لم يتوقف الهجوم الحوثي على مواقع داخل الأراضي السعودية، تحديد بمناطق نجران وجازان.
الهجوم الحوثي على أرض المملكة ربما يربك حسابات صناع القرار لدى آل سعود، خصوصا مع تزايد تهديدات الجماعة المسلحة بأن 300 هدف سعودي في مرمى نيران الجماعة.
وقبل ساعات، أعلنت جماعة الحوثي تنفيذها هجومين ضد أهداف سعودية.
وقالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين إن مسلحي الجماعة استهدفوا عربة من طراز "بي.أم.بي" بصاروخ موجه في مربع الصوح بنجران. كما استهدفوا ناقلات عسكرية محملة بالجنود السعوديين شرق جبل جحفان في جازان جنوبي البلاد.
وأضاف المصدر نفسه نقلا عن مصدر عسكري رفض كشف هويته، أن الهجومين أسفرا عن مقتل عدد من الجنود السعوديين، وأن الحوثيين غنموا أسلحة.
وكانت وسائل إعلام سعودية ذكرت أن قوات التحالف شنت غارات على مواقع وتجمعات لمقاتليين حوثيين في محيط مديرية باقم بصعدة في اليمن، مما أدى إلى سقوط قتلى في صفوفهم.
وكثفت جماعة الحوثي مؤخرا هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ المتوسطة المدى على أهداف سعودية، لا سيما مطاري جازان وأبها، بينما تعلن الجماعة بين الفينة والأخرى مقتل جنود سعوديين في مواجهات قرب الحدود اليمنية.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014، قبل أن تتوسع هيمنتهم لتشمل عدة محافظات. ومنذ مارس 2015، يدعم تحالف تقوده السعودية، القوات الحكومية اليمنية في مواجهة الجماعة، في حرب خلفت أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم، حسب الأمم المتحدة.
يذكر أن تحالفا عسكريا تقوده السعودية يقوم، منذ 26 مارس 2015، بعمليات عسكرية لدعم قوات الجيش اليمني الموالية لرئيس البلاد عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" في يناير من العام ذاته.
وبفعل العمليات العسكرية، التي تدور منذ مارس 2015، يعاني اليمن حالياً أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فبحسب الأمم المتحدة قتل وجرح آلاف المدنيين ونزح مئات الآلاف من منازلهم، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي 75 بالمئة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.
وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدن اليمن بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من 4 سنوات، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".
وتصاعدت الحرب بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس 2015، عندما هرب هادي إلى السعودية وتدخل التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن.
ومنذ ذلك الحين، قتلت الحرب قرابة عشرة آلاف شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.