بعد أكثر من 100 يوم من القتال والمعارك الضارية بين حكومة الوفاق الليبية وقوات الجنرال خليفة حفتر، بعد هجوم الأخير على طرابلس مطلع أبريل الماضي، ها هي الأزمة ربما تتجه للحل السياسي.
الحل السياسي طرحه رئيس حكومة الوفاق فايز السراج المعترف بها دوليا، والذي أبلغ قبل ساعات رئيسَ بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة، شروط استئناف العملية السياسية في البلاد، والتي تجمدت منذ هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس.
وقال بيان صادر عن حكومة الوفاق، إن السراج استقبل بمقر إقامته في العاصمة التونسية، مساء السبت، رئيس بعثة الأمم المتحدة غسان سلامة؛ حيث تناول الاجتماع الذي عُقد على هامش مشاركته في تشييع جنازة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، "جهود البعثة الأممية لوقف العُدوان على طرابلس، واستئناف العملية السياسية".
وأكد السراج خلال الاجتماع، أن استئناف العملية السياسية في ليبيا "مرهون بانسحاب القوات المعتدية وعودتها من حيث أتت"، مجدداً تأكيد "ضرورة وجود قواعد جديدة لهذه العملية، تأخذ في الاعتبار المعطيات التي أفرزها العُدوان" على طرابلس، دون تقديم توضيحات بهذا الصدد.
من جانبه، جدد سلامة "تأكيد أن لا حل عسكرياً للأزمة الليبية، وأنه لا بديل عن الحل السياسي".
كما جدد إدانة الأمم المتحدة الهجمات كافةً التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية، والتي تشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وبعد مرور قرابة 4 أشهر من بداية هجومها على طرابلس، في 4 أبريل الماضي، لم تتمكن قوات حفتر من إحداث اختراق حقيقي نحو وسط طرابلس، في حين تعددت إخفاقاتها في الفترة الأخيرة.
وتتمثل أبرز إخفاقات حفتر، في خسارة الجناح الغربي بعد هزيمة قواته بمدينة الزاوية (45 كم غربي طرابلس)، وفقدان قلب الجيش في غريان.
وأسفر هجوم قوات حفتر على طرابلس، منذ بدايته وحتى 5 يوليو الجاري، عن سقوط أكثر من ألف قتيل، ونحو 5500 جريح، وفق منظمة الصحة العالمية.