رئيس التحرير: عادل صبري 04:25 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

جرينلاند حلم رؤساء أمريكا.. ما سر رغبة ترامب في شرائها ولماذا ترفض الدنمارك؟

جرينلاند حلم رؤساء أمريكا.. ما سر رغبة ترامب في شرائها ولماذا ترفض الدنمارك؟

العرب والعالم

جزيرة جرينلاند

جرينلاند حلم رؤساء أمريكا.. ما سر رغبة ترامب في شرائها ولماذا ترفض الدنمارك؟

إنجي الخولي 18 أغسطس 2019 02:05

 جزيرة جرينلاند.. مكان مرتبط بحلم امتلاكها من قبل الرؤساء الأمريكيين، آخرهم الرئيس دونالد ترامب، الذي أثارت تصريحاته حول رغبته في شراء الجزيرة جدلا واسعا على الساحة السياسية، بعد انتشار الخبر عبر وسائل الإعلام العالمية بسرعة البرق .

 

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يحاول فيها رئيس أمريكي شراء الجزيرة، ففي عام 1946 حاول الرئيس الأمريكي "هاري ترومان" شراءها من الدنمارك مقابل 100 مليون دولار، لكن رُفض طلبه، واليوم سارع كبار السياسيين في الدنمارك وجرينلاند إلى السخرية من فكرة ترامب.

 

 فكرة ترامب ليست الأولى من نوعها، ففي العام 1946، حاول الرئيس الأمريكي هاري ترومان شراء جرينلاند من الدنمارك مقابل 100 مليون دولار ولكن تم رفض طلبه.
 

 

"رئيس خارج الزمان"

 

"تفكير دونالد ترامب في شراء جرينلاند، يظهر أن الرئيس يعيش "خارج الزمان" ويغمض عينيه عن القوانين الدولية الحالية، حتى إن لم يبتعد الأمر تماما عن تاريخ من التطلعات الأمريكية صوب الجزيرة العملاقة".. هذا ما كشفته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

 

وكانت تقارير ذكرت أن الرئيس الأمريكى أبدى "اهتمامه" بشراء جرينلاند، التي تعد أكبر جزيرة في العالم من الدنمارك، وأشارت إلى أنه طلب من مساعديه استكشاف هذا الاحتمال.

 

وحاول مراقبون عبثا إجراء تقييم عقاري لأرض تقدر مساحتها بحوالي مساحة 1305178 كيلومتر مربع على موقع "زيلو" للتقييم العقاري، وفقا لما ذكرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

 

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مستشارَين (لم تسمهما) قولهما، إن ترامب سألهما رفقة مستشارين آخرين خلال نقاشات عابرة، عما إذا كان أي تحرك من هذا القبيل ممكنا، وأضافا أن الرئيس الأمريكي كان يتابع باهتمام الحديث عن موارد جرينلاند وأهميتها الجيوسياسية.
 

وأبدى عدد من المستشارين دعمهم للخطوة على اعتبار أنها "مجدية اقتصاديا"، وفق ما نسبته وول ستريت جورنال للمصدرين، فيما اعتبرها آخرون مجرد فكرة تحظى بإعجاب ترامب.

 

وأشارت صحيفة " الجارديان" إلى أنه من غير الواضح، كيف تتمكن الولايات المتحدة من شراء جرينلاند، التابعة للدانمارك، والتي تتمتع بحكم ذاتي؟.

 

وقالت "فورين بوليسي" إن الولايات المتحدة في الماضي حصلت على أراضيها عن طريق شرائها، مثل الاستحواذ على ولاية لويزيانا من فرنسا، وكاليفورنيا من المكسيك.

 

واستعرضت المجلة في تقرير بعنوان " الإمبرياليون الأمريكيون كانوا يحلمون دوما بجزيرة جرينلاند" المحاولات الأميركية للسيطرة على الجزيرة، وقالت إن التاريخ شهد محاولتين أميركيتين "تتصفان بالجدية" لشراء الجزيرة.

السياسيون الدنماركيون يسخرون

 

وجاء رد الدنمارك بسخرية وبأعصاب باردة موضحين أن الجزيرة وسكانها ليست للبيع، فيما اعتبر بعض الساسة فكرة

ترامب "سخيفة جدا".
 

وسخر سياسيون دنماركيون من فكرة بيع جزيرة جرينلاند للولايات المتحدة .

 

 ويزور ترامب كوبنهاجن في سبتمبر، وستكون المنطقة الواقعة في القطب الشمالي على جدول الأعمال خلال اجتماعات مع رئيسي وزراء الدنمارك وجرينلاند.

 

 ورد رئيس الوزراء الدنماركي السابق لارس لوكه راسموسن على تصريحات ترامب عبر تويتر "لا بد أنها كذبة أبريل. جاءت في غير موعدها تماما"، وفق "رويترز".

 

 وكانت تقارير قالت، إن بعض المستشارين في البيت الأبيض تعاملوا مع الفكرة كمزحة، لكن آخرين نظروا إليها على نحو أكثر جدية.

 

وقال سورين إسبيرسن المتحدث باسم الشئون الخارجية لحزب الشعب الدنماركي لهيئة دي.آر الإذاعية "إذا كان يفكر حقا في ذلك فهذا دليل أخير على أنه فقد صوابه".
 

 وأضاف "فكرة أن تبيع الدنمارك 50 ألف مواطن للولايات المتحدة هي فكرة سخيفة تماما".

 

ورفضت أيضا الفكرة أجا شيمنيتز لارسن، واحدة من العضوين الاثنين المنتخبين في البرلمان الدنماركي عن جرينلاند. وكتبت لارسن عبر صفحتها على "تويتر": "لا شكرا لترامب شراء جرينلاند! على النقيض من ذلك، يجب أن تكون شراكة أفضل وأكثر مساواة مع الدنمارك الطريق أمام جرينلاند للمضي قدما، وهي أقوى وأكثر استقلالية على المدى الطويل".
 

 

وأشار مارتن ليدجارد، المتحدث باسم الشئون الخارجية بالحزب الليبرالي الاجتماعي الدنماركي، الذي يدعم حكومة الأقلية في الدنمارك، إلى رغبة ترامب بأنها مزحة. وكتب ليدجارد عبر "تويتر": "ترامب يشتري جرينلاند؟! آمل أن تكون مزحة، وإلا فهي فكرة مروعة في ظل خطورة عسكرة جرينلاند، واستقلال أقل لشعب جرينلاند - إضافة إلى أنها خسارة كبيرة للدنمارك".
 

من جانب آخر، قال سفير الولايات المتحدة السابق في الدنمارك روفوس جيفورد على تويتر "يا إلهي. كشخص يحب جرينلاند وزار كل ركن فيها تسع مرات ويحب الناس.. هذه كارثة كاملة وشاملة".

 

وبعيدًا عن إمكانية بيع الجزيرة ، ما الذي يراه الرئيس الأمريكي مهما في جرينلاند؟

 

الموقع الإستراتيجي

 

تكتسب جرينلاند اهتمام القوى العالمية بما في ذلك الصين وروسيا والولايات المتحدة بسبب موقعها الاستراتيجي ومواردها المعدنية.

 

وتعد جزيرة جرينلاند الأكبر في العالم، حيث تبلغ مساحتها 2.2 مليون كيلومترا مربعا، نحو 1.7 مليون منها مغطاة بالجليد.
 

ولطالما اعتبرت الولايات المتحدة جرينلاند موقعًا استراتيجيًا للأهداف العسكرية، لأنها تقع على بعد أقل من 2000 كيلومتر من القطب الشمالي، وتوفر قاعدة ثول الجوية الواقعة على الساحل الشمالي الغربي للجزيرة تحذيرات بالصواريخ ومراقبة الفضاء والتحكم في الفضاء.

 

المجال الجوي للجزيرة يمثل كذلك أهمية استراتيجية سواء بالنسبة للجيش وأيضا للرحلات التجارية، خاصة وأن النشاط الجوي الروسي سجل تزايدا ملحوظا في ما يتسبب في قلق كبير للدنمرك.

 

الثروات الباطنية تحت الجليد
 

تسببت موجات الحر المرتفعة التي طالت البلدان الأوروبية خلال هذه الصائفة في إثارة قلق شديد لدى علماء جرينلاند. فالهواء الدافئ الذي ينبعث من أوروبا ومياه البحار الأكثر دفئًا يسبب في تحطم قطع الجليد وذوبانها بمعدلات تنذر بالخطر.

 

وفي الآونة الأخيرة، حلق علماء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا فوق جزيرة جرينلاند وألقوا أجهزة رصد لتقصي الحقائق حول ما يجري بالتحديد هناك، في حين سجل الباحثون في مختلف المناطق تغييرات ملحوظة.

 

ومع ذوبان الجليد في الجزيرة، أصبحت الكميات الهائلة من المعادن وموارد الطاقة في الجزيرة التي يُعتقد أنها تشمل الحديد الخام والرصاص والزنك والماس والذهب والنحاس واليورانيوم والنفط في متناول الجميع أكثر من أي وقت مضى.
 

ويريد السياسيون المحليون استغلال هذه الموارد مع التركيز على الاستقلال التام عن الدنمارك التي تدعم جرينلاند اقتصاديًا وهذا ما يؤكد أن الدنمارك لن تفكر إطلاقا في التخلي عن جرينلاند.
 

وتساهم الدنمارك بثلثي ميزانية جرينلاند، بينما يساهم نشاط الصيد البحري في تمويل بقية الميزانية.

 

وتجذب الثروات المحتملة من غاز ونفط ومعادن الشركات العاملة في هذه المجالات إلى الجزيرة.

 

وتتمتع الجزيرة بنهار دائم لشهرين في العام، ويغطي الجليد نحو 80 في المئة من مساحتها.


وملكة الدنمارك مارجريت الثانية هي رأس الدولة بينما رئيس الحكومة المحلية هو كيم كيلسين الذي يتولى المنصب منذ عام 2014، وهو ضابط شرطة سابق.

 

محطات مهمة في تاريخ جرينلاند

 

982 - اكتشف النرويجي إريك الأحمر جرينلاند وأطلق عليها هذا الاسم الذي يعني الأرض الخضراء ليجعلها أكثر جاذبية، وفي عام 986 عاد ومعه مستوطنون ولكن بحلول عام 1600 لم يبق فيها سوى الإسكيمو.
 

1721 - أقيمت أول مستوطنة دنماركية جديدة قرب العاصمة الحالية نوك ، بحسب " بي بي سي".


1940 - احتل الألمان الدنمارك ففرضت الولايات المتحدة حمايتها على جرينلاند طوال مدة الحرب.


1953 - أصبحت جرينلاند رسميا جزءا من أراضي المملكة الدنماركية.


1979 - حصلت جرينلاند على الحكم الذاتي بعد استفتاء بهذا الشأن.


1999 - أصدرت المحكمة العليا في الدنمارك حكما بأنه تم إبعاد الإسكيمو عن أراضيهم في الشمال بشكل غير مشروع عام 1953 لتوسيع القاعدة الأمريكية في ثول، ولكنهم لم يمنحوا حق العودة.


2008 - صوت أهالي جرينلاند في استفتاء لصالح المزيد من الحكم الذاتي، والمزيد من السيطرة على موارد الطاقة ومنح لغة الكالاليسوت أو لغة جرينلاند الغربية وضع اللغة الرسمية بدلا من الدنماركية.


2010 - أكدت الدراسات أن جليد جرينلاند يذوب بمعدلات أسرع مما يرفع مستوى البحار والمحيطات.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان