رئيس التحرير: عادل صبري 10:41 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فظائع ترتكبها الصين بحق أطفال الإيغور.. هكذا تغتال الأقلية المسلمة

فظائع ترتكبها الصين بحق أطفال الإيغور.. هكذا تغتال الأقلية المسلمة

الإيغور 06 يوليو 2019 13:09

في انتهاك جديد بحق الأقلية المسلمة "الإيغور"، فضح تقرير لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، انتهاكات فظيعة يتعرض لها مسلمون صينيون من الأويغور، وتطول هذه المرة فئة الأطفال.

 

وكشف تقرير لـ"بي بي سي"، أمس الجمعة، عن تبني الحكومة الصينية فصل الأطفال المسلمين عن عائلاتهم والبيئة الدينية واللغوية، ووضعهم في مناطق بعيدة في إقليم شينغيانغ.

 

وأكدت أنها جمعت "بعض أوسع الأدلة حول ما يجري للأطفال في تلك المنطقة؛ بالاعتماد على بيانات متاحة وعشرات المقابلات مع أفراد العائلات".

 

وأشارت إلى أن البيانات كشفت عن أنه "في بلدة واحدة يعيش 400 طفل بلا والدين"، لافتة إلى أنه "تجري دراسة الحالات للتأكد إن كان الأطفال بحاجة إلى مساعدة مركزية".

وتابعت "بي بي سي": "بجانب الجهود المبذولة من أجل تغيير هوية البالغين في شينغيانغ، فهناك أدلة على محاولات لاقتلاع الأطفال عن جذورهم".

 

وبحسب التقرير، فإنه يصعب الحصول على شهادات حول الوضع؛ بسبب مراقبة الأجهزة الأمنية للصحفيين الأجانب على مدى 24 ساعة في شينغيانغ، الواقع تحت سيطرة أمنية مشددة.

 

ونقل التقرير ما يجري في مدينة إسطنبول التركية، مشيراً إلى اصطفاف عشرات الأشخاص في طوابير للإدلاء بشهاداتهم، وبعضهم يمسك صوراً لأطفال مفقودين في شينغيانغ.

 

وجاء الآلاف إلى تركيا للدراسة أو التجارة أو زيارة العائلات أو هرباً من القيود على الإنجاب في الصين، والقمع الديني المتزايد، وفق التقرير.

 

لكن في السنوات الثلاث الأخيرة وجدوا أنفسهم في "مصيدة"؛ حين بدأت الصين باحتجاز مئات الآلاف من الأويغور والأقليات الأخرى في معسكرات ضخمة.

وتقول السلطات الصينية إنه يجري "تأهيل" الأويغور في مراكز تأهيل مهني من أجل مساعدتهم على مواجهة التطرف الديني.

 

لكن الأدلة تظهر أن الكثيرين يُحتجزون لمجرد انتمائهم الديني وممارستهم شعائر الصلاة وارتداء الحجاب، أو بسبب وجود صلات مع تركيا؛ إذ تسعى الأخيرة لرفع الاضطهاد عنهم.

 

وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود ثلاثين مليون مواطن مسلم في البلاد، 23 مليونا منهم من الإيغور. بينما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز مئة مليون أي نحو 9.5% من مجموع سكان الصين.

 

والإيغور هم قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية وتعتنق الإسلام يعيش أغلبها في إقليم شينجيانغ الذي كان يسمى تركستان الشرقية قبل ضمه من قبل الصين.

 

وقبل الاستقرار في تركستان الشرقية بغرب الصين كان الإيغور قبائل متنقلة تعيش في منغوليا، وقد وصلوا إلى هذا الإقليم بعد سيطرتهم على القبائل المغولية وزحفهم نحو الشمال الغربي للصين في القرن الثامن الميلادي.

 

واللغة الأويغورية هي لغة قارلوقية، من الغات الترکية ويستعملون الحروف العربية في كتابتها إلى الآن.

وكان الإيغور يعتنقون عددا من الديانات على غرار البوذية والمسيحية (النصطورية)، والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادي حيث دخلوا في الإسلام و غالبيتهم سنية حنفية، وأقلية شيعية إسماعيلية.

 

وتتمتع شينجيانغ بالحكم الذاتي داخل الصين مثل إقليم التبت في جنوب البلاد.

 

ويعتبر إقليم شينغيانغ (تركستان الشرقية سابقا) أحد الأقاليم الصينية الخمسة التي تتمتع بحكم ذاتي، وبحسب أرقام الحكومة الصينية فإن أكثر من نصف سكان الإقليم هم من المسلمين الذين ينتمون أساسا إلى عرق الإيغور.

 

وقد قام السكان الإيغور بعدة ثورات في القرن العشرين للاستقلال عن الحكومة المركزية في بكين، أبرزها ثورة 1944 التي نجحوا على إثرها في إعلان دولة تركستان الشرقية المستقلة، لكن سرعان ما ضمتها الصين الشيوعية عام 1949.

 

ومنذ ذلك الحين وهم يتعرضون لحملات قمع متواصلة من حكومة بكين طالت كل مناحي الحياة، وأسفرت عن تغيرات بنيوية شملت الديموغرافيا والثقافة والدين واللغة، وجميع مناحي الحياة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان