رئيس التحرير: عادل صبري 03:57 مساءً | الاثنين 07 يوليو 2025 م | 11 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

غياب يؤذن بانتهاء دوره.. أين رئيس اليمن من صراع القوى في عدن؟

غياب يؤذن بانتهاء دوره.. أين رئيس اليمن من صراع القوى في عدن؟

العرب والعالم

هادي غائب عن الصراع في عدن

غياب يؤذن بانتهاء دوره.. أين رئيس اليمن من صراع القوى في عدن؟

إنجي الخولي 18 أغسطس 2019 02:50

شهدت اليمن خلال الفترة الماضية أحداثا متسارعة، وتغيرات عميقة في الخارطة السياسية هناك، خصوصا في عدن جنوبي البلاد في ظل سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات على عدن، والحراك السعودي تجاه الانقلاب، وهو ما أثار التساؤلات عن غياب الرئيس عبد ربه منصور هادي عن المشهد اليمني في الآونة الأخيرة.

 

ولم يسمع عن هادي المقيم في السعودية أي صوت، أو تصريح صحفي مكتوب أو متلفز، يدين فيه انقلاب عدن، في ظروف تنذر بشبح تقسيم اليمن ما بين جنوب وشمال.

 

والأحد الماضي، في ظهور يتيم، التقى الرئيس اليمني هادي، بالعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، أعرب فيه الأخير عن رفضه لانقلاب عدن.

 

وأثنى هادي على موقف الملك سلمان الرافض "للانقلاب على مؤسسات الشرعية والتأكيد على موقف المملكة الثابت الداعم للشرعية ولوحدة اليمن وأمنه واستقراره".

وكان هادي قد وصل إلى رئاسة اليمن شهر فبراير 2012 بعد انتفاضة الشعب اليمني على الرئيس السابق علي عبد الله صالح في غمرة الربيع العربي الذي غير الخارطة السياسية لكثير من الدول العربية.

 

لكنه خضع للإقامة الجبرية بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ومحاصرة القصر الرئاسي في 20 يناير 2015.

 

وقدم هادي استقالته في 22 يناير 2015 لمجلس النواب، وأجبر على توقيع اتفاقية سياسية عرفت باتفاق السلم والشراكة الوطنية مع الحوثيين التي أتاحت لهم توسيع سيطرتهم على العاصمة صنعاء.

 

بعد فراره إلى عدن في فبراير 2015، أعلن سحب استقالته، ثم حاول بسط "سيطرته" على الجيش بإقالة قائد فرع قوات الأمن الخاصة عبد الحافظ السقاف المحسوب على صالح والحوثيين، لكن الأخير رفض.

 

ولأول مرة في تاريخ اليمن، أعلنت عدن عاصمة مؤقتة بدلا عن صنعاء التي سيطر عليها الحوثي بالكامل، خصوصا بعد "فرار" هادي إلى المملكة العربية السعودية، و"تسييره" للأزمة من الرياض.

 

ويعيب متابعون على هادي كذلك، سماحه للمملكة العربية التي تقود التحالف العربي في اليمن منذ شهر مارس 2015 اتخاذ القرارات بدلا عنه.

 

عدن هادي لا تقاوم
 

في غمرة علاقات القوة والضعف، بين ما يعرف بـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" بقيادة عيدروس الزبيدي، والحكومة المعترف بها دوليا بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، سقطت عدن في أيدي الانفصاليين "دون مقاومة" وفق شهود عيان.

 

ففي الأسبوع الأول من أغسطس الجاري، أوقف تأرجح موازين القوى بين التحالف العربي الذي جاء لنجدة الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد اجتياح الحوثيين، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي استكمل السيطرة على كافة مفاصل عدن.

 

وأكدت وسائل إعلام عالمية أن سيطرة المجلس الانتقالي على عدن لم تتطلب وقتا كبيرا، فالانفصاليون وصلوا إلى القصر الرئاسي في وقت قياسي.

 

مقاطع فيديو نشرها مناصرون لحركة الانفصاليين على المنصات الاجتماعية، وثّقت "انقضاض" القوات التابعة للمجلس الانتقالي على عدن بالكامل، كما نقلت وكالة رويترز شهادات لجنود "الانتقالي" أكدوا فيها أن قواتهم لم تلق أي مقاومة.

 

وفي ظل هذه التطورات، يتردد على وسائل الإعلام اسمان على وجه الخصوص، وهما عيدروس الزبيدي، وهاني بن بريك، في ظل غياب شبه تام لاسم هادي الذي وصفه كثيرون بأنه "متردد ولم يكن قادرا على تسيير الوضع منذ البداية".

 

إذ يقول الخبير في الشئون اليمنية في مجموعة الأزمات الدولية، بيتر سالزبري، إنّ ما حدث في عدن الأسبوع الماضي شكل "ضربة حقيقية لمصداقية حكومة هادي" ، مشيرا إلى ان بقاء هادي  في الرياض "يعطي غطاء قانونيا لتدخل التحالف" في اليمن.

 

 

التحالف في خط الهجوم
 

ولا يعلم المهتمّون بمتابعة الأحداث المتسارعة في اليمن إن كان هادي نفسه وراء الحملة العاصفة التي يشنّها بعض أركان حكومته وعدد من الإعلاميين والنشطاء التابعين لهم على التحالف العربي والمجلس الانتقالي، أم أنّ الرجل عديم الحيلة يُستخدم مرّة أخرى واجهة للدفاع عن مصالح أشخاص متضرّرين وفزعين من سقوط السلطة التي كانت تصرف لهم رواتب مجزية وتوفّر لهم امتيازات كبيرة.


