رئيس التحرير: عادل صبري 09:28 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

في سباق بريكست.. ميركل تمنح جونسون مهلة «مشروطة» وتبحث «شبكة الأمان»

في سباق بريكست.. ميركل تمنح جونسون مهلة «مشروطة» وتبحث «شبكة الأمان»

العرب والعالم

بوريس جونوسون وأنجيلا ميركل

في سباق بريكست.. ميركل تمنح جونسون مهلة «مشروطة» وتبحث «شبكة الأمان»

إنجي الخولي 22 أغسطس 2019 03:16

في أول لقاء وجها لوجه بين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع أقوى زعيم متشدد في الاتحاد الأوروبي، وخصوصا لجهة (بريكست)، أنجيلا ميركل ، أعربت المستشارة الألمانية عن  أملها في التوصل لاتفاق خلال "30 يوما" ، وتجنب خطة "شبكة الأمان" للحدود الإيرلندية التي ترفضها لندن.

 

وأجرى جونسون محادثات على مستوى عال من الأهمية الأربعاء في برلين وهي محطته الأولى في أول زيارة خارجية منذ تسلمه منصبه في 23 يوليو الماضي.
 

 

ومن المقرر أن يسافر جونسون إلى باريس لحضور اجتماع غداء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، الذي يتخذ موقفاً أكثر حزماً من ميركل حيال ملف بريكست،  الخميس حيث يواصل محاولة إقناع الزعماء الأوروبيين بإعادة التفكير في شروط طلاق بريطانيا من الكتلة.

 

وكانت كل من برلين وباريس وبروكسل استبعدت في وقت سابق الأربعاء بشكل استباقي التحول في القضية الرئيسية من الدعم الايرلندي الذي أصر جونسون على ضرورة حذفه من أجل التوصل إلى اتفاق.

 

"شبكة الأمان"

 

وخلال القمة قدمت ميركل دعما مشروطا لجونسون ، حين قالت إن التخلي عن "الدعم الإيرلندي/ شبكة الأمان" ممكن إذا تمكنت المملكة المتحدة من التقدم ببديل عملي وقابل للتطبيق في غضون الثلاثين يومًا التالية حيث أصرت أيضًا على أن ألمانيا مستعدة للموافقة على الخروج البريطاني من دون اتفاق.

 

وقالت المستشارة الألمانية إذا كانت المملكة المتحدة تستطيع حل "لغز" بروتوكول الحدود الإيرلندي ، فستكون مستعدة للاستماع إلى المقترحات.

 

 

ورحب جونسون "بالمهلة الزمنية التي حددتها ميركل وهي 30 يومًا، حيث قال إنه يوافق على أن "المسؤولية تقع على عاتقنا لإنتاج هذه الحلول" ، كما أشار إلى أن الحكومة السابقة بقيادة تيريزا ماي قد فشلت في تحديد البدائل بشكل مناسب.

 

لكن جونسون المتحمس لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، حتى لو اقتضى الأمر بدون اتفاق، أبلغ ميركل بأن بريطانيا تريد إبرام اتفاق سريع لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن لابد من التخلي عن البند "غير

الديمقراطي" الخاص بترتيب الحدود الإيرلندية لتفادي الخروج دون اتفاق.

 

وطالب جونسون ميركل بأن يقدم الاتحاد الأوروبي تنازلات لبلاده لتمكين خروج منظم.

وأكد جونسون في رسالة الإثنين إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك معارضته لبند "شبكة الأمان" المتعلق بإيرلندا الشمالية الوارد في الاتفاق الذي توصلت إليه تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي.

 

وينص البند على أن تبقى المملكة المتحدة بأكملها ضمن "منطقة جمركية واحدة" مع الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب عدم وجود حل أفضل لنهاية المرحلة الانتقالية كما من أجل تفادي عودة حدود فعلية بين مقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية وجمهورية إيرلندا. لكن مؤيدي بريكست يرفضون ذلك.

 

واعتبر بند "شبكة الأمان" حلاً لحماية اتفاقات السلام المبرمة في 1998 في إيرلندا والتي انهت عقوداً من العنف، وكذلك للحفاظ على وحدة السوق الأوروبية.

 

 

كما اعتبر جونسون في رسالته أن بند "شبكة الأمان" "يتعارض مع الديموقراطية" متهماً الأوروبيين بمنع بلاده من اعتماد سياسة تجارية منفصلة عن الاتحاد الأوروبي.

 

وأكد الاتحاد الأوروبي أكثر من مرة أنه غير مستعد لإعادة التفاوض على اتفاق الخروج.

 

وكانت ميركل أوضحت خلال زيارة لإيسلندا الثلاثاء أنها تنتظر "حلولاً عملية" من الحكومة البريطانية لتخطي بند "شبكة الأمان"، وهي حلول لم تتمكن بريطانيا بعد من طرحها.

 

باتفاق أو بدونه
 

وجاءت هذه المواقف عندما التقى الزعيمان وجها لوجه للمرة الأولى في برلين قبل عشاء عمل مساء الأربعاء، حيث أوضح جونسون أنه جاد في إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بحلول الموعد النهائي المحدد في 31 أكتوبر الحالي مع أو بدون صفقة.

 

وقال حلفاء ميركل إن حذف الدعم سيكون "مستحيلًا تمامًا" بينما قال مساعد رئاسي فرنسي إن ماكرون يعمل الآن على الاعتقاد بأن "لا صفقة" هي السيناريو "الأرجح".

 

في غضون ذلك ، قالت دبلن إنها لن تكون "مشحونة بالبخار" فيما يتعلق بالبروتوكول الحدودي الأيرلندي حيث أصبحت بريطانيا على وشك الخروج من الاتحاد في عيد الهالوين (31 اكتوبر).

 

وقالت مصادر الحكومة: "اعتراف ميركل بأنها على استعداد للاستماع إلى البدائل الأساسية سيكون من دواعي سرور داونينغ ستريت لأن تعليقاتها تشير إلى أنه قد يكون هناك حركة بشأن القضية التي قد تفتح الطريق أمام الصفقة".

وتقول التقارير إنه على الرغم من الإحساس الجديد المحتمل بالتفاؤل في مقر 10 داونينغ ستريت فإن اتفاق مع مختلف الاطراف الاوروبية بعيد المنال بين الجانبين.

 

واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي سيكون متشككا بشدة في أن المملكة المتحدة ستكون قادرة على التوصل إلى بدائل لضمان عدم وجود عودة إلى الحدود الصعبة بين ايرلندا الشمالية ودبلن، في حالة عدم التوصل إلى اتفاق بشأن العلاقات التجارية المستقبلية.

 

التداعيات الاقتصادية
 

وفي لندن، كان مقر رئاسة الحكومة في 10 داونينغ ستريت حذر من فكرة أن تؤدي المحادثات مع ميركل وماكرون إلى تحقيق تقدم كبير.

 

وكانت المستشارة الألمانية حذرت قبل لقائها مع جونسون الأربعاء من تداعيات اقتصادية سلبية قد تنجم عن بريكست بلا اتفاق، وأعلنت ميركل أنّ تصوّر الخروج بلا اتفاق، مرفقاً بالتوتر التجاري الدولي، "سيصيبنا بصداع"، في وقت يشهد الاقتصاد الألماني صعوبات.

 

وقالت "لهذا السبب سأناقش بطبيعة الحال مع رئيس الوزراء البريطاني (...) سبل الخروج من دون الكثير من التوتر إذ يجب علينا أن نحارب من أجل نموّنا الاقتصادي".
 

 

وكتب جونسون في (تويتر)، الأربعاء "سنغادر الاتحاد الأوروبي في 31 اكتوبر لنجعل (هذا البلد) الأفضل للعيش في العالم". وأرفق التغريدة بفيديو بعنوان "رؤيتي لبريطانيا".

 

وتنتهي جولة جونسون الدبلوماسية بالمشاركة في قمة مجموعة السبع في بياريتس، حيث سيلتقي خصوصاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤيد لبريكست بدون اتفاق.

 

وكان ترامب قد أعلن أنه يتطلع "بفارغ الصبر" للقاء جونسون الذي يلقبه البعض ب"ترامب البريطاني"، علماً بأن الرجلين قد تحدثا سابقاً عبر الهاتف أكثر من مرة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان