كغيرهم من اللاجئين في بلدان الدول العربية، يعاني اللاجئون الفلسطينيون ويلات القهر والاضطهاد وقسوة الحياة، بعد أن هجرهم المحتل الإسرائيلي من أرضهم قبل 71 عامًا.
اللاجئون الفلسطينيون ممن هربوا من جحيم الحرب في سوريا باتجاه أوروبا، كانت أوقفتهم السلطات اليونانية قبل أن تحزهم في أحد المخيمات المؤقتة.
ويواجه نحو 450 لاجئاً فلسطينياً سورياً في مخيم القارورة بجزيرة كيوس اليونانية ظروفاً إنسانية قاهرة، بعد أن تم إغلاق جميع الطرقات في وجوههم إلى الدول الأوربية، وحصرهم في مخيم مؤقت غير مجهز بأدنى الاحتياجات الأساسية اللازمة لاستقبال اللاجئين.
في حين يشكو اللاجئون الفلسطينيون السوريون في مخيم القارورة من ظروف معيشية وصفوها بغير الإنسانية، نتيجة اضطر العديد منهم النوم في العراء بسبب الاكتظاظ الشديد في المخيم حيث يستقبل المخيم أضعاف قدرته الاستيعابية من اللاجئين لدرجة أنه لم يعد فيه مكان لوافدين جدد بحسب شهادات لعالقين فلسطينيين سوريين هناك، مما جعلهم عرضة للخطر جراء الانتشار الكبير للحشرات والزواحف السامة كالعقارب والأفاعي، إضافة لمعاناتهم نتيجة عدم توافر شروط النظافة والخدمات الأساسية في أماكن تواجدهم.
إلى ذلك طالب اللاجئون الفلسطينيون السوريون عبر مجموعة العمل المنظمات الدولية والإنسانية ومفوضية اللاجئين بالتدخل لوضع حدٍ لمعاناتهم وتوفير العيش الكريم لهم وخاصة للأطفال والنساء.
من جانبها تتعمد السلطات اليونانية تهميش اللاجئين الفلسطينيين وتسوية أوضاعهم القانونية، حيث تخضعهم لعدة مقابلات من أجل معرفة الأسباب التي دعتهم للهجرة واللجوء إلى اليونان، وتطلب منهم معلومات تفصيلية عن عائلتهم ووضعهم وانتماءاتهم، كما أنها تتأخر بنقلهم من الجزر إلى المدن اليونانية.
في حين تشير إحصائيات غير رسمية وصلت إلى مجموعة العمل أن تعداد اللاجئين الفلسطينيين السوريين في اليونان يصل قرابة 4 آلاف لاجئ، ويتوزعون في الجزر وعلى البر اليوناني.
وقبل قرابة الشهرين، تحديدا في مايو ذكر نكبة فلسطين، قالت منظمة العفو الدولية "إن عدم احترام إسرائيل لحق الفلسطينيين الذين أُجبروا على الفرار من ديارهم في 1948 بالعودة إليها يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، فهذا الانتهاك فاقم عقودًا من المعاناة لا يزال يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في المنطقة".
وحمل موقع منظمة العفو الدولية المخصص لإحياء ذكرى النكبة عنوان "سبعون عامًا من الاختناق" ويعرض صورًا وشهادات مؤثرة تروي قصصًا مفجعة من حياة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان.
وعبره طالبت المنظمة من الجميع في شتى أنحاء العالم إظهار التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين، كما طالبت "إسرائيل" باحترام حقهم في العودة.
وقالت مديرة برامج في منظمة العفو الدولية في فلسطين وداد عساف: "منذ أكثر من 70 عامًا قامت اسرائيل بتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتجريدهم من ممتلكاتهم ومنعهم من حقهم العادل والصادق العودة إلى الديار".
وتابعت "اليوم وفي الوقت الذي تستمر اسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان الأساسية للفلسطينيين وخرق القانون الدولي، وسن قوانين لتكميم الأفواه منها قانون النكبة الذي يهدف الى تغييب كل ذكر للنكبة الفلسطينية والقضاء على أي إشارة لها وإحياء الذكرى كيوم حداد، نقف اليوم ونقول إن الذكرى هي ليست ليوم واحد وإنما النكبة مستمرة وعلى اسرائيل وجميع حكومات العالم الاعتراف بحق الفلسطينيين بالعودة لأرضهم من كل أماكن وجودهم الآن، بعد أن أرغموا على تركها".
يذكر أن اللاجئ الفلسطيني كان أكثر اللاجئين تعداداً على مستوى العالم في وقت من الأوقات، إذ بلغ عددهم وفق إحصائيات اللجنة الأميركية للاجئين 3,753 ملايين لاجئ عام 1998، يليهم في المرتبة الثانية لاجئو أفغانستان 2,616 مليون.
وكانت تطلق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "الأنروا" وصف "اللاجئون الفلسطينيون" على: الأشخاص الذين كانت فلسطين مكان إقامتهم الطبيعي في الفترة الواقعة بين يونيو1946 ومايو 1948 أي أقاموا لفترة سنتين على الأقل في فلسطين قبل عام 1948- والذين فقدوا أماكن سكنهم ووسائل عيشهم نتيجة الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948، مما اضطرهم للجوء إلى بلاد مجاورة كالأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية التي كانت تابعة للأردن.
ويغطي تعريف الأنروا للاجئين أولئك المنحدرين من أصل لاجئي منطقة 48 الذين ارتفعت أعدادهم من 914 ألفاً عام 1950 إلى أكثر من 3,6 ملايين عام 1999، ويستمر العدد في الارتفاع نتيجة النمو السكاني الطبيعي.