وتجلّى هجوم أركان حكومة هادي على التحالف العربي ومن ضمنه السعودية في اتهام مباشر خلال مقطع فيديو نشره وزير داخلية هادي أحمد الميسري وجهه للرياض قائلا إنّها صمتت لأربعة أيام حتى استكملت قوات المجلس الانتقالي السيطرة على عدن، موحيا بـ"تواطؤ" سعودي في ما حدث، فضلا عن كيل الميسري كما هائلا من الاتهامات لدولة الإمارات العربية المتحدة.

 

وأضاف الميسري قائلا: " السعودية لم تكن موفقة في صمتها المريب عما حدث ويحدث في عدن، كما انتقد السعودية على صمتها 4 أيام، "وشريكنا في التحالف (الإمارات) يذبحنا من الوريد إلى الوريد".
 

ويرى الباحث في معهد "تشاتام هاوس" فارع المسلمي أن هادي الذي فر من عدن ويقيم حاليا في السعودية هو رئيس "غائب عن الواقع وغائب عن الأرض" ، بحسب "الحرة".

 

وأشار المسلمي إلى أن الحكومة اليمنية تمر حاليا "بتفتت غير مسبوق" في ظل غياب الرئيس هادي عن الساحة، ورغبة الانفصاليين بتحويل سيطرتهم العسكرية في عدن إلى "واقع سياسي" وكل ذلك وفقه، نتيجة لنجاحهم في تقويض سلطة هادي.

 

الحوثي : هادي فقد الشرعية
 

ومن جانبه، هاجم زعيم جماعة "أنصار الله" في اليمن، عبد الملك الحوثي، السبت، هادي، واعتبر أن شرعيته "وهمية".
 

وقال الحوثي في تصريحات مباشرة بثتها قناة المسييرة التابعة لجماعته، مهاجما هادي: "الإمارات تعطي الإذن له بالدخول إلى عدن وتحدد له تحركه هناك".


ووصف الدول المنضوية تحت التحالف العربي في اليمن "دول العدوان"، وقال إنها "سعت لربط مصير الشعب اليمني بعدن عاصمة مؤقتة مع أنهم يدركون أن الوضع هناك مقلق".

 

وعلق كذلك على أزمة عدن، بالقول: "البيئة في عدن مليئة بالصراعات والتباينات والخلافات ذات الطابع المناطقي".
 

وتساءل الحوثي: "كيف يمكن أن تكون عدن ركيزة للوضع الاقتصادي في البلاد وهي تعيش هذه الأزمات والمشاكل؟".

 

 وعن هجوم الحوثيين الأخير، قال إن "عملية سلاح الجو المسير التي نفذت اليوم على منشآت حيوية سعودية، هي أكبر عملية" تستهدف ما وصفه بـ"تحالف العدوان" منذ بداية الحرب اليمنية.

 

وأوضح الحوثي في الكلمة المتلفزة، أن مصفاة الشيبة السعودية، تقع في حقل نفطي قرب حدود المملكة مع الإمارات وتبعد مسافة 1100 كم من أقرب نقطة حدودية مع اليمن.

 

وتابع الحوثي قائلا: "إن عملية سلاح الجو المسير اليوم درس مشترك وإنذار مهم للإمارات".

 

وأضاف: "إن مصفاة الشيبة تعتبر من أكبر مصافي النفط بالنسبة للنظام السعودي، ولديها مخزون نفطي هائل، وأكدنا سابقا أن عملياتنا ستتركز على الضرع الحلوب الذي يعتمد عليه الأمريكيون".

 

وتابع زعيم أنصار الله: "في العام الخامس يتلقى تحالف العدوان الضربات الأكبر والصفعات القوية واللكمات القاتلة نتيجة لاستمراره في هذا العدوان الغاشم، وعملية سلاح الجو المسير التي سميت بعملية توازن الردع تحمل رسائل مهمة لقوى العدوان".

 

وسبق أن أعلنت جماعة "أنصار الله"، في وقت سابق من صباح السبت، استهداف حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي السعودية على الحدود مع الإمارات بـ10 طائرات مُسيرة.

 

كما نفى المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، انسحاب قواته من المعسكرات والمواقع الحيوية في العاصمة المؤقتة عدن، منوها إلى أن الانسحاب جرى فقط من بعض المرافق الخدمية.

 

يأتي ذلك عقب إعلان التحالف العربي بقيادة الجارة السعودية، أن قوات المجلس الانتقالي الانفصالي بدأت الانسحاب من مواقع الحكومة الشرعية في عدن والعودة إلى مواقعها السابقة، استجابة لدعوات التحالف.

 

وقبل نحو أسبوع، سيطرت قوات تابعة للانتقالي الجنوبي، على ألوية ومعسكرات تابعة للحكومة الشرعية، بعد معارك بين الطرفين انتهت بالسيطرة على القصر الرئاسي، وهو ما اعتبرته الحكومة "انقلابا كاملا" على الشرعية في عدن، داعية إلى انسحاب قوات الانتقالي قبل أي حوار.

 

وخلفت المعارك نحو 40 قتيلا من المدنيين فضلا عن أكثر من 200 جريح، بحسب الأمم المتحدة، فيما لم يعلن أي من الطرفين عن القتلى والجرحى في صفوف قواته.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان