسي دعا ريفلين "أن تبقى إسرائيل فوق الانقسامات السياسية".

 

وأضاف "العلاقات بين دولة إسرائيل والولايات المتحدة هي علاقات وثيقة بين الأمم".

 

وأشار إلى أن "هذه الروابط تعتمد على العلاقات التاريخية، والصداقة العميقة والقوية والقيم المشتركة التي لا تنبثق من علاقات حزبية بطرف أو بآخر".

 

الثلاثاء، ذكرت صحيفة "هآرتس"، العبرية أن الغالبية من اليهود الأمريكيين يصوّتون للحزب الديمقراطي الذي حصل على قرابة 80 بالمئة من أصوات اليهود في الانتخابات النصفية للكونغرس في 2018.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان