يوم تلو الآخر، يتقارب صناع القرار في روسيا وتركيا، بعد إصرار الأخيرة شراء دفاعات إس 400 الروسية، رغم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية.
التقارب الذي لطالما تحقق مؤخرا، أكدته تقارير إعلامية، أكدت أن رئيس مؤسسة "روستيخ" الحكومية الروسية، سيرغي تشيميزوف، أعلن اليوم الاثنين، أن روسيا تجرى مفاوضات مع تركيا بشأن الإنتاج المشترك لمكونات "إس-400".
وقال تشيميزوف خلال لقاء مع وكالة أنباء "الأناضول" التركية: "تركيا مهتمة بأنظمة الدفاع الجوي الروسية من مختلف الأبعاد والأنظمة المضادة للدبابات".
وأكد تشيميزوف أن موسكو وأنقرة يواصلان، اليوم، التفاوض حول إمكانية الإنتاج المرخص لبعض مكونات منظومة الدفاع الجوي "إس-400" في تركيا.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع التركية، يوم الجمعة، أن شحن معدات منظومة "إس-400" الدفاعية الروسية إلى البلاد تسير بالشكل المخطط له.
وجاء في بيان صادر عن الوزارة "تمضي عملية شحن معدات نظام "إس-400" الدفاعي الصاروخي طويل المدى، وفق الخطة المرسومة لها"، كما نقلت وكالة "الأناضول".
وفي 12 يوليو الجاري، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء وصول أجزاء المنظومة الدفاعية "إس-400".
وأعلن الجهاز الفدرالي الروسي للتعاون العسكري التقني، الجمعة الماضية، بدء إرسال منظومة "إس-400" إلى تركيا، مؤكدا تنفيذ الصفقة في المواعيد المتفق عليها.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأحد الماضي، إيصال المزيد من مكونات منظومة "إس- 400" الدفاعية الجوية إلى تركيا.
وكانت أنقرة قد قررت عام 2017 شراء منظومة أس 400 بعد تعثر جهودها لشراء منظومة باتريوت الأميركية، وهددت الولايات المتحدة تركيا بعقوبات إذا واصلت إتمام الصفقة الروسية، لكن أنقرة رفضت تلك التهديدات واعتبرتها لا تليق بدولتين عضوتين بحلف شمال الأطلسي (ناتو).
تجدر الإشارة إلى أن روسيا تمتلك أقوى نظام دفاع صاروخي في العالم، وتتسابق العديد من الدول للحصول عليه.
وذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية في أحد تقاريرها أن صواريخ "إس - 400" أخطر مما يعتقده العالم، مشيرة إلى أنها تستطيع إسقاط جميع الأهداف الجوية بما فيها الطائرات الشبحية وطائرات الإنذار المبكر الأمريكية، إضافة إلى قدرتها على ضرب الطائرات قبل إقلاعها من حاملات الطائرات في حالة الحرب.
وإضافة إلى استخدام الجيش الروسي لهذه الصواريخ تتسابق العديد من دول العالم للحصول على منظومة الصواريخ الروسية.
ويوجد كذلك مستخدمون آخرون لهذه المنظومة، مثل: الصين والهند وأوكرانيا وفنزويلا وبلغاريا، العضوة في الناتو.
وذكرت المجلة أن "إس - 400" تغير قواعد الحرب الجوية وتوازنات القوى في العالم أجمع، خاصة أنها قادرة على التعامل مع عدة أهداف في آن واحد بأنواع مختلفة من الصواريخ يتراوح مداها من 40 إلى 400 كم ، ويدعم نظام إس-400 أربعة أنواع مختلفةٍ من الصواريخ: فئة (40N6E) للأهداف بعيدة المدى (400 كم)، وفئة (48N6) للأهداف طويلة المدى (250 كم)، وفئة (9M96e2) للأهداف متوسطة المدى (120 كم)، وفئة (9m96e) للأهداف قصيرة المدى (40 كم). وبالمقارنة، يدعم نظام باتريوت الدفاعي الأميركي صاروخاً اعتراضياً واحداً فقط، يبلغ مداه 96 كيلومتراً.
ويضاف إلى مميزات "إس - 400" المتعلقة بالمدى، أنها تستطيع إطلاق صواريخها بسرعة 15 (ماخ)، أي 15 ضعف سرعة الصوت، أو خمسة آلاف متر في الثانية، ويمكنها ضرب أهداف لا يتجاوز ارتفاعها خمسة أمتار عن سطح الأرض.
ويمكن لنظام الصواريخ الروسي أن يضرب الطائرات قبل إقلاعها واستهداف الصواريخ قبل إطلاقها من قواعدها.