يدفع ملايين اليمنيين كلفةً لا تضاهيها كلفةً، جرّاء الحرب التي استعرت منذ صيف 2014، عندما انقلبت المليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية، ثم انضم للحرب تحالفٌ تقوده السعودية في العام التالي.
الحرب المستعرة تسبّبت في تفشي الكثير من الأمراض القاتلة، وحديثًا كشفت وسائل إعلام يمنية عن تفشي مرض الدفتيريا.
تقارير محلية أشارت إلى وفاة أكثر من 200 طفل في مناطق سيطرة الانقلابيين،
والدفتيريا عدوى تُسبِّبها بكتيريا الخُنَّاق الوتدية، وعادةً ما تبدأ علاماتها وأعراضها بعد يومين إلى خمسة أيام من التعرّض للبكتيريا المسببة لها وتتراوح حدتهما بين خفيفة ووخيمة، وغالباً ما تظهر الأعراض تدريجياً وتبدأ بالتهاب في الحلق وحمى.
وفي الحالات الوخيمة، تُنتج هذه البكتيريا سُمّاً (ذِيفاناً) يُحدث لَطْخة سميكة رمادية أو بيضاء اللون في مؤخرة الحلق، ويمكن لهذه اللطخة أن تسدّ مجرى الهواء فيصعب التنفس أو البلع، كما يمكن أن تسبب سُعالاً نُباحياً، وقد يتورّم العُنق لأسباب منها تضخّم العقد اللمفية.
وقد يصل السم أيضاً إلى مجرى الدم فيسبب مضاعفات قد تشمل التهاب عضلة القلب وتلفها والتهاب الأعصاب وحدوث مشكلات كُلويّة ومشكلات نزفية نظراً لانخفاض عدد الصفائح الدموية، وقد يُسبِّب تلف عضلات القلب اضطراب ضرباته، بينما قد يؤدي التهاب الأعصاب إلى الإصابة بالشلل.
ونال القطاع الصحي قسطًا كبيرًا من الأضرار على إثر الحرب المستعرة حاليًّا التي أدّت إلى تفشي الكثير من الأمراض القاتلة لا سيّما مرض الكوليرا.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن إجمالي عدد حالات الإصابة والاشتباه بالإصابة بوباء الكوليرا في اليمن منذ مطلع 2019 وحتى يوليو الماضي، بلغ أكثر من 460 ألف شخص، وتوفي منهم 705 أشخاص، كما أن أكثر من نصف المرافق الصحية في اليمن باتت خارج الخدمة من جراء الحرب.
وكانت دراسة تقييمية جديدة أجرتها المجلة الطبية البريطانية "BMJ"، قد أرجعت أسباب استمرار تفشي وباء الكوليرا في اليمن، إلى قصور في استراتيجية الاستجابة التي أعدها القائمون على مكافحته.
وقالت المجلة في تقريرها الذي صدر في 16 يوليو الجاري، إنّ فريقها أجرى مراجعة للأدبيات الخاصة بتوجيهات الكوليرا العالمية وتلك الخاصة باليمن، إذ قام بفحص بيانات وتقارير المراقبة حول موجة التفشي الأولى والثانية خلال الفترة من 28 سبتمبر 2016 حتى 12 مارس 2018، واكتشف أنّ استراتيجية الاستجابة الصحية كانت مركزة على الأزمة تماماً، وعلى المرافق الصحية العاملة فقط، على الرغم من أن نصف المرافق الصحية في البلاد لا تعمل منذ بدء الحرب.
واعتبر التقرير أنَّ الاستراتيجية تجاهلت بعض الإجراءات الفاعلة التي كانت ستسهم في الحد من انتشار الكوليرا، مثل حملات التطعيم الوقائية، الأمر الذي قلل الاستجابة في المناطق التي يصعب الوصول إليها.