رئيس التحرير: عادل صبري 01:30 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد هجومه على «مهاجرات الكونجرس».. النواب الأمريكي يدين تصريحات ترامب «العنصرية»

بعد هجومه على «مهاجرات الكونجرس».. النواب الأمريكي يدين تصريحات ترامب «العنصرية»

العرب والعالم

عضوات الكونجرس المهاجرات

بعد هجومه على «مهاجرات الكونجرس».. النواب الأمريكي يدين تصريحات ترامب «العنصرية»

إنجي الخولي 17 يوليو 2019 03:09

في صفعة ديمقراطية جديدة للرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، صوت مجلس النواب، الخاضع لسيطرة الديمقراطيين، بالأغلبية قرارا يدين دونالد ترامب بسبب تعليقاته "العنصرية" الموجهة إلى أربع من عضوات الكونجرس.

 

وصوت المجلس بأغلبية 240 صوتا مقابل 187 صوتا لصالح القرار الذي تم تقديمه بعد تصريحات وتغريدات لترامب هذا الأسبوع.

 

وكان أربعة جمهوريين ضمن الأغلبية التي صوتت لصالح القرار.

 

جاء ذلك بعدما طالبت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أعضاء المجلس بالتصويت على قرار يدين الرئيس دونالد ترامب بسبب التغريدات العنصرية التي ننشرها عبر حسابه على تويتر، وطالب فيها 4 نائبات أمريكيات من أصول غير أمريكية بالعودة إلى بلادهن.

 

وبحسب رويترز فإن التصويت هو تصويت رمزي يهدف إلى احراج ترامب وزملائه الجمهوريين الذين وقفوا إلى جانبه.

وصاغ الأعضاء الديمقراطيين القرار الذي يدين ترامب بسبب تلك التغريدات، وسط اعتراض العديد من الجمهوريين الموالين للرئيس الذين يرون أنها ليست عنصرية.

 

وكتبت بيلوسي في رسالة وجهتها إلي الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب معلنة عن خطط الحزب: "في نهاية هذا الأسبوع، تجاوز الرئيس معاييره المتدنية واستخدم لغة مشينة في إنتقاد أعضاء الكونجرس".

 

وأضافت بيلوسي :" إن الرئيس تابع هجماته على زملائنا الأربعة مطالبا إياهن بالإعتذار"، وأضافت: "اسمحوا لي أن أكون واضحة، سنقوم بالرد على تلك التغريدات والهجمات المثيرة للإشمئزاز".

 

التغريدات العنصرية

 

جاء ذلك بعد هجوم ترامب، يوم الأحد، على نائبتين بالكونجرس الأمريكي من أصول إسلامية وغيرهما من أصول مختلفة غير الولايات المتحدة، وطالبهن جميعا بالعودة لبلادهن الأصلية بعد انتقادات لسياساته حول الهجرة.

 

وأشار ترامب في تغريدته  إلى "عضوات كونجرس ديمقراطيات تقدميات"، ما بدا وكأنه يقصد مجموعة من الشابات المتحررات ذوات الأصوات الكثيرة، واللواتي دخلن مجلس النواب للمرة الأولى مثل النائبة الديمقراطية المسلمة بالكونجرس الأمريكي إلهان عمر من أصول صومالية، والنائبة رشيدة طليب المولودة في ديترويت لأبوين فلسطينيين مهاجرين، إضافة إلى النائبة ألكساندريا كورتيز المولودة في نيويورك، والتي تنحدر من أصول بورتوريكية، وأيانا برسلي  أول امرأة سوداء البشرة تنتخب في الكونجرس عن ولاية ماساشوتس .

ولم يعمد ترامب إلى تسمية أي منهن، لكنه قال: "إنهن أتين في الأصل من بلدان ذات حكومات كارثية بالمطلق هي الأسوأ والأكثر فسادا وعدم كفاءة في العالم".

 

وأضاف أنهن "يخبرن شعب الولايات المتحدة، أعظم وأقوى أمة على الأرض، كيف يجب أن ندير حكومتنا".

 

واستطرد متسائلا: "لماذا لا يعدن ويساعدن في إصلاح الأماكن الفاشلة التي أتين منها حيث تتفشى الجريمة ، ثم يعدن ليوضحن لنا كيف تم ذلك؟".

 

واختتم ترامب سلسلة تغريداته قائلاً: "تحتاج هذه الأماكن إلى مساعدتكن بشدة، ولا يمكن أن تتركوها بسرعة كافية. أنا متأكد من أن نانسي بيلوسي (رئيسة مجلس النواب) ستكون سعيدة للغاية لوضع ترتيبات السفر المجانية بسرعة".

 

وبعد حملة من التغريدات من النائبات ردًا على تصريحاته وموجه من الانتقادات الحادة لتصريحاته العنصريه .

نفي الرئيس الأمريكي الثلاثاء أن يكون عنصريا، وقال في تغريدة جديدة : "إن هذه التغريدات لم تكن عنصرية، ولن تجدوا غراما واحدا من العنصرية لدي"، داعيا نواب حزبه إلى عدم الوقوع في "الفخ" الذي ينصبه لهم خصومهم الديموقراطيون.

وفي إطار استراتيجيته القائمة على تأجيج الجدل حول شخصه، حرص ترامب عبر تغريدة صباحية الثلاثاء على تكرار ما قاله الاثنين عن النائبات الديموقراطيات الأربع. وكتب قائلا، "إن بلدنا حر ورائع ومزدهر. إذا كنتن تكرهن بلادنا أو إن لم تكنّ سعيدات هنا، بإمكانكنّ الرحيل".

 

 

تاريخ من العنصرية

 

وليست هذه المرة الأولى التي يدلي فيها ترامب، بتصريحات توصف بإنها "عنصرية"، وسبقها تصريحات "عنصرية" كان أبرزها ضد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

 

وعمد ترامب قبل سنوات من خوض حملة انتخابات 2016، إلى مهاجمة أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، مستهدفا تحديدا أصوله الإفريقية الأمريكية، فاتهمه بأنه لم يولد على الأراضي الأمريكية وطالب بوثيقة ولادته.
 

وفي 2011، ألمح إلى أن أوباما مسلم، علما أن المسلمين من المجموعات التي يستهدفها بشكل منتظم.

 

وفي مقابلة مع محطة "إيه بي سي" الأمريكية، عبر ترامب عام 2011، عن تشكيكه في محل ميلاد الرئيس الأمريكي "بارك اوباما" ، وقال: "لماذا لا يكشف الرئيس عن شهادة ميلاده؟"،

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي أغسطس 2012، كتب ترامب على موقع "تويتر" قائلا "مصدر شديد الثقة اتصل بمكتبي وقال إن شهادة ميلاد أوباما مزيفة".

في يناير 2018، أثار ترامب، غضب الدول الإفريقية، بعدما نقلت وسائل إعلام تصريحات للرئيس ترامب، واصفًا فيها الدول الإفريقية بأنها "حثالة".

 

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الملياردير الجمهوري استقبل في مكتبه عددا من أعضاء مجلس الشيوخ للبحث في اجتماع حول الهجرة، كما نقلت الصحيفة عن مصادر لم تذكرها، أن ترامب سأل خلال المناقشات "لماذا يأتي كل هؤلاء الاشخاص القادمين من حثالة الدول إلى هذا البلد؟".

 

ورد الرئيس الأمريكي بأنه لم يستخدم العبارات المسيئة التي أثارت غضب الأمم المتحدة ودفعتها إلى وصف كلامه بالـ"عنصري"، وكتب ترامب أن "اللهجة التي استخدمتها في الاجتماع كانت قاسية لكنني لم استخدم هذه الكلمات".

 

لم يتوقف الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية عن التحريض ومهاجمة المهاجرين المكسيكيين والأمريكيين من أصل مكسيكي إذ قال عام 2015: "المكسيك لا ترسل لنا أفضل الأشخاص، ولكنها ترسل أشخاصا يسببون الكثير من المشاكل، يجلبون المخدرات والجريمة. إنهم مغتصبون، وبعضهم كما أعتقد، أناس طيبون".

 

وبلغ الأمر ذروته بوعده الانتخابي المثير للجدل بشأن بناء جدار على الحدود مع المكسيك على أن "تتحمل المكسيك تكلفته".

 

وروج ترامب كذلك لحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وذلك ضمن سجل حافل بالهجمات على الإسلام والمسلمين.

 

ففي 2015 ادّعى أن "آلاف وآلاف" المسلمين في نيوجرزي احتفلوا فرحا بعد اعتداءات 11 سبتمبر في نيويورك.

 

وخلال حملته الانتخابية عام 2016، هاجم عائلة الكابتن هومايون خان، وهو جندي أميركي مسلم قتل في العراق، بعدما انتقد والد خان المرشح الجمهوري.
 

وقال آنذاك: "إن نظرتم إلى زوجته، وقفت هناك، لم يكن لديها ما تقوله.. ربما لم يكن يسمح لها بقول شيء".

 

وتعهد خلال الحملة الانتخابية بفرض "حظر تام وكامل على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة".

 

وبعد فوزه بالرئاسة، حظر ترامب سفر مواطني عدد من الدول ذات الغالبية المسلمة إلى الولايات المتحدة، وخفض بشكل كبير عدد اللاجئين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة، وخصوصا اللاجئين القادمين من سوريا.

 

وتصريحات ترامب عن المسلمين كثيرا ما تثير الجدل، وفي حوار مع محطة "سي إن إن" في مارس 2016، قال ترامب: "اعتقد أن الإسلام يكرهنا".

 

ولاحقًا قال: "لدينا مشاكل مع المسلمين ولدينا مشاكل مع المسلمين الذين يدخلون بلادنا".

 

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في نوفمبر 2020، يبدو ترامب مصمما أكثر من أي وقت على استقطاب قاعدته الانتخابية البيضاء في أكثريتها، وعلى العمل على بث الفرقة في صفوف خصومه الديموقراطيين.

 

ومع أن بعض النواب الجمهوريين وجهوا انتقادات إلى تغريدات ترامب، فإن غالبيتهم يبقون حذرين جدا في انتقاداتهم لترامب، المرجح جدا أن يكون مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان