رئيس التحرير: عادل صبري 02:37 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

مع توسع الاشتباكات.. هذه هي القوى المسيطرة على عدن في عيد الأضحى

مع توسع الاشتباكات.. هذه هي القوى المسيطرة على عدن في عيد الأضحى

العرب والعالم

الوضع في عدن

مع توسع الاشتباكات.. هذه هي القوى المسيطرة على عدن في عيد الأضحى

إنجي الخولي 10 أغسطس 2019 06:00

تتواصل الاشتباكات العنيفة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن لليوم الثالث على التوالي، بين قوات الحماية الرئاسية التابعة للحكومة الشرعية اليمنية، وقوات أمنية موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، في الوقت الذي ارتفعت فيه الدعوات الدولية لوقف الأعمال العسكرية والعودة إلى الهدوء والتمسك بالحوار خلال عيد الأضحى المبارك.

 

وتوسعت الجمعة رقعة الاشتباكات، شاملة مديريات أخرى في الأجزاء الشمالية والغربية من عدن، وارتفعت كلفتها الإنسانية والمادية، دون أن ترجح كفة أحد الطرفين على حساب الآخر.

 

وأكدت مصادر أمنية وطبية سقوط قتلى وجرحى في المواجهات الدائرة في محيط معسكر اللواء الرابع، حماية رئاسية، بمنطقة اللحوم بمديرية دار سعد، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة من جراء استخدام السلاح الثقيل، فيما اتسعت رقعة الاشتباكات في مديرية خور مكسر.

 

ونقلت رويترز عن مصادر طبية يوم الجمعة إن ثمانية مدنيين على الأقل قُتلوا في عدن  في غمرة العمليات العسكرية المتصاعدة في المدينة.

 

سقوط اللواء الرابع

 

واعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، هاني بن بريك، السبت، السيطرة على مقر اللواء الرابع حماية رئاسية التابع للجيش اليمني، في العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن.

 

وقال ابن بريك في تغريدة على "تويتر": "سقط اللواء الرابع حماية إرهابية وستسقط معسكرات الإرهاب واحدا تلو الآخر".

 

وأضاف: "لم نستخدم أي سلاح ثقيل، ودبابات الشعب الجنوبي ما زالت في ثكناتها لسنا بحاجة لها وخوفا على المدنيين".

وذكر أن قوات المجلس أسرت عددا من مقاتلي اللواء الرابع، مضيفا أنه "سيتم معاملتهم معاملة كريمة".

 

وأشار إلى "أن التوجيهات العليا بتأمين كل من يرمي سلاحه".

 

 

دعوات دولية للهدوء

 

وفي بيان، دعا أمين عام الأمم المتحدة أطراف الصراع "للدخول في حوار شامل لحل الخلافات وبحث تخفيف المخاوف المشروعة لجميع اليمنيين ".

 

كما دعت الجامعة العربية، في بيان صادر عنها الجمعة، جميع أطراف النزاع في اليمن إلى التهدئة، مع استمرار التوتر في مدينة عدن، عاصمة البلاد المؤقتة.

 

وطالبت "جميع الأطراف بالتهدئة والانخراط الجدي في حوار مسئول من أجل إنهاء الخلافات، والعمل معًا من أجل ضمان عودة الشرعية إلى البلاد، وإنهاء معاناة الشعب اليمني والحفاظ على وحدة البلاد".

 

وتأمل القوي الدولية في بدء الأطراف المتصارعة في الحوار لوقف الاشتباكات خلال عيد الأضحى المبارك، لتخفيف معاناة الشعب .

 

 الرئاسية تدعو للهدنة والانتقالي ينفي

 

ونقل موقع صحيفة "عدن الغد"، عن مصادر مطلعة، إن "قيادة اللواء الأول حماية رئاسية اتفقت مع قيادة معسكر 20 التابع للانتقالي على إيقاف الاشتباكات في منطقة كريتر".

 

ووفقا للمصادر، "تلزم التهدئة كل طرف بالبقاء في موقعه لحين ترتيب الأوضاع في باقي مديريات عدن"، مشيرة إلى "أن القوات الإماراتية ستقوم بمراقبة التهدئة بين الطرفين".

 

في الأثناء، نفى القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي، وجود أي هدنة مع الجيش اليمني.

 

وقال العولقي، وهو عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في تغريدة على "تويتر": "لا صحة لما ينشر عن هدنة أو اتفاق".

 

وأضاف: "هناك انكسارات مستمرة لمليشيات الحرس في عدة مواقع بكريتر ودار سعد والعريش وتعزيزات للقوات الجنوبية في تلك المناطق".

 

وتابع: "90 بالمئة من الخارطة الميدانية بعدن مستقرة ومؤمنة تماما من قبل القوات الجنوبية بما فيها المطار والموانئ والمنافذ البرية".

 

خريطة السيطرة في عدن‎‎

 

بدأت المواجهات بالاندلاع، الأربعاء الماضي، بعد أن شيّع آلاف الجنوبيين جثامين القيادي الأمني منير اليافعي وعدد من القتلى الذين قضوا ضحية الهجوم الصاروخي الذي استهدف معسكر "الجلاء" التابع لقوات الحزام الأمني، الخميس الماضي، وأعلنت ميليشيات الحوثيين تبنيها لهذا الهجوم، إلا أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلة بنائب رئيس المجلس هاني بن بريك، كشف عن "وقوف حزب الإصلاح اليمني – ذراع الإخوان المسلمين في اليمن- والحكومة الشرعية، خلف ذلك الاستهداف، عبر تزويد الحوثيين بالمعلومات والإحداثيات الاستخباراتية".

وتشهد مدينة كريتر (عدن القديمة) سيطرة لقوات الحرس الرئاسي على محيط القصر الرئاسي بمنطقة معاشيق، ممتدة إلى أجزاء من شارع "الملكة أروي" في الشمال الشرقي من المدينة والمدخل الجنوبي لكريتر، وصولًا إلى مديرية خور مكسر، إضافة إلى شارع البنك المركزي اليمني، والأحياء المحيطة به، امتدادًا إلى مدخل سوق المدينة المقابل للبنك الأهلي اليمني، المعروف بشارع المتحف الحربي.

 

في المقابل، تسيطر القوات الأمنية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي على الأحياء الداخلية من المدينة وصولًا إلى الأجزاء الشمالية والغربية من مدينة كريتر وأسواقها التجارية، وسط انتشار لعرباتها العسكرية، وتواصل الاشتباكات على نحو متفرق ومتقطع في أجزاء متعددة من المدينة.

 

وتقدمت قوات الحماية الرئاسية الجمعة إلى أجزاء واسعة من أحياء المدينة، بعد مواجهات ضد القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، واستمرت في تقدمها إلى فترة ما بعد الظهيرة، قبل أن تعود إلى الانكفاء والانتشار في الأحياء المحيطة بمنطقة معاشيق ومقر البنك المركزي اليمني.

 

وخاضت قوات الطرفين مواجهات عنيفة في شوارع المدينة، استُخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، طوال الساعات الماضية من يوم الجمعة، سقط على إثرها قتلى وجرحى من الطرفين، لم تعرف أعدادهم الدقيقة، في حين أصيب مواطنان بجروح.

وتعيش مدينة كريتر أوضاعًا إنسانية صعبة أحدثتها المواجهات المستمرة من الأربعاء الماضي، إذ يعيش سكانها حصارًا خانقًا فاقمه انقطاع المياه وانقطاع الكهرباء عن بعض الأحياء الشرقية من المدينة، وإغلاق شبه كلي للمحلات التجارية، وسط هلع الأهالي ومحاولتهم التزود بكميات من المواد الغذائية من المحلات المفتوحة.

 

وتعدّ مدينة كريتر أهم المناطق الاستراتيجية لقوات الحماية الرئاسية، نظرًا لوقوع القصر الرئاسي ومقر الحكومة اليمنية فيها، بمنطقة معاشيق جنوبي المدينة.

 

وإلى الشرق من مدينة كريتر، دارت مواجهات عنيفة الخميس، بين قوات الحماية الرئاسية (اللواء الثالث) بمشاركة من قوات اللواء 39 مدرع من جهة، وقوات اللواء الأول مشاة التابع لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، استخدمت فيها القوات الموالية للحكومة الشرعية قذائف الدبابات والمدفعية، في استهدافها لمعسكر اللواء الأول مشاة.

 

وتشير مصادر محلية في مدينة خور مكسر إلى أن اللواء الثالث حماية رئاسية بات يسيطر ناريًا فقط على مقر اللواء الأول مشاة، بعد مواجهات عنيفة ومستمرة شهدتها المدينة حتى ساعات الصباح الأولى ليوم الجمعة بين اللواءين اللذين يفصل بينها جبل.

 

ومنذ ساعات المساء الأولى ليوم الجمعة، تبدو السيطرة على مدينة خور مكسر متقاسمة بين الطرفين، مع تراجع لحدة المواجهات التي كانت عليها الساعات الماضية، إذ تسيطر القوات الموالية للحكومة الشرعية على الطريق الممتد على ساحل أبين، الرابط بين مديريتي خور مكسر وكريتر من الجهة الجنوبية والشرقية، في حين تنتشر القوات الموالية للانتقالي الجنوبي في الأحياء الغربية الشمالية من المدينة.

وحتى اللحظة، تبدو الأمور في مطار عدن غامضة، إذ تحيط به قوات موالية للحكومة الشرعية ممثلة بلواء الدفاع الساحلي، واللواء 39 مدرع، من جهتي الشرق والشمال الشرقي، دون سيطرة فعلية على الجهة الشمالية الغربية منه، التي تنتشر فيها قوات من الحزام الأمني الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وخلال المواجهات، تأثرت خزانات المياه الممونة لمديريات: كريتر، خور مكسر، المعلا والتواهي، بعد تعرض محطة ”البرزخ“ لقصف مدفعي من قوات اللواء 39 مدرع، أثناء عمليات استهدافه لمعسكر اللواء الأول مشاة، التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، ما أدى إلى توقف المياه في المديريات الأربع.

 

وقال مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن، فتحي السقاف، في تصريح موزع على وسائل الإعلام المحلية: إن عمال المؤسسة ”لم يستطيعوا الدخول إلى محطة البرزخ، عصر اليوم، بسبب الوضع الأمني، وسيستمر توقف الماء عن المديريات الأربع، علمًا أن المديريات الأخرى مستمر فيها تموين المياه وهناك اتفاق مبدئي مع الصليب الأحمر لنقل العمال بسيارتهم وإدخالهم إلى محطة البرزخ، غدًا صباحًا“.

 

ووصلت المواجهات الجمعة إلى مديرية دار سعد، شمالي العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، إذ تبادل اللواء الرابع حماية رئاسية، ولواء النقل الموالي للشرعية، القصف المدفعي مع قوات اللواء الخامس التابع لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المرابط في الأطراف الجنوبية من محافظة لحج.

 

وتمكنت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من السيطرة على المعسكر، فجر السبت، بحسب مصادر محلية.

 

وذكر سكان محليون في مدينة دار سعد أن القصف المتبادل أسفر عن قتلى وجرحى من المدنيين، في حين سقطت إحدى القذائف في محيط بنك الإنشاء والتعمير بمديرية الشيخ عثمان، المتاخمة لمديرية دار سعد.

 

وفي الجانب الغربي من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، تشهد مديرية البريقة هدوءًا بعد اشتباكات عنيفة خاضتها قوات الحزام الأمني مع قوات حماية المنشآت، مساء الخميس، في محيط مصافي عدن، وانتهت بتأمين قوات الحزام لمصفاة عدن، وسط تحذيرات من تضرر خزانات الوقود داخل المصافي من المواجهات، وتسببها في اشتعال آلاف الأطنان من الوقود.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان