رئيس التحرير: عادل صبري 05:03 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد 10 سنوات من المعاناة.. رجل الشجرة الفلسطيني يزاول حياته الطبيعية

بعد 10 سنوات من المعاناة.. رجل الشجرة الفلسطيني يزاول حياته الطبيعية

العرب والعالم

الفلسطيني محمود التلولي المصاب بمرض متلازمة رجل الشجرة

بعد 10 سنوات من المعاناة.. رجل الشجرة الفلسطيني يزاول حياته الطبيعية

فادي الصاوي 12 يوليو 2019 22:37

تمكن المواطن الفلسطيني محمود التلولي البالغ من العمر 44 عاماً المصاب بمرض نادر يسمى "متلازمة رجل الشجرة" من مزاولة حياته الطبيعية بعد 10 من المعاناة والعزلة.

 

"متلازمة رجل الشجرة" هو مرض نادر، لم يُبلغ إلا عن 200 حالة في العالم، ولا يوجد بروتوكول أو خطة واضحة لعلاجه، يؤدي هذا المرض إلى نمو غير عادي لما يُشبه لحاء الشجر على اليد، وأجزاء أخرى من الجسد، تُسبب آلاماً شديدة، وتجعل الشخص المصاب به عاجزاً عن استخدام يديه تماماً.

 

أصيب المواطن الفلسطيني بهذا المرض الغريب، قبل 10 سنوات وعجز الأطباء في قطاع غزة عن تصنيفه، أو إيقاف امتداده، وللتخلص من الألم والمعاناة ونظرة الناس له وعجزه عن العمل كان  المواطن الفلسطينى يتمنى بتر يده.

 

ويُعتقد الأطباء الذى أشرفوا على علاج المواطن الفلسطيني أنه المرض الذى أصابه ناتج عن عدم قدرة الجهاز المناعي على مكافحة الفيروسات التي تسبب الثآليل مثل فيروس الورم الحليمي البشري.

 

 ومؤخرا وبعد مرور 10 سنوات من العزلة والمعاناة، أعلن المواطن محمود التلولي، شفاءه من هذا المرض، بعد إجراء أربع عمليات جراحية لإزالة الزوائد الجلدية في مركز طبي بالقدس، وقالت التلولي  فى تصريح له :"يمكني اللعب مع أطفالي ومشاركة عائلتي فى مناسباتهم ولم يعد هناك حاجة لتغطية يدي حين أخرج إلى الأماكن العامة".

 

وروى مايكل تشيرنوفسكي، جراح العظام الذي أشرف على علاج التلولي،  قصة علاج المواطن الفسطيني قائلا: جاءني محمود قبل عامين، كنت أمله الأخير بعدما أخبره الأطباء الذين عاينوه قبلنا أنه لا يمكنهم فعل شيء سوى بتر أطرافه، كان يعيش لأكثر من 10 سنوات في ألم شديد، لم يستطع استخدام يده اليسرى على الإطلاق، وكان يُحرك اليمنى بشكل محدود، وكان عاجزاً عن العمل أو ممارسة أموره الحياتية الروتينية، كان يُعاني".

 

وأضاف الطبيب: "قرر التلولي أن يمضي قُدماً في العميات الجراحية رغم أن الأطباء حذروه من المخاطر التي قد يتعرض لها، ومنها أنه قد يفقد يديه".

 

وأوضح جراح العظام، أنه ركز في أول عمليتين على إزالة الزوائد من يديه، وأدرك هو وفريقه الطبي، أن هذه الزوائد قد تعود للنمو من  جديد، وقد تنتقل إلى أجزاء أخرى من جسده ما لم يتم إزالة الزوائد من جذورها العميقة بشكل كامل.

 

 وقال تشيرنوفسكي في تصريح له: "لا يمكنك إزالة هذه الأشياء سطحياً، يجب عليك إزالتها جميعاً حتى القطعة الأخيرة، وذلك لتخفيف الألم الذي تسببه لأنها تضغط على الأعصاب، ولم أكن متأكداً أن خطتي ستنجح، لكنها نجحت".

 

وركز الفريق الطبي في العمليتين اللاحقتين على إزالة الزوائد المتبقية التي تغطي مناطق أخرى من جسمه، ومن المقرر أن يُجري تلولي الآن عملية خامسة خلال الأشهر المقبلة لإزالة "جذور" الآفات  التى قد تنمو مرة أخرى حتى يتوقف انتشار النمو ويخفف من آلامه التي تضغط على أعصابه.

 

وقال تشيرنوفسكي: "نواصل خوض معركة شاقة؛ سيحتاج محمود إلى مزيد من الجراحة مع مرور الوقت لإزالة نمو فيروسي جديد، وبشكل دوري من أجل تحسين وظيفة يده في غياب العلاج اليدوي، في النهاية، ما زلنا بحاجة إلى العثور على لقاح أو علاج مناعي علاجي له من أجل إصلاح نظامه المناعي الناقص".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان